- الولاياتالمتحدة تطبق نظرية البولينج في الشرق الأوسط - الإخوان والسلفيون أذرع واشنطن وحلفائها في سوريا - أمريكا خططت لصعود التنظيم الإرهابى منذ الخمسينيات بسبب كرهها لعبدالناصر على مدى أكثر من نصف قرن استخدمت واشنطن الجماعات الإسلامية في الشرق الأوسط كشركاء، بل إنها كانت تراهم بمثابة كيانات شرسة ضد القوميين العلمانيين، أمثال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ومحمد مصدق في إيران. بحلول نهاية الخمسينيات وبدلًا من التحالف مع القوى العلمانية في الشرق الأوسط والعالم العربى، اتجهت الولاياتالمتحدة إلى الجماعات الإرهابية ضد جمال عبدالناصر، وربما كان أكبر خطأ في تاريخ أمريكا، إلى جانب خطأ كبير آخر في السبعينيات وفى ذروة الحرب الباردة، والصراع من أجل السيطرة على الشرق الأوسط، على الفور دعمت الإدارات الأمريكية المتعاقبة الجماعات الإخوانية من مصر إلى أفغانستان، وكانت غلطة الرئيس المصرى الراحل محمد أنور السادات بإعادة جماعة الإخوان إلى مصر بعد عبدالناصر ما أدى أيضا إلى إنشاء حركة حماس وقتها. تلك الممارسات التي استمرت ما يقرب من 7 عقود أدت في النهاية إلى تطور تلك الجماعات إلى ما يسمى الآن بالقاعدة وداعش، وفى مقابلة في مارس الماضى اعترف الرئيس باراك أوباما أن داعش ثمرة مباشرة لتنظيم القاعدة في العراق، الذي انبثق من الغزو الأمريكى، حيث أدى تعذيب العراقيين من قبل الأمريكيين لصعود داعش، وألهم سجن جوانتانامو المزيد، وهو الأمر الذي توقعه الرئيس المصرى الأسبق، محمد حسنى مبارك، بحسب مركز جلوبال ريسرش الكندى، والذي نقل تصريحاته في 2003 من أن هناك عواقب وخيمة على منطقة الشرق الأوسط إذا تعرض العراق لهجوم، وقد تسود حالة من الاضطراب والفوضى في المنطقة. ووفقا للتقرير فإن الولاياتالمتحدة وحلفاءها اتبعوا نظرية لعبة البولينج في الشرق الأوسط، فإذا أصابت كرة واحدة الهدف ستقع كل الأهداف معه، فوقوع العراق أوقع أنظمة أخرى بعده، وقامت واشنطن بسياسة تسليح أعداء أعدائها وهو الأمر الذي لم يجلب مزيدًا من الأصدقاء للولايات المتحدة، ولكن العكس المزيد من الأعداء. حيث إن تطور داعش وسيطرته على مساحات واسعة من العراق كان باستخدام الأسلحة الأمريكية، وبسبب سياسة واشنطن في تسليح المتمردين ضد الأسد أو ما يسمى بالجيش السورى الحر، وقد كشفت التقارير أن المعارضة السورية وقعت اتفاقية بعدم الاعتداء على داعش. ورأى مايكل شانك، عضو مجلس الإدارة في جامعة جورج ميسون لتحليل النزاعات وحلها، أن ما حدث في سوريا هو ما حدث في أفغانستان عندما قررت واشنطن تسليح المجاهدين الأفغان وخلق حالة من عدم الاستقرار التي شجعت الجماعات المسلحة المتطرفة إلى الظهور، وعلى رأسها حركة طالبان. اللافت للنظر أن تنظيم داعش تمدد أكثر منذ بدأت الولاياتالمتحدة حملتها عليه في العراقوسوريا، واستولى على أراض أكبر وتوسع بشكل سرطانى، وهو الأمر الذي يؤكد أن هناك شيئًا أخطر يجرى وراء الكواليس، وقد أكدت رسائل البريد الإلكترونى التي سربها موقع الاستخبارات ستراتفور، وكانت أثناء تواصل مع مسؤولى وزارة الدفاع ما بين الولاياتالمتحدةوبريطانيا منذ 2011 أنهما اتفقا على تدريب قوات خاصة من قوى المعارضة السورية للإطاحة بالأسد. واعترف الجنرال فنسنت ستيوارت، رئيس الاستخبارات الدفاعية في البنتاجون، الشهر الجارى، بأن الصقور في الولاياتالمتحدة وإسرائيل اتفقا أيضا منذ فترة طويلة لتقسيم العراقوسوريا إلى دويلات صغيرة، مؤكدًا أن زرع بذور الإرهاب كان يتركز في دول العالم الثالث، حيث بعثت واشنطن في الشرق الأوسط وغيرها من المناطق في العالم ما يسمى بفرق الموت، في أمريكا اللاتينية والعراقوسوريا، وقد رعت قوى غربية أخرى الإرهاب في تلك الدول. وقد