حمل الرئيس السوري بشار الأسد السياسات الأوروبية مسئولية الهجمات التي شهدتها العاصمة الفرنسية الأسبوع الماضي وقتل فيها 17 شخصا، حسبما نقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" الأربعاء عن مقابلة أدلى بها الأسد لصحيفة تشيكية. وقال الرئيس السوري في الحديث الذي ستنشره الخميس صحيفة "ليتيرارني نوفيني"، بحسب سانا: "إن سورية كانت تقول للسياسيين الغربيين بأنه لا يجوز أن تدعموا الإرهاب وأن توفروا مظلة سياسية له لأن ذلك سينعكس على بلدانكم وعلى شعوبكم... لم يصغوا لنا بل كان السياسيون الغربيون قصيري النظر وضيقي الأفق". وأضاف في أول رد له على اعتداءات فرنسا، "ما حدث في فرنسا منذ أيام أثبت أن ما قلناه كان صحيحا، وفي الوقت نفسه، فان هذا الحدث كان بمثابة المساءلة للسياسات الأوربية لأنها هي المسئولة عما حدث في منطقتنا وفي فرنسا مؤخرا". وأضاف الاسد، بحسب المقتطفات التي اوردتها الوكالة، "عندما يتعلق الأمر بقتل المدنيين، وبصرف النظر عن الموقف السياسي، والاتفاق أو الاختلاف مع الأشخاص الذين قُتلوا، فإن هذا إرهاب. ونحن ضد قتل الأبرياء في أي مكان في العالم. هذا مبدأنا.... لكننا، وفي الوقت نفسه، نريد تذكير كثيرين في الغرب أننا نتحدث عن هذه التداعيات منذ بداية الأزمة في سورية". واعتبر الاسد أن "مكافحة الإرهاب لا تحتاج إلى جيش، بل هي بحاجة إلى سياسات جيدة"، مشددا على "ضرورة محاربة الجهل من خلال الثقافة"، و"بناء اقتصاد جيد لمكافحة الفقر"، وأن يكون هناك تبادل للمعلومات بين البلدان المعنية بمكافحة الإرهاب". ورأى أن "مكافحة الإرهاب أشبه بمعالجة السرطان"، مشيرا إلى أن "السرطان لا يعالج بشقه أو إزالة جزء منه، بل باستئصاله كليا" حتى لا ينتشر بسرعة. ونفذ مسلحون الأربعاء هجوما غير مسبوق على مقر صحيفة "شارلي ايبدو" الساخرة في باريس اوقع 12 قتيلا بينهم اربعة من اشهر رسامي الكاريكاتور الفرنسيين وشرطيان. وتلاه هجومان في الايام اللاحقة اوقعا خمسة قتلى آخرين بينهم شرطية. والاعتداء هو الأكثر دموية في فرنسا منذ نصف قرن. وكانت دمشق دانت بشدة الخميس "الاعتداء الإرهابي" على "شارلي ايبدو"، معتبرة أنه إثبات على أن "الإرهاب في سوريا سوف يرتد على داعميه". ويعتبر النظام السوري أن الاحتجاجات التي اندلعت ضده في منتصف مارس 2011، وتحولت بعد اشهر إلى نزاع دام اودى بأكثر من 200 ألف شخص، "مؤامرة" ينفذها "ارهابيون" تدعمهم دول خليجية وغربية بينها الولاياتالمتحدةوفرنسا.