ينظر إلى العالم ليكتشف التفاصيل، من بُعد، ويروي نصوصه الإبداعية، لم يفعل ذلك يوما مذ وجد على سطح الكرة الأرضية، إنما عاش طوال حياته منصهرا بكل كيانه، داخل نسيج العالم، يتأثر بكل حدث، ويؤثر فيه، حيثما اكتملت عناصر عالمه الخاص" قلمه، حفنة أوراق"، كان بهم ينتقل بين العوالم بسرعة تفوق سرعة الضوء، كان يسافر بسرعة الإبداع، ويعود ليروي، إنه الأديب الحاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1974، عن روايته " مدينة في الظلمات"، الأديب السويدي ايفند يونسون. ولد يونسون، في السويد، لأبوين فقيرين في بلدة تدعى" أوفرلوله" بالشمال، في مثل هذا اليوم الموافق 29 يوليو عام 1900، وكان من المكافحين إذ خرج من طبقة العمال، التي لا تختلف معاناتهم في الحياة اليومية في أي مكان، ولكن الأديب السويدي " يونسون" استفاد من تلك الحياة القاسية، بشكل كبير في سياقات كتاباته الإبداعية، خاصة أنه تأثر تأثرا كبيرا بالثقافة الأوربية، وتقاليدها، نظرا للسنوات الطويلة التي قضاها بالمدن الأوربية، ومن أهم تلك الأسفار كانت زيارته لباريس وبرلين عام 1924. بدأ "يونسون" مسيرته الإبداعية بمجموعة قصصية بعنوان" الغرباء الأربعة"، وانتقل بعد ذلك إلى كتابة الرواية، وكان أول عمل روائي له بعنوان" في الذاكرة"، ثم توالت الأعمال الروائية من أهمها " وداعا لهملت"، و" أولوف"، ولأن " يونسون " لم يكن بعيد عن الأحداث السياسية والصراعات الإنسانية التي كانت تدور في عصره، تشبعت كل أعماله الروائية بتلك المكونات وتركت أثر في كل الاتجاهات، حتى أصبحت أعمال السويدي " يونسون" مرآة لأوربا لمن أراد أن يتعرف على تفاصيل لم تتناولها كتب التاريخ. نشر رواية "أيام سعادته" عام 1960، وكانت من ضمن أعماله التي رصد فيها وحلل أغلب خصائص الحكم المستبد، وما أثر ذلك على حياة الإنسان، وما يواجهه من مصاعب في الحرب والسلم والحب، وكانت تلك الفترة بعد أن اتهمه اليسار بالتعاطف مع أمريكا ومناوءة الشيوعية، أثناء الحرب الباردة. تجاوزت مؤلفات الأديب السويدي ايفند يونسون الثلاثين رواية إضافة إلى العديد من مجموعات الروايات القصيرة والمقالات الأدبية والصحفية، من أهمها رواية "فاڤل وحيدًا"، و" أيام سعادته"، " الأمواج المتكسرة"، وغيرهم من الأعمال الأدبية التي مازالت تكشف عن عبقرية " يونسون" الذي توفى يونسون في 25أغسطس 1976 عن عمر يناهز ال 76 عامًا.