تسجل مصر أعلي نسبة اصابة بمرض التليف الكبدي قد تصل إلي 12% أي ما يقرب من 10 ملايين مواطن مصري وهي النسبة الأعلي بين جميع الدول العربية والأوروبية علي حد سواء اما المرضي المصابون بفيروس "س" والذين سوف يكونون بحاجة إلي زراعة كبد في السنوات القريبة القادمة فلا يوجد إحصاء دقيق بعددهم وحيث إنه لا يوجد تشريع يبيح نقل الاعضاء من المتوفين حديثا فمن يصاب بتلك الآفة فأمامه طريقان لا ثالث لهما اما السفر لإجراء عملية الزرع في الدول الغربية وهو حل مكلف باهظ التكاليف قد يصل إلي 200 ألف دولار بالاضافة لقائمة انتظار طويلة قد لا تسمح بها ظروفه الصحية، فتلك الدول تعطي الأولوية المطلقة في الزراعة لمواطنيها المقيمين علي اراضيها او السفر إلي الصين وهوالحل الأقل كلفة فدولة الصين توفر زراعة كبد كامل من المحكومين عليهم بالاعدام فلا يضطر المريض للانتظار فترة زمنية طويلة في مقابل 65 ألف دولار فقط وان كان في الحالتين قد يضطر المريض إلي الاستدانة أو بيع جميع ما يملكه لتغطية نفقات السفر وإنقاذ حياته. وتأتي زيادة عدد الحالات التي تسافر من مصر الي الصين لإجراء زراعات الكبد علي الرغم من ان اثنين من كبار الجراحين في تايوان حذرا من اجراءجراحة زرع الكبد في الصين بسبب سرعة استئصال الكبد من السجناءالذين يحكم عليهم بالإعدام وظروف نقلهم غير الصحية واختلاف مستوي الجراحة من مستشفي إلي آخر وقد نشرت صحيفة تشاينا تايمز وليبرتي تايمز في تايوان انتقادات لعمليات زراعة الكبد والأعضاء في الصين لمخالفة حقوق الانسان والصحة وقد أدانت منظمة العفو الدولية تجارة الأعضاء غير الشرعية في الصين خاصة تلك التي تؤخذ من السجناء حتي قبيل توقفهم عن التنفس ولكن بكين تفقر الطرف عن مثل هذه الجراحات لأنها تجلب عملة صعبة للبلاد تستفيد منها المستشفيات الصينية. وعندما حاولت "الأسبوعي" الاستفساد من السفارة الصينية في القاهرة عن كيفية السفر لاجراء جراحة الزرع كانت الاجابة ان السفارة ليس لها أي علاقة بترتيبات الجراحة التي تتم بالتعاقد الشخصي بين المريض والمستشفي هناك ولا يوجد بالسفارة الصينية احصائية دقيقة تسجل اعداد المصريين الذين أجريت لهم عمليات الزراعة أو نسب نجاحها والتي يمكن قياسها من الأعداد التي تحصل علي فيزا دخول للصين للعلاج و تعود بسبب الوفاة أوتعود ميتة وان كانت السفارة قد أكدت انها قد منحت 9 آلاف تأشيرة سفر منذ أوائل 2006 وحتي الآن وقد أعلنت السفارة المصرية في الصين أن علي المريض ان يقوم بالاتصال بها أولا لبحث ترتيبات الجراحة بدلا من التورط مع شركات وأفراد مجهولين وحذر السفير المصري في بكين من تجاوزات تتم بسبب عدم ابلاغ السفارة بتلك العمليات. قد لوحظ مؤخرا أن بعض الاطباء من كثرة اعداد المرضي الذين يحتاجون إلي عملية زراعة الكبد اصبحت إقامتهم الدائمة في الصين ولا يأتون إلي مصر سوي أسبوع واحد كل شهر لجمع المرضي أوالغلة كما يتندر مرضاهم وان كان ليس لديهم أي اعتراض علي ما يقومون به لإنقاذ حياتهم فلا يوجد لديهم حل