هناك قضية يجب أن تطرحها الدول المنتجة للبترول وهي هل البترول من حق الأجيال الحالية فقط أم أن المفروض أن تحافظ هذه الدول علي جزء من احتياطياتها للأجيال القادمة.. هل من حق الأجيال الحالية أن تستغل البترول الموجود لديها دون مراعاة لمستقبل أجيال ستجيء.. وهل من العدل أن تبدد هذه الأجيال ثروتها بالكامل أم أنه ينبغي أن يبقي منها شيء ما.. إن الجميع يتحدث عن احتياطي من البترول لا يتجاوز عشرين عاما فما هو مستقبل هذه الدول بعد نفاد ما لديها من البترول.. إن الدول الغربية تسعي إلي شراء أكبر كميات من البترول ولدي الولاياتالمتحدةالأمريكية أكبر كمية من الاحتياطي وهي تشتري البترول وتقوم بتخزينه لسنوات قادمة.. وهذا دليل علي أن البترول سيبقي أهم مصادر الطاقة لأجيال قادمة فإذا كانت الدول المستوردة تحافظ علي مخزونها من البترول فلماذا لا تحافظ الدول المنتجة علي شيء مما لديها من احتياطيات. إن الواضح أن البترول سيبقي ملكا متوجا في الأسواق لسنوات قادمة وأن البدائل حتي الآن مازالت في مراحل التجريب.. ولهذا ينبغي أن تحافظ الدول المنتجة علي إنتاجها رغم إغراءات الأسعار لأن المهم ليس فقط البترول كثروة ومصدر دخل ولكن أهميته أنه سلعة استراتيجية لا يمكن الاستغناء عنها. لقد حاولت أمريكا منذ احتلال العراق أن تسحب أكبر نسبة من الرصيد الاحتياطي العراقي ولا أحد يعلم كم سحبت بل كم نهبت وهذا كله علي حساب مستقبل الشعب العراقي. إن الدول المنتجة للبترول تحاول أن تبحث عن مصادر دخل موازية للبترول ولكن يجب أن يبقي جزء من هذا الاحتياطي في الأرض حقا مكتسبا لأجيال ستجيء.. أما أن تسحب كل هذا الاحتياطي وتبيعه في الأسواق ليشتريه السماسرة والمضاربون فرن ذلك خسارة مؤكدة لهذه الدول حتي وإن بحثت عن مصادر بديلة للدخل. سوف تقف الأجيال الحالية أمام محاكم التاريخ لكي يحاسبها عن الثروة التي بددتها دون أن تترك شيئا منها لأصحاب الحق القادمين.