قال قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية إن اعتراف الكنيسة المصرية بما جرى من إبادة جماعية لقرابة مليون ونصف ارميني ينبع من إيمانها الداخلي بأن التضحية من أجل الوطن شهادة يثاب صاحبها، مضيفًا أن الكنيسة المصرية شريكة للكنيسة الأرمينية التي تعد من أقدم الكنائس المسيحية على الإطلاق كما تجمعهما علاقات قوية ومتينة. وأضاف تواضروس، ردا على سؤال "البوابة نيوز" حول عدم مشاركة وفد دبلوماسي مصري خلال فعاليات إحياء ذكرى الإبادة الأرمينية: "لم يكن لدى تفسير بخصوص عدم المشاركة الدبلوماسية بوفد من وزارة الخارجية، مشيرًا إلى أن مشاركة الكنيسة المصرية تأتي من منطلق كنسي ديني وليست مشاركة سياسية أو دبلوماسية". وطالب البابا تواضروس الحكومة المصرية بضرورة الاعتراف بجريمة الابادة الجماعية التي ارتكبتها تركيا بحق الأرمن قبل 100 عام، معلقًا: "لا توجد لدى أسباب عن عدم مشاركة مصر بوفد رسمي". ولفت تواضروس إلى أن تركيا ليس لديها نية لصناعة سلام، مفسرا بأن السلام يحتاج إلى مصالحة مع النفس والاعتراف بالخطأ وهو ما ترفضه تركيا. وأوضح البابا تواضروس، أن مشاركته في ذكرى الإبادة جاءت ردًا على مشاركة الكنيسة الأرمينية في عزاء قداسة البابا شنودة، وكذلك عند حفل ترسيمي منوهًا بأن هذه هي الزيارة الأولى له لأرمينيا. وقال تواضروس، إن مشاركة وفد الكنيسة المصرية جاء للتضامن الإنساني مع الأرمن الذين تعرضوا لأكبر إبادة جماعية في العصر الحديث، مشيرا إلى أن الضغط على تركيا للاعتراف بهذه الابادة يدفع بعدم تكرارها مجددًا مع أي من شعوب العالم.