الدكتور عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة طرح العديد من الأفكار والتصورات التي تتعلق بعاصمة أفضل حضاريا وعمرانيا، وأعلن في هذا الصدد مرارا وتكرارا عن الكثير من الخطوات والقرارات والاجراءات في هذا الشأن. فالدكتور وزير حدثنا عن افتتاح جراجات العمارات المغلقة، وعن اغلاق المقاهي التي بدون تراخيص وعن عدم تحويل الشقق السكنية لوحدات ادارية وعن نظافة أسطح العمارات.. وعن إيقاف مخالفات البناء. والآن يحدثنا المحافظ عن خطة شاملة لانشاء مواقف جديدة للسرفيس بأحياء القاهرة للقضاء علي المواقف العشوائية التي تتسبب في اعاقة السيولة المرورية لاسيما في الميادين. والدكتور وزير يقول أيضا إنه سيعمل علي إزالة تجمعات الباعة الجائلين من ميدان رمسيس والمحاور المرورية الاخري، وهو كلام جميل لن نقول عنه شيئا، ولكنه في رأينا سينضم إلي القائمة الطويلة من الاماني التي لن تتحقق في عهد الدكتور وزير أو غيره إذا ما استمر التراخي في تطبيق القانون بالشكل السائد الآن..! فلن يكون في مقدور أحد إزاحة أمبراطورية السرفيس عن مواقعها الاستراتيجية التي احتلتها في شوارع وميادين القاهرة، ولو توجه السيد المحافظ وقاد سيارته وحده في ميدان مثل ميدان السيدة عائشة فسوف يجد ان الميدان كله أصبح موقفا لسيارات السرفيس وانه لن يخرج سالما من الميدان بدون اصطدام مع إحدي هذه السيارات التي يقودها عدد من الأشخاص لا يعرفون ولا يعترفون بأي قوانين أو قواعد للمرور، ولا يترددون في القيادة بيد والتحدث في المحمول باليد الأخري وتناول الطعام أو شرب الشاي باليد "الثالثة".. وإخراج اليد "الرابعة" من الشباك لزوم إجبار السائقين الآخرين علي إفساح الطريق لهم. أما عن إزالة تجمعات الباعة الجائلين فإن ذلك أمر يصعب تحقيقه أيضا لأن القاهرة كلها أصبحت سوقا واسعة وممتدة للباعة الجائلين وتجمعاتهم. إن المحافظ الدكتور وزير لا يملك وحده كل السلطات ليفعل ما يتمناه، وإصلاح أحوال القاهرة ليس مسئوليته وحده وإنما هو قضية الدولة بأكملها لأن إصلاح القاهرة وتغيير شكلها وتحويلها لعاصمة حضارية يعني تغيير شكل مصر كله، فهل هذا في مقدور محافظ القاهرة؟ لا نعتقد..!