ارتفعت البورصة بشكل واضح بعد صدور الحكم لصالح أوراسكوم تليكوم ضد هيئة الرقابة المالية الموحدة وشركة فرانس تليكوم التي دخلت متضامنة مع الهيئة، وهو انتصار لرجل الأعمال نجيب ساويرس الذي دافع دفاع المستميت عن بقاء الشراكة، وبعيداً عن فرحة الانتصار التي تحولت إلي حملة شعبية، ما هي السيناريوهات القادمة في صراع أوراسكوم تليكوم وفرانس تليكوم للاستحواذ علي "موبينيل". في البداية يجب أن نعرف أن نجاح نجيب ساويرس في قيادة الصراع ودفاعه القوي عن حقوق شركته كان أيضاً دفاعاً عن حقوق صغار المستثمرين حاملي أسهم موبينيل، فالوضع الحالي ووفقا للبيانات التي صدرت عن فرانس تليكوم وأوراسكوم تليكوم يشير إلي احتمال بقاء الشراكة قائمة بنفس النسب وبشكل متكافئ، وهو ما سيؤدي إلي زيادة دور "موبينيل" وقدرتها التنافسية في السوق المحلي. أما الأمر الثاني فهو في حال رغبة فرانس تليكوم في الاستحواذ علي "موبينيل" فلم يعد أمامها سوي تقديم سعر لا يقل بأي حال عن 273 جنيها للسهم، وهوما يعني ببساطة زيادة في قيمة "موبينيل" تصل إلي 2.8 مليار جنيه فقط، وبالتالي فإن ما فعله ساويرس إما أن يؤدي إلي تقوية وضع موبينيل كأكبر شركة للمحمول في مصر أو لزيادة أرباح المساهمين بنسبة تصل إلي 15% إذا تمت الصفقة علي سعر 273 جنيها للسهم، وتشير بيانات الشركتين إلي استمرار الحوار والمفاوضات لأن ذلك في مصلحة الشركتين للحفاظ علي قدرة كيان بحجم "موبينيل" وتحقيق مصالح كل الأطراف في دفع هذه الشركة للحفاظ علي الريادة في السوق المصري مع وجود إدارة قوية للشركة. إن الحكم الذي صدر لصالح نجيب ساويرس سيحول الطرف الآخر إما لقبول استمرار التعاون والوضع القائم وإما تقديم عرض شراء لا يمكن رفضه قانونا بسعر حده الأدني 273 جنيها للسهم، وبشرط مضي 6 أشهر علي العرض الأخير.. وتبقي قانونية إمكانية تقديم الشركة لعرض شراء جديد عن طريق شركة أخري من شركاتها التابعة بخلاف أورانج باريتسباشنذ، وتبقي كل الاحتمالات واردة في هذا الإطار، ولكن في بيزنس ضخم بحجم "موبينيل" وبشراكة متكافئة في النسب بين الشركاء الأساسيين يكون التفاوض والقبول هو الحل الأمثل للوصول إلي حل يرضي أطراف النزاع، ويحقق المصالح بشكل عادل. يبقي أن نعلم أن صدور القرار النهائي لهيئة مفوضي الدولة يوم 13 فبراير القادم لن يغلق الملف نهائيا، ولكن إغلاق الملف سيكون عن طريق التفاوض بين الشركاء وفي كل الأحوال كان هذا الصراع ونتائجه في صالح سوق المال المصري لأن تقييم شركات قطاع الاتصالات ارتفع، كما أن حالة التفاؤل سادت السوق وأدت إلي ارتفاع قوي للأسعار ورأينا عودة قوية لشركة أوراسكوم تليكوم مع نشاط كبير، ورغم ذلك يبقي الحل النهائي للقضية في يد الشركاء الرئيسيين فرانس وأوراسكوم تليكوم عن طريق التفاوض. [email protected]