أكد الملك سلمان بن عبدالعزيز، في أول تصريح له بعد توليه حكم المملكة العربية السعودية: «أنه لن يتخلف عن نهج المملكة الذي سارت عليه منذ تأسيسها». كان الديوان الملكى السعودى أعلن مبايعة «سلمان» ملكًا للسعودية بعد وفاة الملك عبدالله فجر اليوم، وكان «الملك الجديد»، «ولى العهد»، وأمين سر العائلة المالكة، ولا أحد يختلف عليه، حتى أنه منذ توليه ولاية العهد سعى إلى توطيد علاقته بملوك ورؤساء الدول الصديقة، وغير الصديقة، وضاعف زياراته الخارجية إلى الغرب وآسيا خصوصا، مضيفًا شخصية دولية له على الساحة بعدما كان دوره يتركز على الشئون الداخلية للمملكة. ولأول مرة، تخرج ولاية العهد من أبناء الملك عبدالله بن عبدالعزيز لواحد من أحفاده، وهو الأمير مقرن بن عبدالعزيز، الذي أمر الملك «سلمان» فور توليه الحكم بتعيينه وليًا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء، وتمت أيضًا مبايعة الأمير محمد بن نايف، وليا للعهد في المملكة. كان «مقرن»، حفيد الملك عبدالله آل سعود، نائب رئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية، ومديرًا للاستخبارات العامة، وهو الابن الخامس والثلاثون من أبناء الملك عبدالعزيز الذكور، وأصغر أبنائه الأحياء. و«بن نايف» كان وزير الداخلية بالمملكة حتى اليوم، إلا أنه انطلق إلى منصب أوسع ومستقبل أخطر من كونه المسئول الأول عن الأمن بالمملكة، وهو أحد أبناء الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود من زوجته الأميرة الجوهرة بنت عبدالعزيز بن مساعد بن جلوى آل سعود، وتعرض لمحاولة اغتيال في مكتبه عام 2009، حين قام شخص بتفجير نفسه بواسطة «موبايل»، وأصيب الأمير بجروح خفيفة، إلا أن العناية الإلهية حفظته حتى يأتى اليوم الذي يُنصب فيه وليًا لولى العهد السعودي. تركيبة الحكم في «المملكة السعودية» تغيرت أو حدث انقلاب طفيف فيها، حيث إنها تبدأ من مؤسس المملكة، الملك عبدالعزيز آل سعود، وهو الجيل الأول، أما الجيل الثانى فمن أبنائه، وآخرهم الملك سلمان بن عبدالعزيز، أما التغيير فكان في تولى «جيل الأحفاد» السلطة. ولأول مرة يستعد آخرون من الجيل الثالث نفسه الآن لتولى مناصب وزراء ومديرى أجهزة حساسة بالدولة بعد مبايعة «سلمان» ملكًا للسعودية، وهناك من يستقر فيها دون تغيير وهم: خالد بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس الاستخبارات العامة وأمير منطقة «الرياض» السابق، وقائد القوات البرية السابق، ومتعب بن عبدالله، نجل الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وزير الحرس الوطني، وهو ثالث أبناء الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، الذي كان يلقب «أبومتعب»، لأنه أكبر الأبناء الأحياء له، أما محمد بن سلمان، نجل الملك سلمان بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشريفين، فهو شاب جديد على المناصب السيادية بالمملكة وتولى منصب وزير «الدفاع». ل«بن سلمان» سيرة مهنية امتدت إلى 10 سنوات قبل البدء في «الخدمة العامة» بالمملكة، حتى عُين مستشار خاص للملك، ثم صدر أمر ملكى بتعيينه رئيسا لديوان ولى العهد ومستشارا خاصا للملك عبدالله، ثم مشرفا عاما على مكتب وزير الدفاع.