يشهد المهرجان الدولي للفنون الغنائية في "إكس أون بروفانس" في فرنسا، والذي يمتد حتى الحادي والعشرين من يوليو الجاري إخراجا جديدا لأوبرا "الخطف في السراي" للموسيقار النمساوي موتسارت، وذلك على يد المخرج النمساوي مارتن كوسيج، والذي قام بحذف مشهدين يشيران إلى تنظيم داعش الإرهابي؛ حيث رأت إدارة المهرجان والمخرج أنه بعد الهجمات التي وقعت في فرنسا والكويت وتونس في السادس والعشرين من يونيو الماضي، أن بعض المشاهد "لا تحتمل"، خاصة مشهدان يشيران بشكل واضح إلى داعش. في المشهد الأول من الأوبرا يظهر مقاتلون إسلاميون متطرفون وهم يحتجزون مواطنين أوروبيين في صحراء، ويتأهبون لقتلهم تحت راية سوداء أمام عدسات الكاميرا، لكن المخرج أزال العبارات التي كانت على العلم الأسود، والتي تشير إلى داعش، وكذلك قام بحذف مشهد تظهر فيه الرءوس المقطوعة للرهائن. وقال مدير المهرجان برنار فوكورول في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية "إن قضية الصورة أصبحت حساسة جدًا، لا نريد أن تخرج صور من العرض وتنشر على الإنترنت خارج سياقها"، مُضيفًا "هذه ليست رقابة، هذا نضج"، حيث أنها المرة الأولى التي يتدخل فيها منذ عام 2007 لتعديل شيء ما في أحد العروض؛ وأوضح وجهة نظره بأنه بعد الاعتداءات التي وقعت لم تعد الإشارة إلى "داعش" في عرض للأوبرا مناسبة. يأتي هذا بعد أن قام المهرجان كعادته كل عام بتقديم عملًا للموسيقي النمساوي، وهذا العام اختيرت أوبرا "الخطف في السراي" التي تصور أجواء شرقية، لكنها اتخذت هذا العام بُعدًا مختلفًا، حيث حول المخرج النمساوي أحداث خطف لبريطانيين جرت حين كانت القوى الاستعمارية تتقاسم الشرق الأوسط؛ ولكن مشاهد عدة من الإخراج الجديد تشير إلى أمور راهنة مثل المقاتلين المتطرفين الملثمين المدججين بالسلاح؛ وتجرى أحداث الإخراج الجديد للأوبرا وسط ديكور متقن لصحراء رملية، كما أن مخرج العمل مارتن كوسيج معروف بطريقته الإخراجية التي تعكس عنف المجتمعات الراهنة.