أكثر من عشر مرات طالبنا بضرورة أن يكون في مصر شركات صانعة الأسواق لكي تتولي عمل توازنات في الأسعار إذا قفزت بدون مبرر أو إذا انخفضت بدون داع. وللأسف الشديد، الجالسون علي مقاعد هيئة سوق المال والبورصة يشعرون الجميع بأن هذا الأمر لا يعنيهم من قريب أو بعيد مع أن هذه الشركات هي صمام الامان بل تساهم في تشجيع المستثمرين علي الاستمرار في البيع والشراء لأنهم تحت حماية صناع السوق. أتمني أن يكون التحرك لإنشاء هذه الشركات اليوم وليس غداً لأن التأخير من شأنه استمرار عمل البورصة بجناح واحد فقط مع أن وجود الجناح الثاني المتمثل في هذه الشركات أصبح مهماً في ظروف الرواج والكساد. وقد يقول البعض البركة في صناديق الاستثمار فهي البديل عن صناع الاسواق لكن هذا القول ينافي الحقيقة. *** سيناريو أسعار الأسهم في البورصة المصرية مستمر منذ نهاية شهر يناير الماضي.. وللأسف، لم يتمكن المضاربون ولا صناديق الاستثمار من وقف نزيف الهبوط. *** لو كانت لدينا شركات صانعة أسواق لما لجأت إدارة البورصة المصرية إلي وقف التعامل علي كل الأسهم لمدة 30 دقيقة. وقد يقول البعض ان نصف ساعة ليس بالكثير لكن الدقيقة الواحدة في عالم أسواق المال تساوي الكثير.. واعتقد أن وقف التداول لم يسهم في التقاط الانفاس. *** أتمني أن نسمع الارقام التي توضح خسائر المتعاملين في البورصة خلال هذا الاسبوع.. اعتقد أنها ضخمة ومخيفة. *** الواضح أن العديد من المستثمرين العرب فضلوا الخروج من البورصة المصرية إما للهروب من الهبوط المستمر في الأسعار أو لإحداث توازنات بحصيلة مبيعاتهم باستثمارها في شراء الاسهم الخليجية التي انهارت أسعارها. *** صغار المستثمرين الخاسر الأكبر في مذبحة البورصة.. فهؤلاء استثماراتهم محدودة.. ومعلوماتهم ضئيلة عن أوضاع الشركات.. ولا حول ولا قوة إلا بالله