كنا نظن أن الشرق العربي وحده هو الذي تسوده الخلافات الحادة سواء بسبب عوامل داخلية أو خارجية. وكانت أمريكا تري أن ايران هي السبب فيما يحدث في لبنان وعدم انتخاب رئيس لبناني رغم خلو منصب الرئاسة منذ شهور. وكانت سوريا تري ان حكومة لبنان مسئولة لأنها ترفض أن يكون الحكم في لبنان ائتلافيا أي للمعارضة والحكومة معا بحيث لا تستطيع الحكومة اللبنانية أن تجمع علي اتخاذ قرار واحد في أي أمر من الأمور.. وكان المراقبون السياسيون في العالم كله يعتبرون أن قيام محكمة دولية لمحاكمة قتلة الحريري هو الذي يجعل سوريا تتدخل في لبنان وتجعلها تدور حول منصب الرئاسة الشاغر وتشل الحركة السياسية في البلاد. ومن ناحية أخري كان كثير من السياسيين العرب يصرون علي أن سوريا تريد أن تحكم لبنان عن طريق حلفائها من السياسيين اللبنانيين رغم عدم وجود جيش سوري في لبنان. وتركز الخلاف العربي في الشرق حول لبنان وسوريا من ناحية، ولبنان المنقسم علي نفسه من ناحية أخري والعرب الاخرون الذين يرون أن يعود إلي لبنان استقلال قراره. واصبح الكل لا يتهمون العرب بأنهم عاجزون عن الاتفاق والتفاهم بل يعتبرون ايران مسئولة عن بعض العرب وامريكا مسئولة عن البعض الاخر وباقي دول الشرق العربي منكفئة علي نفسها لا تهتم بما يدور حولها. ولكن فوجئنا بالمغرب العربي بدوره ينقسم من جديد. الحدود بين المغرب والجزائر أغلقت. والمفاوضات حول الصحراء والبوليزاريو متوقفة. وليبيا في حالها تعيش في مشاكلها أو لا تتطلع إلي مستقبلها بعد أن تفاهمت مع أمريكا وبريطانيا وفرنسا ولا تشغلها كما كان الحال من قبل وحدة المغرب العربي. وهكذا نري العرب في الشرق والمغرب علي السواء حالهم واحد وفرقتهم شاملة وعندما يعجزون عن التفاهم فيما بينهم يلقون المسئولية علي اسرائيل وأن قضية فلسطين هي السبب. ولا ينتظر بحال من الاحوال ان تحل مشكلة الدولة الفلسطينية في عام 2008 كما يقول الرئيس بوش.