ظل الدولار مستقرا في السوق المحلية أمس الاثنين عند مستوياته السابقة، رغم تراجعه عالميا إلي أدني مستوي له في 6 أسابيع أمام سلة عملات رئيسية. وسجلت العملة الأمريكية نحو 5،565 جنيه للشراء، و5،580 جنيه للبيع مقتربا من مستواه خلال الأسبوع الماضي. ورغم استقرار الدولار في السوق المحلي تواكب هذه الفترة باعتبارها الموسم الصيفي السياحي، حيث يتواجد الأجانب، خاصة من دول الخليج لقضاء اجازة الصيف، الأمر الذي يترتب عليه توافر العملة الأجنبية خاصة الدولار باعتبارها العملة الأكثر تداولا وترتبط بمعظم العملات الخليجية. وكانت الورقة الخضراء قد واجهت ضغوطا علي المستوي العالمي امس من سلة عملات رئيسية أبرزها اليورو لتخفض العملة الأمريكية إلي أدني مستوي لها في 6 أسابيع ليسجل مؤشر الدولار 78.79. وعلي الجانب الآخر سجل اليورو أعلي مستوي له في 3 أسابيع ليبلغ 1،4190 دولار. يقول هاني درويش مدير شركة الواحة للصرافة إن العملة الأمريكية لم تعد تحظي بنفس القدر الذي كانت تتمتع به خلال السنوات السابقة، مشيرا إلي أن ظهور العملة الأوروبية "اليورو" بوصفها عملة دولية تمثل مجموعة كبيرة من الدول الأوروبية ذات الاقتصاد القوي سحب البساط من الدولار ولم يعد الملاذ الأخير كما كان من قبل. ويضيف أن الفترة الاخيرة وبعد الأزمة المالية العالمية والخسائر الفادحة التي تكبدتها العديد من الدول المرتبطة بالدولار، خاصة الدول العربية، أصبح المواطن والمستثمر العربي أكثر وعيا من ذي قبل وحرصا علي قراءة الواقع والاستفادة من التجارب السابقة. ويشير إلي أن التهافت علي العملة الامريكية لن يعود مرة أخري خاصة بعد الاجراءات الاصلاحية التي اتخذها البنك المركزي وتوافر السيولة اللازمة من النقد الاجنبي داخل الجهاز المصرفي، فضلا عن تعاظم حجم الاحتياطي النقدي وزيادة المعروض في السوق من العملة الامريكية والعملات الأجنبية الأخري. وعلي مستوي حركة البيع والشراء للعملات الاجنبية في السوق يؤكد وائل عبدالخالق مدير شركة فاروس للصرافة أن حركة البيع والتداول بالنسبة للدولار تتسم بالهدوء بشكل عام. ويضيف أنه علي الرغم من أن هذه الفترة تواكب موسم الحج والعمرة والمصاريف إلا أن الطلب علي الدولار هادئا، كما ان المعروض منه يكفي ويزيد حاجة الطلب، لذلك فلا توجد قروض كبيرة بسبب يوم وآخر، بالإضافة إلي أن المتعاملين أنفسهم لديهم وعي تام باستقرار الأوضاع لذلك فهم لا يميلون إلي الاحتفاظ بالعملة الاجنبية لفترات طويلة انتظارا لارتفاع الاسعار وتحقيق المكاسب الباهظة، كما كان يحدث قبل ذلك، بل علي العكس هناك اتجاه لدي شريحة كبيرة من المواطنين والمهاجرين العائدين من الخارج إلي تمويل أموالهم أو جزء كبير منها إلي العملة المحلية. واعتبرا وائل أن ذلك يمثل ثقة ومصداقية في إدارة سوق الصرف التي تشهد حالة من الاستقرار والهدوء وعدم وجود مساحة بدخل منها المضاربون وأصحاب الأغراض الشخصية لتحقيق مكاسب سريعة. ورغم تأكيد وائل علي ان الدولار لم يعد يتمتع بنفس المكانة التي كان يسيطر عليها من قبل فإنه أعني ان العملة الأمريكية مازالت تمثل العملة القائدة من السوق المصري لأسباب متعددة أبرزها الميراث الطويل الذي يربط الاقتصاد والعملة المصرية بالدولار الأمريكي، فضلا عن وجود جانب كبير ومهم من العلاقات التجارية التي تربط الولاياتالمتحدة بمصر. وأشار إلي أن الدولار مازال أيضا يمثل العملة الأكثر أهمية وتأثيرا في الاقتصاد العالمي بشكل عام، ولذلك فمن الطبيعي أن تحتفظ بهذا القدر من الاهتمام من جانب المتعاملين. وعلي مستوي أسعار العملات في السوق المحلية فقد سجل الدولار 5،565 جنيه للشراء و5،596 جنيه للبيع عند مستواه السابق، فيما بلغ سعر اليورو 7،851 جنيه للشراء و7،892 جنيه للبيع ويزيادة يبلغ نحو قرش واحد. أما الجنية الاسترليني فقد ارتفع بمقدار قرش واحد ليصل إلي 11.9 جنيه، وارتفع الفرنك السويسري بنفس القيمة ليسجل 5،16 جنيه، فيما تراجع كل من ال 100 ين ياباني بمقدار 3 قروش ليسجل 5،864 والريال السعودي بمقدار قرش واحد ليسجل 1،474 جنيه. وأرجع أصحاب الصرافات ارتفاع اليورو والاسترليني والفرنك السويسري محليا إلي ارتفاع هذه العملات أمام العملة الأمريكية عالميا، حيث تراجع الدولار أمام عملات رئيسية وبلغ أدني مستوي له في 6 أسابيع منذ يونية الماضي.