تتراجع فكرة التقاعد المبكر عن العمل في السنوات الأخيرة بعد أن كانت تجد حماسا واسعا في الثمانينيات من القرن الماضي ونشرت مجموعة "HSBC" المصرفية ومقرها بريطانيا تقريرا بعنوان "مستقبل التقاعد" تضمن سؤال 21.000 شخص في 21 دولة في أكبر دراسة من نوعها جاء فيها أن 11% ممن هم في السبعينيات من عمرهم و33% ممن هم في الستينيات من عمرهم مازالوا يعملون بأجر، وأن هذه النسبة أكبر في بعض الأماكن مثل الولاياتالمتحدة حيث يظل يعمل 19% ممن هم في السبعينيات من عمرهم. وكان التقاعد المبكر قد أدخلته الشركات خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي كوسيلة لمواجهة بطالة الشباب بهدف ايجاد مكان في سوق العمل للعمال الأصغر سنا. ونقلت "فاينينشال تايمز" عن معد التقرير أن هناك دلائل علي أن البعض بدأوا يرفضون فكرة التقاعد المبكر وأنه بالرغم من انتشار الفكرة إلا أن الكثيرين ممن تقاعدوا مبكرا شعروا بالندم فيما بعد، ووجدت الدراسة أن 12% فقط ممن هم في الأربعينيات والخمسينيات يفكرون في التقاعد المبكر بينما اتجه إلي التقاعد المبكر 16% ممن بالغوا الستينيات والسبعينيات من عمرهم. وقال كليف بانستر مدير التأمينات في "HSBC" إن من بلغوا الستينيات والسبعينيات حاليا أكثر صحة وكفاءة مما كان في الماضي بمعني أن باستطاعتهم العمل لوقت أطول لو أرادوا. وقال بانستر بانه بالنسبة للصحة العامة أصبح من بلغ السبعين الآن مثلما كان في الخمسين في الماضي بفضل تقدم الرعاية الصحية. وقال التقرير إن من تم سؤالهم ممن بلغوا ما بين الستين والتاسعة والسبعين قال 86% منهم إنهم في صحة جيدة أو جيدة جدا ووجدت الدراسة أيضا أن المسنين يقومون بعمل غير مدفوع الأجر ويساوي مليارات الاسترليني سنويا ويساهمون في إعالة أقاربهم وأنهم عامل أساسي في المجتمع وأن اختفاءهم منه قد يسبب انهيار عائلات ومجموعات بل وأماكن عمل.