في اليابان تشكو الحكومة من ظاهرة أن الشعب الياباني شعب (مسن) اعتماداً علي الإحصائيات التي تؤكد أن النسبة الأكبر من اليابانيين تخطوا سن الشباب.. أما في مصر، فالوضع عكس ذلك تماماً حيث تشير الإحصائيات إلي أن% 33.31 من المصريين شباب وهو ما يعني إمكانية استغلال هذا القطاع العريض باعتباره ثروة بشرية يمكن تحويلها إلي طاقة منتجة.. لكن ذلك للأسف لا يحدث! وقد أكد اللواء أبوبكر الجندي رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء خلال استعراضه تقرير الجهاز عن الشباب في مصر أن التوزيع العمري للسكان "الهرم السكاني" يظهر أن الشعب المصري شاب حيث إن الهرم ذو قاعدة عريضة مما يعني أنه لسنوات طويلة قادمة سيبقي المجتمع فتياً، وأشار إلي أن عدد الشباب من الفئة العمرية (15-29) سنة بلغ 23.519 مليون نسمة بنسبة 31.33% من إجمالي عدد سكان مصر بالداخل والذي يبلغ 75.068 مليون نسمة وقسم التقرير الشباب إلي ذكور وعددهم 11.929 مليون نسمة بنسبة 50.72% وبلغ عدد الإناث 11.590 مليون نسمة 49.28%. وينقسم الشباب إلي فئتين، الأولي المراهقون من 15-19 سنة وعددهم 8.806 مليون نسمة بنسبة 37.44% والثانية الشباب من 20-29 وعددهم 14.713 مليون نسمة .. وأوضح التقرير أن الإناث في الفئة العمرية من 25-29 سنة يعتبرن الأعلي مساهمة في معدل الخصوبة الكلية وهو متوسط عدد المواليد أحياء لكل امرأة خلال حياتها الانجابية بنسبة 31% تليها الفئة العمرية 20-24 سنة بنسبة 28% وكانت أعلي نسبة زواج لكل من الذكور والإناث الحاصلين علي شهادة متوسطة حيث بلغت بين الذكور 35% مقابل 32% للإناث وبلغت نسبة حالات الطلاق بين الذكور في الفئة العمرية 28-29 سنة نحو 29% من إجمالي حالات الطلاق مقابل 51% للإناث في الفئة العمرية 16-29 سنة. وأوضحت نتائج بحث القوي العاملة لعام 2007 أن قوة العمل من الشباب 15-29 سنة بلغت 8.733 مليون فرد من الجنسين، منهم 6.544 مليون فرد من الذكور بنسبة 75% مقابل 2.189 مليون فرد من الإناث بنسبة 25% من إجمالي الشباب في قوة العمل داخل هذه الفئة العمرية، وبلغت جملة المشتغلين من الشباب 15-29 سنة 6.839 مليون مشتغل بنسبة 78.3% من إجمالي قوة العمل منهم 5.559 مليون مشتغل من الذكور بنسبة 181.3% من إجمالي المشتغلين في هذه الفئة العمرية، كما بلغت أعداد المشتغلات من الإناث 1.280 مليون مشتغل بنسبة 18.7% من إجمالي المشتغلين داخل هذه الفئة العمرية. أما بالنسبة لتوزيع المشتغلين في الفئة العمرية 15-29 سنة حسب النشاط الاقتصادي فقد أوضحت النتائج أن 37% من الشباب في تلك الفئة العمرية يعملون بقطاع الزراعة بينما العاملون في قطاع التشييد والبناء تبلغ نسبتهم 13% ثم العاملون بقطاع النقل 5% ثم العاملون بالتجارة 4% وبلغت أعداد المتعطلين في الفئة العمرية للشباب 15-29 سنة 1.894 مليون متعطل بنسبة 21.7% من إجمالي قوة العمل. والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يمكننا استغلال هذه النسبة من الطاقات البشرية.. وكيف يمكننا تحويلها لطاقة إيجابية في ظل ظروف اقتصادية سيئة من أبرز سماتها البطالة والفقر والجهل وهو الثالوث الذي بإمكانه تحويل أي طاقة بشرية إلي عامل سلبي يمثل خطراً علي المجتمع؟ يشير د.محمد القلا استشاري القطاع الخاص في برنامج الأممالمتحدة الإنمائي -إلي أهمية اختيار الطريقة المثلي لتفعيل دور الشباب مضيفا أننا كمجتمع نمتلك عدداً كبيراً من الشباب في مرحلة عمرية تتطلب ضرورة إدماجهم في سوق العمل وهؤلاء الشباب لديهم ثلاث طرق للحياة الأولي تتمثل في الحصول علي فرصة عمل تخلق منهم طاقة إنتاجية يستفيد منها المجتمع، والطريقة الثانية هي أن يظل الشخص عاطلاً ويصبح عالة علي أسرته، أما الطريقة الثالثة فهي اتجاه هؤلاء الشباب إلي سلوك طرق غير شرعية، منوهاً إلي أن الاختيار الأفضل هو تحول هذه الكمية الكبيرة من الطاقة البشرية لطاقة منتجة وهذا النموذج ليس اختراعاً وإنما طريقة وخطط عمل تم العمل بها في العديد من الدول مثل الهند والبرازيل والصين حيث تمكنت حكومات هذه الدول من تحويل طاقات الشباب لديها إلي طاقات منتجة ولكن المشكلة لدينا هي صعوبة تحمل الحكومة عبء توفير فرص عمل لهذه النسبة الكبيرة من الشباب ومن ثم يتحمل عبء هذه المهمة القطاع الخاص وذلك من خلال توفير أساليب جديدة في مجال العمل تستوعب نسبة أكبر من العمالة البشرية.