كثير من الناس يعتقدون أن الأدب الشعبي هو تلك الأغاني الهابطة بينما يؤكد الكاتب المبدع محفوظ عبد الرحمن أن العمل الشعبي يبدأ بعدة طرق فمثلا يمكن أن يبدأه شخص ويكمله آخرون وقد يبدأه شخص موهوب ولكنه ليس مهتما ان يكون موجودا في الصورة فيبدأ العمل تلقائيا ثم يتراكم مع الوقت هذا التراكم حدث في ألف ليلة وليلة التي بدأت بمجموعة حكايات مترجمة عن الهندية, لاقت إقبالا من القراء. فبدأت الزيادة والاضافة إليها . وهناك بعض الأعمال الشعبية التي ترتبط بنشاط معين مثل أغاني الريف المرتبطة بالزراعة وبجمع المحصول وبالأفراح, فهناك مناسبات عديدة ينتج عنها فكرة او مشروع يتراكم ويتعدل ويظهر في مكان ما ثم ينتقل إلي باقي الأماكن . فمثلا عندما ثار الناس في عصر المماليك ضد مملوك يدعي البرديسي بدأ الهتاف ضده « يا برديسي يا برديسي « مثل هتافات المظاهرات ثم تنمو الفكرة وتتعدل وتتحول حتي تصبح في النهاية مجموعة كلمات وراء بعضها ويرددها الناس مع بعضهم والأدب الشعبي يمكن ان يبدأ في أي أوان فمثلا سنة 70 عندما رحل عبد الناصر في جنازته الناس غنت «جمال يا حبيب الملايين «هذه الكلمات ليس لها مؤلف ولا ملحن لكن نحن حاليا سهل جدا نعرف من المؤلف والملحن انما قبل ذلك كان ليس سهلا. الرقابة و النسخ وحول لماذا تتمتع بعض أعمال الأدب الشعبي بقدر من الحرية قد يصل للاباحية يقول عبد الرحمن أنه حتي القرن ال18 كان الكتاب منسوخا وليس مطبوعا بمعني يقوم شخص خطه واضح باعادة نسخ الكتب مرة أخري.هنا لا توجد رقابة ولا توجد ايضا فكرة الرقابة بمعني كل واحد يكتب ما يريد قوله . ويضيف محفوظ أن ألف ليلة تعلم منها كثير من المبدعين حيث لا يوجد كاتب عربي لم يقرأ الف ليلة عددا من المرات لطبعات مختلفة حيث توجد مصادر مختلفة نتيجة عدم الدقة في البداية أو الاهواء أو امزجة الشعوب .لا شك ان هناك ولعا بألف ليلة ولقد كتبت اشياء من ألف ليلة فبعض الاشياء عجبتني عملتها مسرحية . والفريد فرج قام بهذا ايضا هناك كتاب كثيرون لم يتأثروا فقط بل كتبوا روايات من ألف ليلة وغيرها وألف ليلة لها عنوان ولها بداية ونهاية هناك قصص اخري منتشرة مثل الف ليلة متشابهة معها يعتبرها الدارسون مع الف ليلة ولكن هي ليست ألف ليلة . المقاومة الشعبية ويؤكد عصام ستاتي الباحث في التراث القبطي – أن الأدب الشعبي هو أحد روافد الوطنية المهمة لأي مجتمع . الذي من خلاله تتجلي صور المقاومة سواء المقاومة الإيجابية أو المقاومة التي تأخذ أشكالا سلبية بمعني لاتكون رد فعل . فهو معبر عن كل حركات التاريخ و الفلكلور بشكل عام فهو مرآة عاكسة لقراءة التاريخ بمعني أن التراث المصري القديم بشكل أو بآخر هو الذي يكشف لي عن العادات والتقاليد و الثقافة الشعبية بشكل عام فهي مرآة عاكسة لقراءة التاريخ والتاريخ شارح لها.. وهو الذي يفسرها لنا في نفس الوقت . فالكلمات العامية التي نستخدمها من الهيروغليفي والديموطيقي والقبطي حتي الآن في حياتنا اليومية نحن لانعرف معناها ولكن من خلال دراستنا للمصريات عرفنا معناها . فهو يشرح لنا ما يحدث من عادات وتقاليد أو من أفعال نقوم بها دون أن نعرف أسبابها أو نعرف معناها. ثانيا الثقافة الشعبية هي مصاحبة للإنسان في كل أعماله وهي تعبر عن التاريخ ايضا فعندما نجد في حوادث ما الأغنية الوطنية الشعبية التي هي غير معروفة المصدر