أكد تقرير لإنترناشونال يونايتد برس بأن هناك بعضًا من الأسلحة كانت مخصصة لعمليات المخابرات وجدت مع خلايا إرهابية وأن المحللين يؤكدون أنها تتبع الموساد الإسرائيلى، ووكالة المخابرات المركزية السى آى إيه، وقد اعترف الجيش الإسرائيلى مؤخرًا بدعم الجماعات السورية الإرهابية وفقًا لتقرير لتايمز أوف إسرائيل العام الجاري. وأكدت سيبل ادموندز عميلة ال«إف بى آى» أن «سى آى إيه»، وحلف الناتو قاموا بتجنيد وتدريب الإرهابيين في قاعدة الحلف الأطلسى في تركيا بالقرب من الحدود السورية لشن هجمات إرهابية في سوريا للإطاحة بالحكومة السورية وكان بداية ولادة تنظيم داعش. وقد كشفت وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية (DIA) وثيقة داخلية مؤخرًا تظهر أن الولاياتالمتحدة ودول غربية وعربية إضافة إلى تركيا قامت بخلق داعش في سوريا، وقد حصلت منظمة المراقبة القضائية على وثائق حساسة تؤكد أن الحكومة الأمريكية قد دعمت داعش، وقامت برفع دعاوى كثيرة للتحقيق في تلك الوثائق، والتي كشفت عن أن السلفيين، والإخوان المسلمين، وتنظيم القاعدة كانت دائمًا هي الأذرع الرئيسية لواشنطن والدافعة لحالة الفوضى في سوريا. وقد اعترف أحد زعماء داعش في باكستان، يوسف السلفى، العام الجارى بأن التنظيم ممول من قبل الولاياتالمتحدة، خلال التحقيقات أنه تلقى أموال من واشنطن، وأكد مايكل فلين، المدير السابق لوكالة الاستخبارات الدفاع أنه حذر قبل ثلاث سنوات أن المجموعات التي يتم تمويلها في سوريا هي تابعة للتنظيمات الإرهابية المنبثقة من القاعدة، والتي كونت داعش، وقد كشفت مجموعة مكونة من 50 عميلًا لاستخبارات الدفاع أن التقارير التي ترفع عن طريق القيادة المركزية للجيش الأمريكى عن داعش في سوريا يتم تغييرها بشكل غير صحيح من قبل كبار المسئولين في إدارة الرئيس باراك أوباما. وقال تقرير على الديلى إكسبرس البريطانى إنه خلال التحقيقات مع الإرهابيين اعترفوا بأن واشنطن تقوم بتجنيد الشباب للقتال في سوريا بمرتب 600 دولار في الشهر بشكل مبدئى، وكشفت وثيقة سرية ظهرت مؤخرًا أن السلفية والإخوان وتنظيم القاعدة وتركياوالولاياتالمتحدة كونت الجماعات الإرهابية في العراقوسوريا. وقد أكد استطلاع حديث داخل سوريا أن أكثر من 81% من السوريين متأكدون من أن داعش صنعته أمريكا في بلادهم، وأن معظم سكان الشرق الأوسط مستاءون بشكل متزايد من دور الولاياتالمتحدة في سوريا بحسب دراسة حديثة أجرتها شركة أبحاث ORB الدولية، وقد كشفت العديد من الوثائق أن الولاياتالمتحدة دعمت تنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة الأخرى لزعزعة استقرار سوريا، ما أدى إلى صعود داعش، وفقًا لوثيقة مسربة من البنتاجون. وبحسب التقرير فإن شهود عيان أكدوا الأسبوع الماضى أن الغارات التي تشنها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها، خاصة عن طريق الطائرات بدون طيار تهاجم مواقع عسكرية سورية تابعة لنظام بشار الأسد، وليس مواقع تخص داعش، وهى جزء من حرب واشنطن الزائفة على التنظيم. وقد أكدت التقارير أن وكالة الاستخبارات المركزية وقيادة العمليات الخاصة الأمريكية المشتركة (JSOC) تحلق بطائرات بدون طيار فوق سوريا، وأن أوباما كثف من قصفه لسوريا بالتواطؤ مع بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا وإسرائيل لتدمير السيادة السورية، والقضاء على الأسد، حيث لا يزال تغيير النظام سياسة رسمية أمريكية. حيث تستهدف أمريكا كل حكومة مستقلة في جميع أنحاء العالم من أجل تغيير النظام بسبب الرغبة لإحلال بدائل أخرى محلها تدين بالولاء لواشنطن، وهو سيناريو مرعب لنزاعات لا نهاية لها، والذبح الجماعى والدمار والحروب النووية المحتملة التي تهدد الجميع، في كل مكان.