اضيئت سماء القاهرة بالأنوار والفلاشات التي انطلقت تبرق من دار الأوبرا المصرية التي ازدانت برقة وشياكة لاستقبال أحد أهم أحداث الموسم السينمائي الصيفي وهو فيلم "بوبوس" فقد تصدرت صورة الزعيم عادل إمام وبجواره صورة المتألقة يسرا واجهة المسرح الكبير استقبالا للعرض الخاص للفيلم ... كان أجمل ما في الليلة هذا الحضور غير العادي والذي وصل الي أعداد ضخمة وحاشدة وكأنها مظاهرة حب للزعيم عادل إمام، هذا الحب الذي قهر حرارة الجو وكسر حدة الخوف من إنفلونزا الخنازير. قبل بدء العرض صعد الاعلامي عماد الدين أديب الي المسرح ليلقي كلمة قصيرة في مدتها كبيرة في تأثيرها قوية في معانيها .. نعم أديب تحدث بصراحة كعادته وبلا دبلوماسية وبنبرة صوت صادقة رحب بالحضور الذين أثبتوا أن عشقهم للسينما يفوق كل شئ خاصة في ظل هذا الحضور الضخم رغم تحذيرات وزارة الصحة من التجمعات الضخمة وطالب أديب بضرورة دعم السينما والعمل علي انتعاشها في ظل تحديات كبيرة تواجهها من أزمة مالية عالمية الي إنفلونزا الخنازير وكذلك امتحانات الثانوية العامة وأضاف أن صناعة السينما بحاجة لدعمها لضمان استمراريتها. وقبل أن يترك المسرح لبدء عرض الفيلم قال أديب مداعبا الحضور إن شركة جودنيوز فكرت في توزيع كمامات واقية أثناء عرض الفيلم لكن الزعيم عادل امام أعترض لان الكمامات ستعيق الحضور من الضحك بعدها بدأ عرض الفيلم ليدوي المسرح الكبير الذي احتضن العرض بدار الأوبرا بالضحكات التي تحولت إلي هيستيريا في كثير من المشاهد لكن ذلك لم يتعارض مع أهمية القضية المطروحة وهي تعثر رجال الاعمال والتسوية والأزمة المالية العالمية وفساد الكبار الذي يأتي بالخراب علي الفئات الأقل من الشعب. "بوبوس" قدم تشريحا ساخرا للازمة المالية العالمية وأثارها علي رجال الاعمال وتعثرهم بل كشف أن كثيرا من رجال الاعمال لا يمتلكون العقلية الواعية الناضجة وأن مهاراتهم تقتصر علي نهب أموال البنوك والاستيلاء علي أموال الشعب وكل هذا يحدث بدعم بعض رجال الدولة الفاسدين وكأنه يطلق ناقوس الخطر من استمرار تلك التجاوزات وهذا الفساد الذي تنعكس آثاره علي باقي فئات الشعب المطحونة والتي تتفتت أحلامها البسيطة علي صخرة طمع البعض الذين يبحثون عن رفاهية مفرطة دون أن يبذلوا جهدا لينعموا بها بل يريدون تلك الرفاهية تأتي اليهم علي طبق من ذهب حتي لو كانت علي حساب الوطن. وتطرق الفيلم كذلك إلي التسويات مع المتعثرين بشكل ساخر جدا حملت إدانة أيضا لعدم الوعي والمبالغة في تقدير وتقييم الأمور. أما نهاية الفيلم فكانت استمرارا لحالة السخرية من كافة الأوضاع الخاطئة وكشفت عن أن الفساد لن ينتهي بتغيير الأشخاص او الكراسي لكن التغيير يجب أن يكون حقيقيا ونابعا من ضمير نابض بمصلحة هذا الوطن والشعب. وفور نزول تترات النهاية ضجت القاعة بالتصفيق المدوي وصافرات الإعجاب والتقدير لهذا العمل الراقي الساخر ولنجومه ولكل أفراد فريق العمل الذين ظهر جهدهم علي الشاشة طوال مدة عرض الفيلم. وصعد الإعلامي عماد الدين أديب الي المسرح ليعلن عن أنه في انتظار صعود نجوم العمل ثم أعلن عن وصول الزعيم عادل إمام الذي استقبله الحضور بعاصفة حب. وكشف عادل إمام في كلمته عن أنه ويوسف معاطي -مؤلف العمل- فكرا في تقديم هذة الفكرة وتلك القضية قبل موضوع الأزمة المالية العالمية وكأنهما كانا يتوقعان ذلك. وبخفة دمه المعهودة سأل الزعيم عن مخرج الفيلم وائل إحسان ليصعد الي خشبة المسرح ثم طلب من يسرا الصعود والتي استقبلها الحضور بنفس عاصفة الحب وبعدها نظر الزعيم إلي الورقة التي في يده وقال إنها ممتلئة بالأسماء وطلب من كل أفراد فريق العمل الصعود الي المسرح. ومع توالي صعود النجوم أشرف عبد الباقي، مي كساب، رجاء الجداوي، المؤلف يوسف معاطي، المخرج وائل احسان، نضال الشافعي، ضياء الميرغني وكل أسرة الفيلم ومع كثرة القبلات بين الحضور علق الزعيم عادل إمام ضاحكا "دي مش هتبقي أنفلونزا خنازير دي هتبقي انفلونزا حمير". ثم تجمع الجميع لالتقاط الصور التذكارية لتكون أحلي ختام لتلك الليلة شديدة الخصوصية والجمال. وأعلن الاعلامي عماد الدين أديب عن ان الفيلم سيتم عرضه في هولندا بعد الاتفاق علي توزيعه هناك. ليسدل الستار علي ليلة الكبار التي حملت اسم "بوبوس" وهو لقاء الزعيم عادل إمام ويسرا واشرف عبد الباقي والكاتب يوسف معاطي والمخرج وائل احسان وشركة جودنيوز فور فيلم اند ميوزيك.