«يا واخد قوتى يا ناوى على موتى».. بهذه الكلمات استهل قاتل جاره بسبب سرقته للفراخ بالخصوص حديثه ل«البوابة»، المتهم لم يبدُ عليه علامات الندم، على العكس تماما فطريقته كانت ممتلئة بالشماتة دون أى اعتبار للدماء التى سالت وكأن الجانى اعتاد الذبح وتحول إزهاق أرواح البشر وذبح الدواجن التى يعمل بها سواء. محمد «القاتل» استكمل حديثه قائلا «صحيح أنى قتلته بيدى لكنه هو الذى اضطرنى لذلك بعدما قام بسرقة الدواجن التى أتاجر بها من منزلى دون أن يضع أى اعتبار للجيرة». وأضاف «كنت قد اكتشفت منذ عدة أشهر تناقص أعداد الدواجن التى أقوم بتربيتها فوق سطح المنزل الذى أقطن فيه، فى البداية لم أهتم واعتقدت أن هناك خطأ ما فى حساباتى، لكن الأمر تكرر أكثر من مرة إلى درجة جعلتنى أتأكد أن شكى فى محله، وأن هناك شيئا ما يدور خلف ظهرى لا أعرفه». واسترسل «وقتها لم يخطر ببالى أبدا أن جارى هو السارق، لكنى قمت بتغيير أوقات الطعام التى اعتادت عليها الدواجن، وبالتالى غيرت مواعيد زيارتى لها». وفى إحدى المرات فوجئت بإسلام «المجنى عليه» يحاول الهرب من أعلى السطح لمنزله المجاور لى، وكان فى يده ثلاث دجاجات، فصرخت فيه وطلبت منه أن يترك ما أخذه وعاتبته، فتوسل لى أن أتركه وشأنه حتى لا يفتضح أمره، وبالفعل وافقت بعدما قطع على نفسه وعدا بأن لا يعيد جريمته مرة أخرى». واستكمل قائلا «لم يمر سوى أسبوعين حتى عاد الأمر لما كان عليه، وبدأت أعداد الدجاج فى التناقص من جديد، فتوجهت إليه وعاتبته، وقلت له أنى لا أريد أن أفضح أمره احتراما للجيرة التى تجمع بيننا، وأخبرته أن المرة القادمة لن أصمت عن حقى لأنه يسرق قوتى فهذه الدواجن هى رأس مالى وبدونها لا أجد حتى لقمة العيش». وعن تفاصيل ما حدث يوم الواقعة قال محمد «يومها استيقظت مبكرا فى حوالى الرابعة فجرا لأنى كنت أنوى السفر للقاهرة لإنهاء إجراءات استخراج جواز سفر لرغبتى فى أداء العمرة، وبمجرد خروجى من المنزل وجدت توك توك يقف أمام منزل إسلام فضولى جعلنى أقف لأراقب ما يحدث، ففوجئت به يخرج من منزله وبيده قفص دجاج قام بسرقته من سطح منزلى مجددا». ويكمل «بعدها سافرت وعقدت العزم أن أنتقم منه فور عودتى، وعندما عدت إلى منزلى وكان ذلك بعد أذان العصر تقريبا وجدت هذا السارق يجلس ومعه مجموعة من الشباب أصدقائه أمام منزله، فتوجهت إليه وواجهته أمام الجميع بجريمته، وأخبرته أنى سأتوجه لقسم الشرطة لتحرير محضر ضده، لكنه لم يهتم بل استهزأ بى وسبنى أمام الجميع، الأمر الذى أثار غضبى وجعلنى أفقد السيطرة على أعصابى، وتعديت عليه بالضرب فأخرج مطواة من طيات ملابسه وحاول التعدى علىّ، فأخذتها وطعنته بها ثلاث مرات من شدة غيظى أمام المارة ثم تركته غارقا فى دمائه وهربت». واختتم المتهم قائلا «فى البداية شعرت بالندم على ما فعلت خاصة بعدما علمت بنبأ وفاته، لكن بعدما تذكرت كل أفعاله قلت لنفسى لقد نال ما يستحق، وكل ما يؤرقنى هو خوفى على أسرتى التى لن تجد لها عائلا بعدى، وأتمنى أن ينظر لى القاضى بعين الشفقة والرحمة، فأنا شاب يشهد الجميع باحترامه لكن القتيل هو من دفعنى لارتكاب جريمتى». بدأت تفاصيل تلك الجريمة عندما تلقى اللواء سعيد شلبى مدير أمن القليوبية، إخطارًا من الرائد أحمد أعصر رئيس مباحث قسم الخصوص، بوفاة «محمد.ا» 32 سنة، عاطل إثر إصابته بثلاث طعنات نافذة فى الصدر والبطن، وأكدت تحريات المباحث نشوب مشادة كلامية بين المجنى عليه و«إسلام.أ.ط»، 23 سنة، سائق توك توك، تطورت لمشاجرة لسابقة سرقة المجنى عليه طيورًا من منزل المتهم الذى تعدى عليه بسلاح أبيض «مطواة»، ما أسفر عن مصرعه وتركه وفر هاربًا. تم استئذان النيابة العامة لضبط المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكابه الجريمة، فتحرر له المحضر رقم 5386 إدارى قسم الخصوص لسنة 2015، وبعرضه على النيابة العامة أمرت بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات، وصرحت بدفن جثة المجنى عليه بعد تشريحها لبيان سبب الوفاة.