اجبرت الازمة المالية التي تمر بها اسبانيا حاليا ادارة نادي ريال مدريد علي تخفيض اسعار تذاكر مبارياته لجماهيره من اعضاء النادي بمقدار النصف والتي ستقام علي ملعبه في عام 2013 في الدوري الاسباني وذلك اعتبارا من يوم 6 يناير المقبل.. واصبحت اسبانيا صاحبة أكبر معدل للبطالة في أوروبا، حيث تجاوز عدد العاطلين عن العمل أربعة ملايين ونصف المليون شخص، قبل أن يضاف إليه سبباً آخر وهو دخول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة. وتعد النتائج المخيبة لريال مدريد في الدوري الإسباني هذا الموسم والابتعاد مبكرا عن المنافسة علي لقب الدوري الذي يحمله لاتخاذ قرار بتخفيض أسعار تذاكر وشهدت مباريات الريال علي أرضه في الموسم الحالي عزوفاً جماهيرياً ملحوظاً، خصوصاً مع ابتعاد الفريق عن منافسة الغريم التقليدي برشلونة في الدوري، ويبدو أن المشكلة ستتفاقم في أعقاب الأزمة العاصفة التي تسبب بها مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو مؤخراً بوضع الحارس المخضرم إيكر كاسياس علي مقاعد البدلاء. وتؤكد لغة الأرقام الخاصة بالحضور الجماهيري لريال مدريد علي أرضه، أن التراجع أصبح غير مسبوق خلال الموسم الحالي، إذ تراجع معدل حضور المباريات بنحو 5 آلاف متفرج للمباراة الواحدة مقارنة مع الموسم الماضي، وهي نسبة مرشحة للزيادة إذا ما استمرت النتائج المخيبة وتواصلت المشكلات داخل الفريق.. ولم يقتصر تدني الحضور الجماهيري لأحد أكثر أندية العالم شعبية، علي الدوري المحلي فحسب، بل شهدت بعض مبارياته علي ملعبه في دوري أبطال أوروبا أرقاماً أقل من مثيلاتها في المواسم الماضية، فمباراة الفريق الأخيرة أمام أياكس أمستردام الهولندي حضرها 57 ألف متفرج فقط، بينما كان العدد أكبر قليلاً في اللقاء أمام مانشستر سيتي الإنجليزي.. وهناك سبب اخر والمرتبط بتردي النتائج وبدء مسلسل المشكلات والخلافات داخل الفريق، والتي كان بطلها الأول هو المدرب جوزريه مورينيو.. وستكون الأسابيع القادمة مفصلية وحاسمة لوضع حد لهذه الأزمة غير العادية بالنسبة لإدارة النادي والرئيس فلورنتينو بيريز، إذ لن تجد الإدارة بداً من الانفصال عن مورينيو في حال تواصل النتائج المخيبة وما يتبعها من مشاكل، لعل ذلك يدفع الجماهير للعودة إلي مقاعد "البرنابيو"، ذلك أن النادي الملكي يتفرد عن غيره بوقوف مشجعيه بجانبه في أوقات الأزمات تماماً كما هو الحال عند تحقيق الإنجازات.