التنظيمات الإسلامية أذرع لأجهزة مخابراتية أمريكية صهيونية «السيسى» مولود بإرادة شعبية ومن المستحيل أن يرحل «شوية بمب بيلعب بيه العيال في العيد».. هكذا وصف الدكتور جمال زهران النائب البرلمانى السابق، ما يحدث في مصر من عمليات إرهابية، هدفها الأساسى نشر الفوضى وإشاعة العنف، مؤكدا أن الدولة المصرية تستطيع التصدى لها بكل حزم بعد تفعيل قوانين مكافحة الإرهاب والإجراءات الجنائية. ■ هل وصلت داعش لمصر؟ - أولا لا يوجد شيء اسمه داعش، لكن هي ذراع لأجهزة مخابرات أمريكية وأوربية، مثلها مثل الإخوان أو أي فصيل آخر، تستهدف عدم تكامل المنطقة نهائيا، وعدم حدوث وحدة بينها، بدأت في 2001 بأفغانستان، ثم 2003 بتدمير العراق، ثم بالثورات العربية 2011، والتي كان المقصود منها تحريك المياه الراكدة، وإسقاط أنظمة وتحطيم جيوش. ■ ما رأيك فيمن يقول إن هناك غضبا شعبيا بسبب التفجيرات سيؤثر على النظام؟ - مستحيل لهذ النظام أن يرحل، لأنه جاء بإرادة شعبية كاملة، ويتمتع بتأييد كاسح، نظام مولود بإرادة شعبية، أجبرت «السيسي» على الترشح، لذلك هو يقول «الشعب كلفني»، فمن المستحيل أن يسقط، نتيجة هذه الألعاب الصبيانية المكشوفة للشعب، التي تزيد الهوة بينه وبين الجماعات المتأسلمة. ■ هل لحماس دور في أحداث العريش الأخيرة؟ - أنا ضد حماس التي انغمست في الشأن الداخلى المصرى والتي غلب انتماؤها السياسي لجماعة الإخوان على قيادتها لفكر المقاومة، وهى الآن تسعى لاتفاقية هدنة مع إسرائيل، وضعت السلاح، ولم تعد فصيلا للمقاومة، وأصبحت والإخوان سواء لدى الشعب المصري، وحتى الآن لم نتأكد إذا كان لها دور أو لا في أي عمليات ضد مصر، لكن يمكننا القول إن أحداث الشيخ زويد تخطيط مخابراتى (أمريكا وإسرائيل)، والتنفيذ أدواتى (داعش وأخواتها)، والتمويل خليجى (قطر). ■ هل ثمة ربط بين اغتيال النائب العام وأحداث سيناء؟ - طبعا، فهذا جزء من سلسلة عمليات إرهابية، تواكب أحداث الذكرى الثانية لثورة يونيو، بالإضافة لأحكام الإعدام الصادرة بحق قيادات الإخوان، و«أنا عاوز أسأل سؤال، إيه اللى عرف مرسي بخبر اغتيال النائب العام، وهو في القفص يوم المحاكمة، في نفس وقت إذاعة الخبر، وإشارته بعلامة الذبح؟!»، هذا يؤكد أن هناك اختراقات في السجون وفى الداخلية. ■ هل لأحكام إعدام قادة الجماعة تأثير على علاقة مصر بقطروتركياوإيران؟ - بالنسبة لتركيا، هناك جهود دبلوماسية مصرية لاختراق المجتمع التركي، وعلينا أن نستثمر ذلك لتقوية علاقاتنا بالأطراف المعارضة، التي يمكن عند تشكيل الحكومة أن يكون لها شأن ضاغط على أردوغان، فإما أن يسقط، أو يُجبر على الاستقالة، وبالتالى أصبح لنا في تركيا مساحة للحركة فيها، ف«الجيش التركى نفسه من مصادر معلومات خاصة لي، أكدت أن مصر لها علاقات قوية به، وهم صابرون على أردوغان إلى أن يسقط شعبيا، أو ينقضوا عليه»، لأن تركيا أصابها ضرر كبير بعدما أصبحت المقر الرئيسى للتنظيم الدولى للإخوان. أما إيران، فهى دولة كبيرة، لم تأخذ أي موقف عدائى من مصر بعد 30 يونيو، ربما أخذت مواقف منحازة في الفترة من 25 يناير حتى 30 يونيو، غير أنها بعد ذلك سعت لتوطيد علاقتها بمصر، وليست لها خصومات كبيرة معنا، والعقلية الإيرانية لديها القدرة على التعامل مع عبدالفتاح السيسي، بل وتسعى لذلك وهناك قنوات غير رسمية بين الطرفين، ولنا معهم أرضية مشتركة، وهى أن كلانا ضد المشروع الأمريكى الصهيوني، وهذا يحتم علينا فتح قنوات اتصال معها. أما قطر دولة عميلة لأمريكا، لا يمكن أن تكون لها أي سياسة مستقلة ولا إستراتيجية، «هي دويلة ما تجيش شارع في دايرتى في شبرا الخيمة»، هي إلى زوال سياسي ولو بعد حين. ■ كيف ترى تعديلات قوانين الإجراءات الجنائية ومكافحة الإرهاب؟ - أتهم حكومة الببلاوى بالتباطؤ إلى حد التواطؤ في تأخر إصدار قانون الإرهاب، فبعد 30 يونيو كان لا بد أن تفعل هذه القوانين، لأن ذلك كان سيساعدنا في الحد من هذا العنف الذي نعيشه، بداية بتوصيف جماعة الإخوان على أنها إرهابية، خاصة أن سجلها التاريخى حافل بتاريخ أسود، ثم كان لا بد من إصدار قانون الإرهاب، وأن تخضع كل هذه الجرائم للمحاكمات العسكرية. ■ في رأيك هل نجحت تلك العمليات الإرهابية في إثارة فزع المصريين؟ - بالطبع لا، ومع ذلك قولى إن هذه ألعاب صبيانية، فالمقصود بها إثارة الفزع، حتى لو اغتالوا شخصية أهم من «بركات»، لكن في النهاية هم يهدفون إلى التخويف وإشاعة العنف الممنهج وطرد الاستثمار، «كل ده ضحاياه كام؟ بالأرقام خلينا نشوف، ضحاياه كل ده كام؟ شرطة وجيش وشعب.. كام؟ 3000 شخص!»، هذا الرقم لا يذكر، ففى حرب البوسنة والهرسك في تفكيك يوغوسلافيا مات أكثر من مليون شخص، وأرجو ألا يؤخذ هذا على أنه تقليل من شأن من استشهدوا، لكن لا بد أن يكون هناك ثمن لاستقرارنا وحماية الدولة ووحدة الوطن، والبقاء على أجهزة الدولة، جميعنا مشروعات شهادة منذ 25 يناير حتى الآن. ■ هل نحن في حاجة لإعادة النظر في اتفاقية السلام مع إسرائيل؟ - طبقا للاتفاقية العامة للمعاهدات «مبقاش في حاجة اسمها كامب ديفيد»، هذه المعاهدة أصبحت من التاريخ، وهى اتفاقية شكلية، نحن الآن في سيناء خرقا لهذه الاتفاقية، فالقوات المسلحة المصرية موجودة بشبكة ردارية، وقوات جوية ودفاعية على عكس تقسيم المنطقة (ا-ب-ج)، فإذا حدث بيننا وبين إسرائيل أي مشكلة ستتم إثارة موضوع الاتفاقية، لكن لو تم تعديلها الآن، فذلك سيضفى مشروعية عليها. ■ ما قصة اجتماعك السرى مع «السيسي» عندما كان رئيسا للمخابرات؟ - كان المجلس العسكري، يقابل رموزا تشكل المشهد وقت الثورة في 15 سبتمبر 2011، وحضره اللواء محمود حجازي، واللواء محمد العصار، واللواء محمود نصر، وسألونى باعتبارى أستاذا في العلوم السياسية، عن النظام الانتخابى الأفضل، فقلت لهم: هناك نظامان، الأول يحصل على 70٪ جماعات مدنية، و30٪ جماعات متأسلمة، والثانى يحصل على 70٪ قوى متأسلمة، و30٪ قوى مدنية، وظل اللقاء نحو 7 ساعات، تخللها عشاء عمل، وقبل انصرافى قلت لسيادة اللواء السيسي: إنتو واخدنا لسكة الإخوان، فقال لى: لا، إنت جبت معلوماتك منين، فقلت له المشهد بيقول كده، فقال لى: لا مستحيل، وأوعدك إن دا مش هيتم»، وقبل 30 يونيو بشهور كتبت 4 مقالات، هي رسائل ل«السيسي»، وطلبت مقابلته، فتم الرد عليَّ بأن «السيسى كوزير للدفاع في نظام مرسي لن يقابلك، وأن مقابلتك له خطر»، وعندما فشلت في مقابلته نشرت الرسائل، من ضمنها الإشارة إلى هذا اللقاء، قلت له: «وعد الحر دين عليه». ■ ما قصة اتهامك بتلقى تمويل من إيران؟ - «الدولة عارفة مين اللى بيتلقى إيه ومن مين»، والسياسيون الفاعلون مستهدفون طيلة الوقت، أنا أحارب من طرفين، الأول من رموز نظام مبارك، المسيطرين على وسائل الإعلام الخاصة، والجماعات الإرهابية والإخوان والسلفيين، وفى وزراء الآن في الحكومة يستهدفونى شخصيا، كانوا أعضاء في لجنة سياسات من قبل، منهم وزير التعليم العالى، ووزير الشاب، ووزير التنمية المحلية، كما أن هناك محاولات لتفتيت تحالف العدالة الاجتماعية، عن طريق إشاعة هذا الكلام عن طريق «بتوع الحزب الوطني»، وأنا أدعو أي شخص يمتلك ما يفيد بأنى تلقيت أي تمويل، أن يقدمه للنيابة.