أن تصبح أعمالك جديرة باحترام الأحفاد وأن يغنيك العمل عن اكتناز الثروات ويغنيك الرضا عن كل مكتسبات الدنيا الزائلة تؤمن بأنك حارس مصر النيل وأن البناء أهم من اكتناز المال وأن الفقر والغني ليسا فقط شيئا ماديا وإنما يعني عندك الغني بالقيم أقول هذا الكلام بمناسبة اللقاء الذي حضرته الاسبوع الماضي في احتفال نادي جاردن سيتي بعيد ميلاد الدكتور ممدوح البلتاجي رئيس هيئة الاستعلامات الاسبق ووزير السياحة الأسبق ووزير الاعلام السابق ووير الشباب السابق. إن تجمع نخبة من أكبر كتاب ومفكري مصر للاحتفال بهذه المناسبة وحضورهم جميعا رغم المناخ الخماسيني العاصف سعيا للقاء. طال انتظاره كل هذا دليل علي مكانة هذا لرجل وقد جاء اللقاء كإحدي أجمل الليالي الثقافية التي طال الشوق إليها فقد كان في شبابنا كثير من اللقاءات الثقافية التي كان لها الجزء الاكبر في تشكيل وجداننا وثقافاتنا. وقيمة الدكتور البلتاجي ليست في المناصب التي تولاها فقط ولا في أعلي الشهادات العلمية التي حصل عليها وليس في نزاهته التي لم نر لها مثيلا في عالم السلطة ولكن في خلق كوادر تعمل بنجاح في كل موقع خدم فيه.. لقد علم أجيالا بأن العمل الجماعي هو مفتاح النجاح وهو أساس الارتقاء والابداع وأن الصبر والجلد والتفاؤل هي سر نجاحه في حل الازمات. لم يكن الدكتور ممدوح البلتاجي يهتم بشيء قدر اهتمامه بايجاد الكوادر التي لا تغرق أقدامها ثابتة قامتها مرتفعة تنام علي الوسادة في سلام لأن من علمهم علمهم قيمة الإنسان. القيمة الحقيقية لهذا لرجل النبيل أنه تفاني في خدمة الوطن وأقلقت مضجعه هموم الوطن.. ولم يعرف اليأس أو الاحباط أو اليأس أو الاتكال ولم يستغل أي موقع إلا في رفع شأن الموقع وأمام عينيه مصر. أن اجماع كبار الكتاب والمفكرين المصريين علي الحضور والاحتفال به والتسابق في مدح هذا الرجل الهمام المتواضع بتاريخه المشرف يقول إن هذه الكلمات ليست مبالغة أو تجاوزا إذا ما استعرضنا رفع شأن الاعلام في الخارج ومواجهة الاعلام العالمي الشرس في الخارج في قضايا مثل الارهاب والاسلام والتنمية وحقوق الإنسان فقد كان كما عرفناه جميعا مختلفا منفردا بأفكار وعلم ونزاهة ضمير يضفي علي مفهوم الفكر الموضوعية. ولم يتلق د.ممدوح البلتاجي وساما من الدولة أسوة بمصطفي كمال حلمي أو ابراهيم سليمان ولكنه حاز وسام احترام الشعب المصري وتلاميذه وقادة الفكر والصحافة في مصر. وكل عام وأنت معطاء ومتواجد في ضمير كل شريف ومؤمن بالوطن.