نشاط المرأة الجديدة في مصر لا يزال يبحث عن صيغة عملية تناسب المناخ الاجتماعي السائد، وهذا النشاط يتأرجح بين جماعة نسائية تشكو من الاضطهاد الواقع علي المرأة، وبين جماعة اخري تدعو المرأة الي التمسك بنموذج سلوكي معين فيما يتعلق بالقضايا الخلافية كالملابس والاختلاط وغيرهما. وبوجه عام، فان كثيرا من سلوكيات وافدة استطاعت ان تغزو السوق الاجتماعي للنساء في مصر، ونلاحظ ان نماذج من المظهر العام للنساء في بعض دول الخليج انتشرت في اماكن عديدة في مصر نظرا لفترة ربما قضينها هناك ،وربما لانهن وجدن ان ذلك انسب لهن من اوجه متنوعة ولكنه في النهاية يعزلهن عن المجتمع. ولا استطيع القول بأن هذا الاتجاه يعبر عن تراجع، ولكنه بالقطع يعطي انطباعا بأن التأثير الاقوي للمجتمع المصري علي المجتمعات الاخري هو الذي تراجع بدليل اننا في مصر اصبحنا نستورد انماطا من السلوك الاجتماعي للمرأة في بلاد مجاورة هي الان بدأت مشوارا لمراجعة هذه السلوكيات والتخلص منها. وبالمناسبة، فان النمط السائد في المظهر الخارجي للمرأة لا علاقة له بالاخلاقيات ولا يمكن اعتبار المظهر دليلا علي شيء غير انه انسياق لنمط اجتماعي سائد. المهم هنا ان اتجاه الجمعيات النسائية التي تبحث عن دور وشكل جديدين للمرأة يجددان تأثيرها الايجابي في المجتمع ويجددان لها مجالا حيويا اكثر اتساعا في الحياة السياسية والاجتماعية ولاتزال تلك التجمعات تشكو مما يتعرض له النساء من اضطهاد وعن ضعف تأثيرهن في الحياة السياسية وقلة تمثيلهن في البرلمان وقهر الرجال لهن في المناصب العليا. والواقع ان هذا الاتجاه من وجهة نظري ليس بناء بدرجة كافية ولكن الاتجاه الي تعظيم الدور الاجتماعي في المساحة الشاغرة الان هو السبيل للتواجد الحقيقي في المجتمع، وتصدي المرأة لفكرة الكفاح من جديد هو الطريق الي اختراق الافتئات علي حقوقها. اما ما يحدث الان من انصراف للبنات عن طريق الكفاح مع شباب في مثل عمرهن بحثا عن رجال يملكون الثروة وينفقون بسخاء، هذا هو ما يجعل القضية النسائية تنتكس وينقل المرأة من عصر المرأة العاملة المكافحة التي تقبل ان تعيش سنوات مع زوج شاب مكافح بدون الدش والريسيفر وغسالة الاطباق الي عصر المرأة الجارية التي تنتظر من يبعثر عليها الدنانير والدراهم وهؤلاء عادة لايبنون مجتمعا وانما يبحثون عن المتعة وسرعان ما يصيبهم الملل.