قررت فرنسا وألمانيا وروسيا تشكيل مجموعة عمل لدراسة دور محتمل لروسيا في الشركة الفرنسية الألمانية ايداس التي تشرف علي عملاق صناعة الطيران الأوروبية والشركة الأوروبية لصناعة الدفاعات الجوية والفضاء إيرباص. جاء ذلك علي لسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يسعي إلي طمأنة مخاوف أوروبا من تنامي وهيمنة وطموح الاقتصاد الروسي الذي ظهر مؤخرا في قيام بنك "نيشترو جبانك" بشراء 5% من أسهم ايداس. وطمأن بوتين الجانب الأوروبي عقب قمة جمعته بنظيريه الفرنسي جاك شيراك والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في شمال غربي باريس، وقال إن الحكومة الروسية لن تستخدم أسهم "نيشترو جبانك" لإحداث أي تغيرات في عملاق الصناعات الأوروبية. وشدد علي ذلك قائلا: لكم أتعهد بأن ذلك ليس مؤشر تعد.. وأكد بوتين أن البنك الروسي نيشترو جبانك لن يعزز مصالحه في إيرباص دون اتفاق مسبق مع الشركاء الفرنسيين والألمان. ووصف الرئيس الروسي دخول نيشترو جبانك للعبة الأسواق المالية، حيث استغل البنك تراجع قيمة أسهم ايداس التي تدنت إثرإعلان التأخير في تسليم طائرات A380 والهيكلة الإدارية للشركة. أما الرئيس الفرنسي شيراك والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فلم يعلق أي منهما علي هذه الصفقة. ويحول ميثاق "ايداس" غير التقليدي الذي ينظم سياسة المساهمة في الشركة دون طموحات أي مساهم في شق طريقه إلي مجلس الإدارة دون تصريح من اثنين من أكبر مالكي الشركة وهما لاجاردرز SCA الفرنسية وديملر كرايزلر الألمانية. وكانت ايداس قد كشفت في وقت سابق من الشهر الجاري أن هناك مفاوضات عالية المستوي لتأسيس شراكة محتملة علي الصعيد المالي والصناعي بينها وبين قطاع صناعة الطيران الروسي. أما بنك نيشترو جبانك الروسي فهو الذراع المالية الدولية لقطاع الصناعة الروسي، ويري محللون أن لجوء البنك للاستثمار في الشراكة الأوروبية ليس سوي محاولة لربط قطاع صناعة الفضاءالروسية الذي يشهد إصلاحات واسعة بالقطاع الأوروبي لإيرباص. يذكر أن ايداس اشترت 10% من أسهم إيركوت الروسية التي تنتج المقاتلة سوخوي.