انتهي عام 2007 بكل شره وخيره وبدأنا سنة جديدة كل عام وأنتم بخير وادعو الله من قلبي لمصر وشعبها أن يكفينا شر الكذب والنفاق والتسول والذي بات ظاهرة في كل مكان خارج مصر وداخلها. والحمد لله أن استجاب دعاءي وعرفنا أن الفقر ليس سببا لضياع القيم وليغفر لنا الشعب المصري مار اتكبناه في حقه من جرائم سوف يحاسبنا الله عليها حسابا عسيرا لأننا وافقنا علي أمور عدة لم تكن من ديننا ولا أخلاقنا ولا حضاراتنا تسمح بذلك الانحدار الثقافي والسياسي ولم نكن أبدا أمه تبيع الغالي بالمال نعتذر بشدة وقد لا يفيد الاعتذار علي السماح بدخول اخطار متخلفة نقلتنا من الوسطية إلي التطرف والشعوذة والدجل فرحنا نتخبط بين القديم والحديث لاتسند ثقافة ولا علم، وضاعت ميزات شعب ظل علي الأرض متحديا كل صعاب الحياة لأكثر من سبعة آلاف عام علمنا فيها الأمم الوسطية والتسامح وتحدينا علي مر التاريخ الطائفية وفساد الأحزاب؟! إن تخلي المثقفين المصريين عن النضال من أجل حماية ورفعة الوطن سمح للجهل أن يسيطر ومحدثي النعمة أن يعلو صوتهم فجرت محاولات شتي لجذب المجتمع إلي الخلف وعلمناه أن ينشغل فقط فكيف يدير حياته ويحاول أن يربي أولاده ويسترهم من مشاكل الجفاف والفقر المدقع. رأينا في العام الذي مضي كثيرا من الأمور التي يرفضها الشعب بشدة ووسط التحديات وصعوبة الحياة في مصر بدأ الشعب في رفع شعارات لا للفساد لا للجهل الذي يرغب في التسلق والسيادة وقد نجح في قليل من المجالات، لكن عظمة وتاريخ وحضارة هذا الشعب المصري العريق في الرفض وعدم السماح للتطرف بالسيطرة منعه من غزو باقي المجالات. ثلاثة أمور يرفضها الشعب المصري الفقر المدقع، التسول وانحطاط لغة الحوار الاباحية ومقابلها التزمت، وبقليل من التفكير في سيكلوجية هذا الشعب العظيم نجد أنه يرفض تماما من يتجاهله أو يتعالي عليه ولديه خطوط حمراء كان أول بالقائمين علي الأمور احترامها لقد تحرك الشعب المصري وأصبح الرفض هو التعبير الأقوي والصوت المسموح الآن وأرجو من كل قلبي ان نسمع صوته بوضوح حتي نتفادي ثورته وغضبه. ان الايجابية الوحيدة في الموقف الذي أصبحنا فيه الآن تتجلي في التقدم التكنولوجيا وخاصة في الاتصالات كما يتجلي في المجال الفني وفي تقدم طفيف علي شرار الكتب وتراجع طفيف أيضا للكتب الرئيسية والاقبال البطيء علي الثقافة والرفض التام لتسول أثار مصر في الخارج والسماح للدول الموصومة بسرقة الآثار المصرية تاريخيا بالتجارة بأثارنا بغية المال!! أيضا نري ايجابية في الاقتصاد السياحي فقد بدأ الشعبي المصري يدرك أهمية السياحة في رفع مستوي معيشته وهو ما يؤكده اقبال العمالة المصرية علي العمل في صناعة السياحة حتي اقترب العدد من 50.2 مليون عامل في هذا المجال وبحسبة بسيطة 50.2* 5 أفراد متوسط الأسرة المصرية سنجد أن أكثر من عشرة ملايين مواطن مصري يستفيدون من التقدم السياحي في مصر ويعرفون انها دعامة حقيقية للاقتصاد المصري والحصول علي العملة وتحديث المدن والاحتكاك الثقافي بين الحضارات المختلفة. وبطبعي فإنني اتفاءل بالسنين القادمة والاجيال القادمة فهي اجيال معتدلة محافظة ولكنها ليست متطرفة تعيد مصر إلي الوسطية التي تميزنا عن شعوب العالم وتسمح بظهور مثقفين جدد لا يساومون ولا يهربون ولا يتخلون عن النضال من أجل رفعة مصر والحفاظ علي كرامتها الوطنية وأري هذا بتجلي في مجالات العمل والفن. كل عام وأنتم بخير وحفظ الله مصر من شر الحروب والطائفية وفساد الأحزاب والمتاجرين بثقافة وكرامة الشعب وارجو أن يكون عاما نكف فيه عن التسول حتي نستعيد ثقتنا في أنفسنا لنؤكد للعالم أن المال لا يصنع الأمم ولا يحيا مجتمع ويستمر إلا بالحفاظ علي هويته وقيمه الرفيعة.