آخر. الدكتور علاء اسماعيل مدير وحدة ابحاث وجراحة الكبد بكلية طب عين شمس يقول: لقد وافق مفتي الديار المصرية وأجازت دار الافتاء عمليات نقل الاعضاء بعد الوفاة مباشرة ولكن العقبة في ان مجلس الشوري لم يقرأو يصدرتشريعا يبيح لنا اجراء جراحة الزرع في مصر لتخفيف العبء المادي والنفسي علي المريض والمحيطين به وتوفير نفقات السفر إلي الخارج، كما يتيح لنا التطور والتقدم في مجال جراحات زراعة الاعضاء التي تقدمت الصين فيها بشكل مذهل بفضل كثرة اجراء العمليات. ويضيف الدكتور علاء اسماعيل ان وزارة الصحة تدعم عملية زراعة الكبد بمبلغ 50 الف جنيه، بالاضافة لمبلغ 10 آلاف جنيه لكل 6 أشهر بعد الزراعة لتغطية تكاليف أدوية تثبيط المناعة لمنع الجسم من لفظ العضوالمزروع، وهي مبالغ باهظة بالقياس لعدد المرضي الذي يتزيد بشكل مطرد كل عام وهو ما أدي إلي وجود ما يسمي بيزنس زراعة الكبد في الصين الذي قد يتكسب البعض من وراء مثل الشركات التي تعلن علي النت وبتكلفة مادية اضافية لعملية الزراعة، وأضمن الطرق للسفر هي عن طريق تحويل الطبيب المختص الذي يتابع الحالة الي المستشفي الصيني مباشرة. المواطن ك.م يروي رحلة علاجه في الصين وكيف سافر لاجراء الجراحة في المستشفي العسكري في مدينة جوانزو عن طريق التعاقد مع احد الاطباء الموثوق بهم وهو الدكتور محمد الوحش استشاري جراحة وزراعة الكبد في لندن والمشرف علي وحدة زراعة الكبد في مستشفي جامعة نان جنغ في الصين، والذي علمنا انه يقيم بصورة شبه دائمة في جوانزو وصحبه في رحلة العلاج، وكان بانتظاره عربة اسعاف مجهزة حيث بدأ التعامل معه طبيا مباشرة فور وصوله باعطائه علاجات ومحاليل يصفها بأنها غريبة بل ومختلفة عن العلاج الذي اعتاد عليه في مصر ولكنها ساعدته علي التخلص من الماء الزائد في جسمه وتحسن حالته الصحية قبل اجراء الجراحة وهناك فندق تابع للمستشفي لإقامة المرافق الذي تحتوي غرفته علي سرير اضافي ينتقل إليه المريض في فترة النقاهة كما يوجد في غرفة المرافق سخان ومطبخ لكي يتمكن من تجهيز الطعام للمريض فالمستشفي الصيني لا يقدم أي وجبات للمريض وقد كانت تلك هي المعضلة الكبري. ويؤكد أيضا ان الأكلات الصينية مختلفة تماما عما اعتدنا عليه في مصر فهم يشربون الماء ساخناً "مغليا" ولا يعرفون الخبز ولا يصنعونه وكذلك الجبن غير متواجد هناك وان كانت الاسماك والقشريات مثل الجمبري متوافرة بشكل كبيرة ومنخفضة السعر وتستطيع شراءها حية وطهيها، اما الدجاج فكان المرافق له يقوم بذبحها بنفسه في المحل الذي يشتريه منه وايضا الفاكهة سعرها مرتفع وخصوصا البرتقال الذي يعتمد عليه مريض الكبد في تغذيته لفترة معينة بعد الجراحة، اما مستوي الفندقة فكان منخفضاً نسبيا حيث لا يتم تغيير أغطية الفراش إلا اذا طلبنا ذلك من الممرضات واللاتي كن يحرصن علي اطفاء المصباح الكهربائي الذي نتركه مضاءاً بعد خروجنا من الغرفة كما أعتدنا في مصر كنوع من الاقتصاد الحسن في الطاقة واللاتي كن يتميزن بصبر وأدب شديدين في التعامل مع المرضي.