طالبت لجنة الزراعة بمجلس الشوري بضرورة تأسيس بنك للفيروسات بعد مرور 26 عاما علي إغلاقه وعدم تحقيقه لأي تقدم علمي. جاء ذلك مع ظهور مرض انفلونزا الطيور ثم الخنازير في مصر. أكدت اللجنة أنه من خلال هذا البنك يمكن للباحثين التعامل مع كل أنواع الفيروسات وإجراء التجارب عليها ومعرفة خصائصها ومن ثم انتاج المصل المضاد لها. "الأسبوعي" التقت عدداً من العلماء والخبراء والأطباء لمعرفة مدي أهمية وجود بنك للفيروسات في مصر وتكلفة انشائه. ومن جانبه يشير الدكتور حسن أبو بكر الأستاذ بكلية الزراعة جامعة القاهرة إلي أن بنك الفيروسات ليس سوي مشروع عالمي ممول من إحدي المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة ويعني بتخزين سلالات الكائنات الدقيقة سواء بكتريا أو فيروسات أو فطريات والتي تصيب الإنسان أو الحيوان أو النبات، علي أن تكون في حالة نقية ويمكن العودة إليها في أي وقت لمعرفة شكلها وتطورها. ويتفق نقيب الأطباء د.حمدي السيد في ضرورة أن يكون مثل هذا البنك عالميا باعتبار أن بنك الفيروسات من أهم وسائل الحروب البيولوجية داعيا إلي الاكتفاء بعزل الفيروس في حالة ظهوره وإجراء التجارب عليه ومعرفة تركيبته وإبجاد المصل المضاد له. كما يري د.عبدالمنعم الأعصر رئيس حزب الخضر وعضو لجنة الصحة بمجلس الشوري أن وجود هذا البنك يمثل خطورة كبيرة علي المجتمع حيث يحتاج إلي احتياطات صارمة وحكمة في التعامل معه مشيرا إلي ضرورة الاكتفاء بما لدينا من معامل حيث يوجد معملان للبيرولوجي أحدهما يتبع القوات المسلحة المصرية والآخر يتبع البحرية الأمريكية "النمرو". بنك العترات وفي المقابل يؤكد د.كميل متياس مدير معهد التناسليات بالهرم علي أهمية وجود بنك للعترات وهو تعبير أشمل حيث يضم كل أنواع الفيروسات والطفيليات والميكروبات الخاصة بكل الأمراض التي تصيب الإنسان أو الحيوان أو النبات، ويشترط د.كميل أن يتم ذلك في إطار مشروع قومي يجمع كل المعامل الموزعة بوزارة الصحة والزراعة والجامعات العلمية ليكون تحت إشراف جهة علمية واحدة ليكون لدي مصر خريطة كاملة لكل العترات مما يسهل إنتاج الأمصال اللازمة من خلال استخراج العترة ومعرفة مكوناتها. وحول تكلفة إنشاء هذا البنك يشير د.كميل إلي أن تكلفته ستكون باهظة جدا لأن كل عترة لها طريقة معينة للحفظ في درجات حرارة قد تكون مرتفعة أو منخفضة أو تحفظ بعد تجفيفها. علاقتها بالكائنات غير المعروفة والتي قد تظهر في أية دولة وقد تتحول إلي وباء يصيب العالم، أي أن البنك يعتبر مرجعاً للعلماء. خطوة مرفوضة أما الدكتور وليد ضياء الدين أستاذ مساعد الميكروبولوجي بكلية الزراعة جامعة القاهرة فيؤكد عدم جدوي وجود بنك للفيروسات في مصر موضحاً أن الفيروسات كائنات قابلة للتحور مع تغير شفرتها الوراثية خاصة فيروس الأنفلونزا ودلل علي ذلك بتحول انفلونزا الطيور إلي انفلونزا الخنازير أي من h1n1 إلى h1n1a وحدث ذلك من خلال صدفة لا تحدث سوي بنسبة واحد في المليون حيث تواجد إنسان مع طائر مع خنزير مصابين بالأنفلونزا في مكان واحد وتجمعت هذه الخلطة الفيروسية داخل جسم الخنزير الذي قام بتحويرها إلي نوع جديد من الأنفلونزا غير المعروفة وجار البحث عن مصل لها رغم مرور شهرين علي ظهور المرض، كما يؤكد رفضه ما تم من إجراءات لذبح كل الخنازير لأن الفيروس قد تشكل بالفعل وحتما سوف ينتقل إلي أية دولة والتجربة أثبتت هذه الفكرة، مؤكدا علي رفضه لمخالطة الإنسان بالحيوان. ومن ناحية أخري أشار دكتور وليد إلي أن بنوك الفيروسات تستخدم في الحروب البيولوجية حيث تستخدمها الدول الكبري لتفصيل أمراض جديدة تتم إطلاقها في منطقة ما لأغراض معينة كما حدث مع مرض الإيدز مشيرا إلي ضرورة وجود قاعدة بيانات دولية حول الفيروسات والأمراض تعمل تحت إشراف منظمة الصحة العالمية لضمان عدم استخدامها في أغراض الحرب الفيروسية لأن د.وليد يري ضرورة وجود قاعدة للبيانات العلمية علي المستوي المحلي والتي تساعد في إجراء البحوث العلمية.