وضع الرئيس الفنزويلي مسودة قرار تسمح للمسئولين في بلاده بالسيطرة علي سلسلة مراكز توزيع المواد الغذائية، بما فيها محال السوبرماركت ومستودعات التخزين في حال تعرضت خدماتها للانقطاع. وقالت وزيرة الصناعة والتجارة الفنزويلية، ماريا كريستينا إجليسياس، إن القرار سوف يساعد علي تجاوز المشكلات المتعلقة بالإمدادات التي أدت إلي حدوث نقص كبير في اللحوم والحليب والسكر في الأسابيع الأخيرة. ويعزو المسئولون في قطاع الصناعة أسباب حدوث النقص إلي ضوابط الأسعار التي أجبرت بائعي المفرق والتجزئة علي البيع بخسارة، في حين تقول الحكومة إن الخطأ يكمن في المضاربين عديمي الضمير، بمن فيهم مالكو محال السوبرماركت والموزعون الذي يخزنون المواد الغذائية ويرفعون الأسعار. وكان البرلمان الفنزويلي الذي يهيمن عليه تحالف من الأحزاب المؤيدة لشافيز قد أقر قانوناً في الشهر الماضي يمنح الزعيم الفنزويلي سلطة وضع إجراءات بموجب قانون رئاسي لتحويل بلاده إلي دولة ذات توجه اشتراكي. ولم تقدم وزيرة الصناعة والتجارة أي تفاصيل حول كيفية تطبيق القرار، غير أنها أشارت إلي أنه يسمح في الحالات النادرة بإعادة إنشاء خدمات عامة ضرورية إذا أوقفت الشركات الخاصة، مثل محال السوبرماركت عملياتها. وكانت محال السوبرماركت قد علقت بيع اللحوم الأسبوع الماضي بعد أن أُغلق أحدها لمدة يومين لبيعه اللحوم بأسعار تزيد علي الأسعار التي حددتها الحكومة. وقامت السلطات بمداهمة المخازن والمستودعات وصادرت أطنانا من المواد الغذائية، معظمها من اللحوم والسكر، من بائعين غير مستعدين للبيع وفقاً للأسعار الرسمية. وبدأ النقص في المواد الغذائية في فنزويلا، وتحديداً في مواد تتراوح بين الحليب والقهوة، منذ أوائل عام 2003، عندما بدأ شافيز في تحديد أسعار 400 سلعة رئيسية وذلك لضبط التضخم وحماية الفقراء. وكان شافيز قد أدي في العاشر من يناير الماضي اليمين الدستورية رئيساً للبلاد لست سنوات أخري تمتد حتي عام 2013، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية علي منافسه مانويل روساليس في الأسبوع الأول من ديسمبر الماضي. وأقسم شافيز اليمين الدستورية في الجمعية الوطنية (البرلمان الفنزويلي) بعد خمسة أسابيع علي تحقيقه فوزاً كاسحاً في الانتخابات الأخيرة، بعد تعهده بإجراء تغييرات جذرية في البلاد، بما فيها نيته المعلنة قبل أيام عن خطط لتأميم صناعة الطاقة الاستراتيجية وشركات الاتصالات. وكان شافيز قد أكد أنه لن يتراجع عن تحويل فنزويلا إلي دولة اشتراكية، ويأتي ذلك في ظل تراجع المعوقات التي تواجهه إثر النصر الساحق الذي حققه في الانتخابات الأخيرة.