يتزامن انطلاق الدورة الجديدة لمهرجان المسرح القومي، اليوم السبت، مع الذكرى العاشرة لحريق مسرح قصر ثقافة بني سويف، أو "محرقة بني سويف" التي راح ضحيتها العديد من الممثلين المسرحيين والمثقفين. وتم اعتبار هذا التاريخ "يوم المسرح المصري" تكريمًا لضحايا الحادث الذي تسبب الإهمال في فداحة خسائره؛ حيث كان ذلك اليوم عرض "قصة حديقة الحيوان" للكاتب الأمريكى إدوارد ألبى، لفرقة نادي مسرح قصر ثقافة الفيوم والذي أخرجه المخرج الشاب محمد منصور، والذي أصبح بدوره واحدًا من ضحايا الحادث. وحسب الرواية الرسمية لما حدث في ذلك اليوم، فإنه بعد انتهاء المسرحية، وقف الممثّلون على الخشبة يؤدّون التحيّة إلى الجمهور، وفي لحظةٍ ما سقطت شمعة قيل أنها كانت جزءًا من العرض على ستائر المسرح، فشبّت النيران، التي سرعان ما أخذت تلتهم كلّ ما في المكان، مُخلّفةً خمسين قتيلًا وأكثر من عشرين جريحًا احترقوا بينما يحاولون الخروج، بينما تحوّل المبنى إلى أطلال؛ حيث ذكرت التقارير الخاصة بالحادث أن الشمعة سقطت على الخامات الورقية لديكور العرض، لتلتهم النيران كل شيء في القاعة، واكتشف الجميع أن طفايات الحريق الموجودة بالمكان لا تعمل وغير صالحة. وذكر تقرير لجنة تقصي الحقائق الصادر عن "جماعة 5 سبتمبر" التي تشكلت بعد الحادث -والذي تم توثيقه بشهادت شهود عيان كانوا متواجدين في مكان الحادث، وتم تقديم نسخة منه للنائب العام في ذلك الوقت- أن سيارات الحماية المدنية، والتي تبعد عن موقع الحريق مسافة خمس دقائق جاءت بعد مرور ما لا يقل عن خمسين دقيقة، وبعد وصول العربات حاول عمال الإطفاء استخدام الخراطيم لإطفاء الحريق، لكنهم لم يجدوا مياه يضخونها؛ وفي الوقت ذاته ظلت بعض سيارات الإسعاف رابضة أمام المستشفى بلا حراك"وذلك حتى لا يفوتها شرف المشاركة في المشهد الإعلامي المتجمع بعد الحادث، مدعية أنها قامت بنقل المصابين من مكان الحادث إلى ساحة المستشفى؛ وهو ما جعل مصير الحرقى مرهونًا بالمحاولات العشوائية التي قام بها المتواجدون في محيط المسرح لنقل المصابين؛ كما رفض موظفو المستشفى استقبال الضحايا إلا بعد الانتهاء من الإجراءات القانونية، والتي أضاعت نصف ساعة أخرى زادت من قائمة القتلى؛ وعندما دخل المصابون وأغلبهم بحروق من الدرجة الثالثة إلى المستشفى لم يجدوا الحد الأدنى من الرعاية الصحية، ما أضاف إلى الموتى رقمًا جديدًا. وبعد الحادث قدّم وزير الثقافة آنذاك فاروق حسني استقالته، إلا أن مبارك رفضها وقال عبارته الشهيرة "إرمي ورا ضهرك يا فاروق"، وتم تحميل مسئولية الحريق إلى رئيس هيئة قصور الثقافة وقتها مصطفى علوي، إضافة إلى سبعة آخرين، وحُكم عليهم بالحبس لمدة 10 سنوات، وإلزام وزارة الثقافة المُمثلة في حسني بتعويض أهالي الضحايا؛ وفي مارس 2007 تمت إعادة المحاكمة وقررت المحكمة براءة أربعة من المتّهمين-من ضمنهم علوي- وخفّفت الأحكام عن البقية.