سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العنف ضد المرأة منهج حياة أم تنشئة مجتمعية؟.. زكريا: ضعف الرجل ونقص رجولته سببه.. الساعاتي: التربية الاجتماعية وتقليد الأبناء لآبائهم وراء انتشاره.. عز الدين: الثقافة الذكورية عامل أساسي لزيادته
تتعرض المرأة في مجتمعاتنا المصرية وخاصة في الريف والصعيد للعنف بشكل دائم بسبب أو بدون سبب، وكأنه منهج حياة وعادة يومية. العنف الذي تتعرض له النساء لا يقتصر على الضرب فقط فقد تتعرض المرأة للإيذاء اللفظى والإهانة والتوبيخ بل قد يصل الأمر لتهديدها للزواج عليها من أخرى، إضافة إلى عدم استخراج شهادات ميلاد لهن وحرمانهن من التعليم والميراث، وسط فشل زريع لمنظمات المجتمع والمجالس القومية المهتمة بالمراة في تحقيق أي تقدم ملموس على ارض الواقع لتغير واقع المرأة المصرية "البوابة نيوز" فتحت هذا الملف لتعرف على أاسباب ومظاهر هذا العنف وكيف يمكن علاجه. قالت الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق، إن لغة علم الاجتماع ترى أن العنف يحدث في كل المجتمعات فهناك دراسة أمريكية تقول أن الرجال يستكملوا رجولتهم بالعنف ضد النساء، بمعنى أن الرجل الضعيف الذي لم يحقق أحلامه أو يعاني نقص رجولته يزيد عنفه ضد المرأة، مضيفة أن العنف يزيد في مجتمع ويقل في آخر نتيجة ثقافته، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة نتيجة ما يطلق عليه تقسيم الادوار بلأأن يكون للنساء إدارة الأعمال المنزلية وللرجال الأدوار التي يدفع مقابلها أجر، فنلاحظ أن هناك تفاوت واضح في المكانة الاجتماعية بين الرجل والمرأة. وأضافت زكريا، أن التراكم التاريخى أحدث موروثات خاطئة لدى بعض المجتمعات فتحولت النساء إلى مجرد مقتنيات واصبحت مهمة الرجل أن ينفق على زوجته أو اختته. وتابعت، أستاذ علم الاجتماع، قائلة "يبقى العنف ما بقيت أسبابه، فالمرأة مهما حدث ستبقى كما هي ما لم يحدث تحول جذرى للثقافة السائدة في المجتمع، ومشيرة إلى أن مجتمعاتنا مازالت تتعامل بطريقة غير أخلاقية مع المرأة، مشيرة إلى أن المجتمع يضع كل الواجبات على الأمهات فإذا نجح الولد يقول الأب ابنى نجح وتفوق وإذا رسب يلقى اللوم على والدته ويقول "ابنها فشل". وقالت الدكتورة سامية الساعاتى، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، وعضو المجلس الاعلى للثقافة، أن التنشئة الاجتماعية هي السبب الرئيسى فالأم تربى الابن على أنه هو السيد وله الأولوية في كل شئ وتوصيه ألا يميل لزوجته حتى لا ينزل من نظرها، مؤكدة أن العنف ليس فقط بالضرب ولكن قد يكون بالتريقة أو إبراز العيوب والاستهزاء بها، مضيفة أن الابن حينما يرى والده يهين أمه بأي شكل أو يهددها بالزواج عليها، يتأثر نفسيا ويشعر بعدم الأمان، فكثرة تهديد الزوجة بالطلاق يهدد أمان الأسرة، وهذا كله يجعل الولد أمام أمرين عندما يكبر أما أن يرفض تكرار ما فعله والده مع أمه في تعامله مع زوجته، أو يكون نسخة طبق الأصل يقلد والده في إهانة زوجته وهنا يستمر العنف، ويصبح له مطلق الحرية كرجل في إهانة المراة وعليها أن تتعود على ذلك وكأنه أمر طبيعى لدرجة أن بعض النساء تعتاد على ذلك. وترى الدكتورة إنشاد عز الدين، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق، أن أبرز أسباب العنف ضد المراة هو الثقافة الذكورية السائدة في المجتمع المصري ففى الصعيد المرأة لا ترث، البنت لا تتعلم بينما الولد يتعلم، مضيفة أن هناك فئة كبيرة في الصعيد لا يستخرجون شهادات ميلاد لبناتهن ومنهم من لا يخرجها أبدا خارج المنزل بل تكون خادمة في المنزل فقط. وأضافت عز الدين، أن هناك قوانين كثيرة لا تفعل فهناك قوانين تقول أن هناك تعليم الزامى للأولاد والبنات ولا يتم تنفيذها.