بدأ الرئيس جورج بوش يعاني آثار فوز الديمقراطيين بأغلبية في الكونجرس التحقيقات تتوالي داخله ضد رجال الرئيس ومعاونيه. استدعي مجلس النواب المستشارة القانونية السابقة للرئيس لسؤالها عن دورها في فصل ثمانية من المدعين العامين الاتحاديين لاخلاء وظائف وتوفيرها لرجال الرئيس واتباعه والمخلصين له. ويحقق مجلس النواب ايضا في ضياع آلاف الرسائل الصادرة من وإلي كبار موظفي البيت الأبيض بهدف حماية مساعدي الرئيس. واستدعت اللجنة القانونية في مجلس الشيوخ المدعي العام جونز اليس وطلبت منه تسليم كل ملفات مجلس الأمن القومي الخاصة بالتنصت. وعشرات من الاستدعاءات والتحقيقات بهدف الوصول الي فضيحة مثل ووتر جيت أو ايران تونترا الخاصة ببيع أسلحة لايران لتمويل الثوار في أمريكا الجنوبية وأخيرا للوصول الي فضيحة مثل لوينسكي في عهد بيل كلينتون. ولكن الأهم من هذا كله محاولة العثور علي أدلة ضد كارل روف مستشار الرئيس وأيضا للاطلاع علي تقارير المخابرات قبل حرب العراق والتي تشير إلي وجود أسلحة الدمار الشامل وهي التي استند إليها بوش وبلير رئيس وزراء بريطانيا لإعلان الحرب ضد صدام حسين. وانتقلت العدوي والعداء من الديمقراطيين إلي الجمهوريين من أنصار بوش فقد دعا ريتشارد لوجار العضو الجمهوري الأول في لجنة الشئون الخارجية في مجلس الشيوخ الي بدء الانسحاب من العراق. وبهذه الدعوة يساعد لوجار الجمهوريين المعادين لحرب العراق إلي إعلان رأيهم ومعارضتهم للحرب والمطالبة بالحرب. وسبق ان واجه كل من الرئيسين بيل كلينتون ورونالد ريجان هزيمة في انتخابات الكونجرس في دورتهما الرئاسية الثانية ونجحا في استرداد شعبيتهما. ويحاول بوش أن يكرر ذلك ولكنه لم ينجح حتي الآن ولا يبدو انه سينجح بسبب عداء الكونجرس له من ناحية والفوضي في العراق وأصبح الأمريكيون ينتظرون التقرير العسكري عن الموقف في العراق والذي سيذاع في سبتمبر القادم ويبن ما إذا كان هناك أي أمل في استقرار الأوضاع في العراق!