انضم إمام مسلم في تركيا لفرقة روك لتحقيق رسالة السلام والمحبة إلى المسلمين، فحاول مزج الكلمات الصوفية بإيقاع غنائي غربي، مما يعرضه للتحقيق الآن من قبل “,”شيوخ أردوغان“,” الذين يسيطرون على المساجد، فارضين التشدد والانغلاق. وقامت صحيفة “,”يو إس إيه توداي“,” الأمريكية بإجراء حوار مع الشيخ المغني أحمد محسن توزر، حول تجربته الفنية الدينية. يقول أحمد محسن وهو مرتدي زيه الأبيض الذي يؤم به المصلين في قرية صغيرة بالقرب من بينارباسي على الساحل التركي بجوار البحر المتوسط: “,”إذا آذيت قلبك، أعتقد أني أؤذي قلب الله“,”، وأضاف للصحيفة الأمريكية أننا “,”إذا كنا نحب بعضنا البعض، سنكون سعداء جدا في هذه الحياة، والحياة الأخرى“,”. ويمزج محسن ما بين إنشاد يرجع إلى القرن الثالث عشر بكلمات الشاعر الصوفي جلال الدين الرومي، وموسيقى روك “,”بينك فلويد“,” في سبعينيات القرن المنصرم، مما جذب انتباه المؤسسة الدينية التركية، والتي توسعت سلطتها على المجتمع التركي تحت رئاسة رجب طيب أردوغان، وأكد مفتي تركيا أنه سيجري التحقيق مع “,”إمام الروك“,”. وفي تصريح للصحيفة قال المفتي التركي أحمد سيليك، إن مديرية الشئون الدينية لديها قيم معينة “,”مشتركة“,”، وأضاف: “,”إن المحققين يبحثون في معرفة ما إذا كان هناك أي شيء ضد هذه القيم“,”. وكان توزر، 42 عاما، مؤذن بارع، عين في مسجد بمقاطعة تاريخية باسطنبول أحد المساجد الأكثر شهرة، وأمضى العامين الماضيين في استكشاف الصوفية والتصوف، كما اهتم كثيرا بالغناء، واستلهم من فرق غناء بريطانية مثل “,”فرقة كوين“,”. في وقت سابق من هذا العام التقى توزر ببعض موسيقيي الروك المخضرمين في “,”كاس“,” وهي قرية صيد سياحية ولد وترعرع فيها، وقال الشيخ: “,”إنه قرر أن يمزج بين حبه لموسيقى الروك بالجمال الموجود في الشعر الإسلامي، وبدأ بكتابة أغانٍ مع دوجان ساكين، عازف جيتار يؤدي لموسيقيين شهيرين في تركيا“,”. وعندما أدى بعض الأغاني على خشبة المسرح، أثارت صورة الإمام الذي يعتلي المسرح يغني الروك ضجة كبيرة في تركيا، وبعد العرض تلقى توزر الشتائم والتهديدات التي انهالت على تويتر ووسائل التواصل الاجتماعي. يقول توزر للصحيفة الأمريكية “,”الجمهور الإسلامي المتشدد لا يحب موسيقاي، وأشيائي؛ لأنهم لا يستطيعون فهمها“,”. وكثير من أئمة المساجد يتبعون إدارة الشئون الدينية التابعة للحكومة، والتي تشرف على مساجد تركيا، وبعد فترة وجيزة من ذيوع أغاني الإمام الصوفي وجد نفسه قيد التحقيق، وبموجب القانون التركي توجد قيود حول نوع العمل الذي يمكن للشيخ أن ينخرط فيه خارج مهنته، باعتباره شخصية دينية. في الوقت نفسه أصدرت فرقة “,”فيروك“,” التي ينتمي إليها الإمام فيديو على اليوتيوب حصل على 20 ألف مشاهدة، وسجلت أول ألبوم لها. وأضافت الصحيفة الأمريكية أن طموح فرقة “,”فيروك“,” إظهار جانب من الإسلام يحاول المتطرفون أن يضفوا عليه طابعهم العنيف، بينما تريد الفرقة المحافظة على وحدة المجتمع التركي الحديث، الذي يعاني استقطابا حادا منذ وصل أردوغان إلى الحكم، على الرغم من حداثة المجتمع وانفتاحه.