من منا لا يخاف من غول الثانوية العامة؟ من منا لا يتعرض لبعض الأمراض بسبب المخاوف التي ترهق الآباء والأمهات من خطر الثانوية العامة؟ من منا لا يخشي علي أولاده إذا كانوا في هذه المرحلة؟ فهذه المرحلة يمر بها كل بيت مصري في فترات مختلفة لكن دائما النتيجة واحدة بغض النظر ما إذا كان الأولاد متفوقين أو فاشلين فالنتيجة في الأمراض والتوتر واحدة. فينتاب طلاب الثانوية العامة سنويا مجموعة من الأعراض وهي ظهور هالة سوداء حول العين نتيجة السهر والتهاب في الأذن الوسطي جراء تكرار سماع جملة ادخل ذاكر وتوتر عصبي حاد ناجم عن اقتراب موعد الامتحان وهلوسة ناتجة عن كثرة الدروس الخصوصية وانزلاق في الفقرات الظهرية نتيجة الجلوس طويلا علي المكتب وحدوث بعض الاختلافات ناتجة عن تداخل قوانين الفيزيا مع بعضها البعض ونوبات ربو متكررة نتيجة التحسس من ثلاث كتب رياضيات وتضخم الكبد نتيجة التسمم بمعادلات الكيمياء العضوية وعسر هضم المعلومات الكثيفة والقوانين الغريبة وبداية أعراض مرض الزهايمر ونسيان كل شيء والإصابة إما بالسمنة المفرطة وإما فقدان الشهية نتيجة الخوف من المجهول. فقد أفادت دراسة علمية أن الأمراض النفسية بين طلاب الثانوية العامة كالاكتئاب والقلق الحاد والتوتر والمخاوف تتضاعف نتيجة للسهر والضغط العصبي والخوف من الامتحانات. وقالت الدراسة إن الأخطر هو تضاعف عدد المصابين بمرض الذهان الحاد، وهو مرض عقلي يصاب المريض به باضطراب في التفكير وهلاوس ومخاوف وعدم القدرة علي التفكير السليم وفقد الشهية وعدم القدرة علي النوم. والمتعارف أن مرض الذهان يصاب به من لديه استعداد للإصابة به مع تعرضه لضغط شديد مثل ضغط الثانوية العامة.. وأن ما يزيد المشكلة أن الأسرة تعتقد أن الابن يدعي المرض لكي يهرب من المسئولية فتعاقبه وتوجه الإهانات له خاصة وأنهم يتكبدون أموالا طائلة للإنفاق علي الدروس الخصوصية. ولا ننسي أن مرحلة الثانوية العامة يكون فيها الطلبة في سن المراهقة وهي سن الاضطرابات النفسية فضلا عن ضغوط الأسرة التي تطلب من الأبناء ما يفوق قدرتهم ليبدأ ظهور الأمراض النفسية لدي الأبناء التي منها القلق النفسي الشديد والاكتئاب وكذلك الأمراض العقلية كالذهان. والثانوية العامة ستظل أزمة كل بيت لديه أبناء في التعليم لأنها تمثل نوعا من الرعب يصيب الأبناء والآباء بالقلق تصل إلي حد الإصابة بالمرض النفسي. وقبل 25 يناير كانت الثانوية العامة وامتحاناتها صعبة بعضها خارج المنهج وبعضها يتسرب إلي بعض الناس فلا يوجد توازن ولا عدالة فالثانوية العامة كانت كارثة، وكانت المناهج الخاصة بها شديدة الصعوبة، وبالتالي كان الآباء لا يعتمدون تقريبا علي المدارس بل علي الدروس الخصوصية وفي السنوات الأخيرة كانت هناك قرارات بضرورة حضور الطالب المدرسة رغم أن المدرسة لا تعطي للطالب أي معلومات، أيضا قام بفصل الكثير منهم لعدم الحضور وهذه السياسة مثلت عبئا آخر علي أعباء الثانوية وبالتالي أصبح الطلبة في ثانية وثالثة ثانوي يشعرون بالاكتئاب والقلق منذ لحظة انتسابهم للثانوية العامة. هذا القلق يؤدي إلي إحساس الطالب بفقدان الثقة في النفس فكل ما يذاكره لا يستوعبه نتيجة توتره وخوفه من الثانوية العامة.. كما يصاب بالأرق مما يؤدي إلي مضاعفة الإجهاد. إن الذاكرة تحتاج لكي تثبت المعلومة فيها إلي المراجعة في فترات زمنية منتظمة ولا يستطيع الطالب بأي حال من الأحوال أن يتفوق ويتميز إذا اعتمد علي الوقت الأخير في نهاية السنة ولذلك ينصح أن تخفف الأسرة الضغوط من حول الطلاب. وخاصة في هذه الظروف التي يشهدها المجتمع كله من مشكلات سياسية وظروف جوية وعدم استقرار بعض الأهالي من النواحي المادية.. حقا رفقا بأهالي أبنائنا في الثانوية العامة.