الواقع الأمريكي ان أمريكا بلد مفلس نظريا عام 1932 حيث دارت عجلة الافلاس بعد الركود العظيم الذي طحن عظام العالم في ذلك الزمن القديم، وحيث قدمت الشيوعية نفسها كمنافس قوي للرأسمالية، ولكن الشيوعية سرقت كرامة الانسان وصرفت له في نفس الوقت "وجبة ناقصة" ان لم يكن عضوا في الحزب الشيوعي، واقيمت امبراطورية شاسعة للفساد باسم العدل، كان اسمها الاتحاد السوفيتي، وفي المقابل كان هناك خلل شديد في الولاياتالمتحدة وهي الأم الكبري للرأسمالية، الخلل تمثل في أن الحياة الاقتصادية تعتمد علي الاحتكارات الكبيرة، وتم لأول مرة في التاريخ خصخصة دولة بأكملها بمعني أن الحكومة الأمريكية اعتمدت علي ما قدمته الشركات الاحتكارية الكبيرة، وصارت شركات السلاح هي الشركات الأقوي، ومن أجلها أصبحت ترقية ضباط الجيش الأمريكي لاتتم إلا من خلال ميدان قتال، وصاحب هذه المعلومة هو د.شريف بسيوني استاذ القانون الجنائي الدولي في جامعة شيكاغو والوجه القانوني العالمي. ولذلك صارت الحروب ضرورة امريكية لمزيد من استخدام السلاح، ومن خلال تطوير صناعة التسليح يصبح لدي الولاياتالمتحدة ابحاث في العلوم المختلفة. ولعل اشتراك الولاياتالمتحدة في الحرب ضد ألمانيا واليابان في الحرب العالمية الثانية هو الذي رسم لها صورة الدولة محررة الشعوب من الاستغلال، ولكنها أخذت تبحث عن ثمن هذا التحرير، وأخذت الثمن أضعافا مضاعفة من التواجد كقوة عظمي في الكون، وهي التي أسست الأممالمتحدة لتكون في أغلب الأحيان مجرد قفاز تستخدمه من أجل أغراضها، ولعل الحرب الكورية هي أول حرب دخلتها أمريكا بقناع عالمي، وتلتها سلاسل من الحروب المتتابعة، وكانت حرب فيتنام ذروة الكشف عن حقيقة الحياة اليومية الأمريكية، فالانتاج مرتبط بوجود حرب، والانتاج مرتبط بوجود من يموتون في سبيل قضايا تبدو كبيرة، ولكنها في الواقع هي حروب لتطوير التصنيع العسكري، وبطبيعة الحال، كانت الشيوعية تترنح تحت وطأة ضخامة الشعارات وعجز القيادات عن اطعام شعوبها في آن واحد. الآن هناك حركة تحرر عالمية جديدة تولد من أمريكا اللاتينية، تقودها فنزويلا وتشارك فيها كوبا وتنضم إليها بوليفيا، وهناك البرازيل التي تنظر بعين الرجاء لما سوف يحدث في مواجهة الهيمنة الأمريكية. ومن أجل البحث عن حياة أقل صعوبة تدور المناقشات الأمريكية علي كل المستويات بحثا عن نظام اجتماعي جديد. فهل يولد هذا النظام الاجتماعي الجديد؟ هذا هو السؤال الذي تبحث له الكرة الأرضية عن إجابة.