بالقطع ليست فى الجنة ومن ثم فإن سكانها ليسوا ملائكة. البشر طالما حلموا بأن ينتهوا يوما ما من كابوس النفايات بكل أضرارها على الصحة والبيئة، وكان الاتجاه الصحيح لإنجاز نوعى يتمثل فى الوصول لأقصى استثمار للنفايات يجمع بين الأهداف المتعلقة بالبيئة وصحة الإنسان، ثم الثمار الاقتصادية التى تعود من جراء إعادة تدوير النفايات. الشارقة تلك الإمارة/ المدينة القابعة فى أحضان الخليج العربى تطمح الى تحقيق هذا السبق: ان تكون بعد نحو ثلاثة أعوام من الآن بلدا خاليا من النفايات. كيف؟ على بساطة السؤال ذى الكلمة الواحدة فإن الطريق لتقديم إجابة ملموسة على الأرض يمر عبر طريق شاق يبدأ بإعادة تدوير النفايات وتحويلها، ثم إعادتها لتصب فى الاقتصاد الوطنى مرة أخرى، فى صورة طاقة، وأسمدة عضوية، ومعالجة تقنية عالية تستهدف كل نوع من النفايات كالمعادن مثلا. ثمة استراتيجية شاملة تبدأ فى التعامل مع النفايات بشكل علمى من أول الخط، يعنى منذ بدء جمعها من المنازل، وحماية الشوارع من تناثرها، ويتطلب الأمر خطة لنشر الوعى بأهمية هذه الخطوة تستهدف ترشيد أداء كل مواطن عندما يميز بين الوان الحاويات التى يضع فيها كل نوع من أنواع القمامة، ثم تأسيس بنية تحتية حديثة لإدارة النفايات، والكل شركاء: فى المنزل، فى الشارع، فى المدرسة، فى المصالح العامة والخاصة و... و... بانتظار حلول 2015 لرصد النجاح المأمول، ورؤية مجتمع عربى نجح فى إحداث تغيير بيئى متعدد الأهداف: صحى/ بيئى/ اقتصادى.. نحتاج لإثراء واقعنا العربى بالعديد من المبادرات النوعية كهذه المبادرة الإماراتية.