في الوقت الذي مضي أكثر من 15 عاما علي وقف الرحلات النيلية الطويلة المعروفة باسم "النايل كروز" ما بين القاهرةوأسوان لدواعي فرضتها ظروف قهرية ظهرت في منتصف التسعينيات.. عندما كانت الرحلات النيلية مستهدفة من قبل المتشددين والإرهابيين في ذلك الوقت، إلا انه رغم استقرار الوضع الأمني وانحسار موجة الإرهاب في تلك المناطق التي تمر بها هذه الرحلات وكذلك قيام وزارة الري بتطهير المجري الملاحي بمبالغ طائلة إلا انه لم يتم حتي الآن اعادة النظر في عودة تلك الرحلات. من جانبهم يؤكد الخبراء علي ضرورة عودة الرحلات الطويلة بين القاهرةوأسوان في أسرع وقت والتي من المؤكد أنها ستسهم في جلب المزيد من السياحة الوافدة ورفع الأسعار كما أنها إحدي أدوات التسويق القوية في مواجهة التأثير السلبي لتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية علي السياحة. ويؤكد مجدي حنين رئيس لجنة السياحة بالغرفة المصرية البريطانية وأحد أكبر المستثمرين في قطاع الفنادق العائمة انه آن الأوان لاعادة النظر وبسرعة في قرار تشغيل الرحلات النيلية الطويلة "القاهرة - أسوان" من جديد وذلك لاعادة تنشيط السياحة النيلية، خاصة أنها من أهم الأنشطة التي تدعم الاقتصاد القومي بصفة عامة ومنطقة الصعيد بصفة خاصة، لافتا إلي أنها تعد من أقدم الأنماط والمنتجات السياحية التي تتميز بها مصر منذ فترة طويلة والطريقة الملائمة لمشاهدة حضارة مصر الحقيقية وجميع آثارها والمقومات التي تنفرد بها بالإضافة إلي أن هذا النوع من السياحة الذي يستمر برنامجه لمدة تصل إلي أكثر من خمسة عشر يوما كان يسهم في ايجاد فرص عمل وتنشيط اقتصاديات أكثر من خمس محافظات تبدأ من القاهرة ثم الجيزة وبني سويف والمنيا وأسوان وأخيرا الأقصر. الأسباب تلاشت ويشير حنين إلي أن هناك إصرارا من عدد كبير من منظمي الرحلات الأجانب أو التور أوبريتور علي ضرورة عودة الرحلات النيلية الطويلة بعد تزايد الطلب عليه من قبل العديد من السائحين الأجانب، موضحا أن الأسباب التي تم اتخاذ قرار توقف الرحلات بشأنها قد تلاشت تماما بعد حالة الاستقرار التي تعيشها مصر حاليا وامكانيات تأمين هذه الرحلات خاصة أنها أفضل بكثير من الفترة الماضية. ويلفت إلي أن قطاع السياحة استبشر خيرا بالقرار الجمهوري الخاص بتحويل الأقصر إلي محافظة بدلا من مدينة والجهود التي يبذلها محافظها الدكتور سمير فرج وامكانية دعمه لاعادة هذه الرحلات من جديد بالتعاون مع الجهات المعنية خاصة أنها مازالت مقتصرة علي ما بين الأقصروأسوان فقط. ويأمل حنين في صدور قرار صريح من الحكومة ببدء تنفيذ عودة الرحلات النيلية الطويلة وأن يكون هناك تنسيق مع وزارات النقل والداخلية والسياحة والثقافة من خلال لجنة يتم تشكيلها من مندوبين من الوزارات الأربع لبحث كيفية استقبال هذه الرحلات وعلي المحافظين العمل علي تجهيز المراسي لما لهذه البرامج من أهمية كبري للسياحة ولمنطقة الصعيد بشكل خاص لتساعد علي تنمية وتشغيل البطالة من أبناء الصعيد خاصة أنها تساعد علي تنمية الصناعات اليدوية والبيئية بكل محافظة وتحافظ علي التراث البيئي وتنمي القري الفقيرة الموجودة علي ضفاف النيل ومساعدتها في تحسين أحوالها. مساع ويؤكد عبدالرحمن أنور نائب ورئيس غرفة الفنادق ورئيس شعبة الفنادق العائمة أن هناك مساعي من وزارة السياحة والغرفة لضرورة عودة الرحلات النيلية الطويلة من القاهرةوأسوان والتي تبدو اليوم ضرورية كإحدي الأفكار والأدوات التسويقية في مواجهة تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية علي السياحة إلا أن بعض الجهات الحكومية المعنية طلبت عدة طلبات مبالغ فيها جدا لتنفيذ هذا المطلب، مشيرا إلي أن هناك اجماعا من الوزارات المعنية علي ضرورة فتح هذا الخط الملاحي مرة أخري أمام السياحة النيلية ونقل البضائع بين الاسكندريةوأسوان والعكس خاصة أن وزارة الري انتهت من تطهير المجري الملاحي وقد تكلفت عملية التطهير مبالغ طائلة تصل إلي 90 مليون جنيه وأكثر وأن عدم استعمال هذا المجري الملاحي لمرور المراكب النيلية والسفن والصنادل سوف يتم اطماء هذا المجري مرة أخري وتكون التكاليف التي صرفتها وزارة الري علي تطهيره اهدارا للمال العام حيث إنه بمرور هذه السفن والصنادل في المجري النهري بصورة مستديمة سوف تعمل علي تطهير المجري الملاحي دائما وباستمرار.