وبالتأكيد في مبدع فرد عملها وتبنتها الجماعة الشعبية فأصبحت ملكا لهذه الجماعة فمثلا عندما نري في سنة 11 مع محاكمة الورداني عندما أعطي بطرس غالي حق مد استغلال قناة السويس أربعين سنة فقتله الورداني الطالب الأزهري فنزل الشعب المصري كله يوم محاكمة الورداني يدافع عن هذا البطل المصري الذي رفض مد عقد قناة السويس وغني له « قولوا لعين الشمس ما تحماشي ألا غزال البر صابح ماشي « وهنا الفلكلور معبر جدا عن التاريخ عندما ننظر لحادث مثل حادث دنشواي . ونجد الراوي الشعبي يكتب أحسن من أحمد شوقي ومن حافظ إبراهيم ومن علي الجارم ومن كل أدباء النخبة، الراوي الشعبي يكون أكثر تعبيرا لأن صاحب المأتم ليس كالمعزي فيه فنجده يقول « ليلة شنق زهران كانت صعبة تبكي عليه فوق السطوح امه واخواته لو كان ليه اب يوم الفراق لم فاته وبكره راح تندم يا ظالم ويعطي إشارة واضحة بالتمييز للرفض الشعبي .ويستمر هذا المأثور فنجد مثلا يا بهية وخبريني علي اللي جتل ياسين وارتباطها بحفر القناة ونجد أغاني المقاومة في الاستنزاف في مدن القناة والسمسمية والدور الذي لعبته مثل اولاد الارض والصامدين وشباب البحر وشباب المهجر هذه الفرق التي انتشرت علي طول خط القناة فهذه الفرق قدمت لنا من 56 عندما وقع العدوان الثلاثي ونجدهم خرجوا بأغنيات مثل ايدن وبن جوريون ومومييه جايين اراضينا ليه . استلهام من الفلكلور وفي نفس السياق يقول الشاعر فارس خضر : أولا لابد ان نفرق بين أمرين أن ما ينتجه المغنون في هوامش المدن وطبقتها الدنيا من أغان ومونولوجات يطلق عليها علي سبيل الخطأ أنها شعبية هذا ليس صحيحا هذه ليست أغنيات شعبية هذه أغنيات لا تنتمي للسياق الرسمي الغنائي المعتمد , تنتج خارج الأكاديميات الموسيقية وخارج معاهد الموسيقي وبعيدا عن المطربين والمطربات المدربين تدريبا حقيقيا علي الغناء . هذا الغناء خارج من أفراح الطبقات الدنيا في هوامش المدن ومناطقها العشوائية ممكن ان نقول عليها أنها اغان ذات جماهيرية عالية . أغان تنتمي للطبقات الدنيا في المدن ولكنها ليست أغاني شعبية لأن الأغاني الشعبية أو الادب الشعبي عموما هو المنتج الغنائي في الأقاليم والنجوع والقري المصرية . الذي يكون مجهول المؤلف ويعبر عن اللاشعور الجمعي لجماعة محددة تكون هذه الأغنية تعبيرا صادقا عن وجدان الشعب مثل السيرة الهلالية , مثل المنشد الصوفي الراحل أحمد التوني , مثل محمد العجوز ورشاد في أسوان مثل خضرة محمد خضر مثل مئات المطربين والمطربات الشعبيين الذين ليس لهم علاقة لا بأحمد عدوية ولا محمد الصغير .. ويستطرد خضر قائلا الادب الشعبي لابد ان يكون معبرا عن اللاشعور الجمعي ويعبر عن وجدان الشعب ليس مثل اغاني» عليا الطرب بالتلاتة ولا العنب العنب « ثانيا النص دائما لا يكون حديثا بل به درجة من التقادم تجعله يتوارث ويصبح ملكا للشعوب تحذف منه وتضيف اليه كيفما يتراءي لها وعلي درجة من الانتشار والذيوع .فمثلا « ادحرج وأجري يارمان « سنجد انها ليس لها مؤلف ولكنها منتشرة في جميع المحافظات مع اختلاف طفيف في الشطرات او الأبيات او الفقرات . وابرز مثال لتأثر المبدعين بالأدب الشعبي هو المطرب محمد منير فأغنية « نعناع الجنينة « هذه اغنية فلكلورية أجري عليها اعادة توزيع موسيقي ليس الا . وكذلك هناك مؤلفون يستلهمون من الأغنية الشعبية وإعادة توظيفها