قال خبير اقتصادي أمريكي مرموق إن الولاياتالمتحدة اضاعت فرصة انقاذ اقتصادها من الركود بسبب تقاعس مؤسساتها وفي مقدمتها الكونجرس والمصرف الاحتياطي الفيدرالي عن القيام بالخطوات اللازمة في الوقت الصحيح. وقال لاكشمان اكوثن المدير التنفيذي ل"معهد أبحاث الدورة الاقتصادية" ان الولاياتالمتحدة دخلت مرحلة من الركود "الاختياري" بسبب الأخطاء التي ارتكبتها وأن عمليات خفض الفائدة التي حدثت بصورة مكثفة خلال اشهر معدودة كانت دون التأثير المطلوب بسبب توقيتها غير المناسب. كما رأي الخبير الاقتصادي ان الوصف عينه ينطبق علي حزمة التحفيز الاقتصادي التي اقرها الكونجرس العام الجاري والتي جاءت خارج سياقها الزمني الصحيح. وقال اكوثن: لو انهم (اعضاء الكونجرس والمصرف الاحتياطي الفيدرالي) قاموا بكل هذه الخطوات في الربع الرابع من 2007 لكن الموقف مغاير تماما الآن وربما لم نكن لنواجه أزمة مصرف بير شتيرن، في إشارة منه الي التعثر الذي واجه "بير شتيرن" خامس اكبر المصارف الامريكية والذي أسفر عن عرضه للبيع الي "جي بي مورجن". يذكر ان معهد ابحاث الدورة الاقتصادية يتولي إعداد مجموعة من التقارير الحساسة بالنسبة للاقتصاد الأمريكي ومنها تحديد نسبة البطالة وحجم التضخم ومستويات الانتاج من مختلف القطاعات الاقتصادية. ويقول اكوثن ان المعهد تأخر بدوره في توقع حصول ركود في الاقتصاد الأمريكي وذلك حتي فترة قريبة تبعت صدور تقرير سلبي ل"مؤشر القطاعات غير المالية" الذي يمثل قرابة 62% من الوظائف في البلاد. ويضيف الخبير الاقتصادي ان رجال الأعمال منحوا الحكومة الأمريكية فرصة انقاذ الاقتصاد أواخر العام الماضي حين كان الاقتصاد في وضع يمكن معه تحريك عجلة النمو والاستهلاك بضخ المزيد من الأموال لكن الحكومة بددتها. واوضح اكوثن ما ذهب اليه بالقول: كان هناك فرصة لكن صناع القرار بددوها لأنهم عجزوا عن فهم هذه الآليات وهذا العامل يشرح لماذا وصفنا الركود بأنه اختياري وذلك باعتبار انه لم ينتج جراء الصدف أو سوء الحظ. وعن خطة دعم الاقتصاد بحزمة مالية تبلغ 190 مليار دولار قال اكوثن إن الفكرة جيدة لكنها طبقت بطريقة مريعة بسبب التأخر في تنفيذها واعتبر ان اعضاء الكونجرس يجهلون القواعد المعقدة للأسواق التي لن تنتظرهم شهورا طويلة كي يقروا خطة تحفيز الاقتصاد. يشار إلي ان تصريحات اكوثن تأتي في وقت سجل فيه مؤشر "كونفرنس بورد" الذي يضم القطاعات الرئيسية في الاقتصاد الأمريكي تراجعا بحوالي 0.3% وذلك للمرة الأولي منذ عام 2001 الذي شهد آخر ركود للولايات المتحدة.