يا فنانتنا المبدعة عذراً فأنا ما قصرت في الرد علي هذه الإعلامية التي سألتك إذا ما كنت تخجلين من أن جدك كان يهوديا. عذراً فقد تخيلت أنها قد تعتذر عن سؤالها الذي لا يلتزم لا بسماحة الإسلام (كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله») .."البقرة" ولا بالوطنية، حيث يتحول الأفراد من مجرد أفراد إلي مواطنين يلتزمون بالوطن والوطنية وبالمواطنة. ونسيت أن العقلاء وحدهم والاقوياء وحدهم هم الذين يعتذرون إن وقعوا في خطأ. أما غيرهم فلا. عذراًَ فقد تصورت أصحاب هذا الدكان الإعلامي قد يستشعرون بعضاً من وعي أو من خلق أو من وطنية فيزجرون هذه الدعية ولكنهم لم يفعلوا. عذراً فإذا أدان النقيب المحترم والمفكر الليبرالي مكرم محمد أحمد موقف هذه المسماة بالإعلامية، فإن أحداً من أعضاء مجلس النقابة لم يشاركه لأن بعضهم متأسلم وبعضهم الآخر علي عتبات التأسلم والآخرين لا يهتمون. عذراً إذا تأخرت، فقد أحسنت النوايا فيمن لا يستحقون. وكان علي أن أكتب وإن متأخراً. وفيما أحاول البدء ألح علي شعر لحافظ إبراهيم: فكم فيك يا مصر من مضحكات كما قال فيك ابو الطيب يحارب فيك الاديب الاريب ويكرم فيك الجهول الغبي وها نحن في زمن يتسيد فيه الجهول الغبي وبيت شعر آخر: الهي كم يظلم العقل عاقلا وكم عاش بالجهل الهني جهول! ويتسلط علينا التخلف والجهل والتأسلم ليتطاول علي رجل ظلمه عقله وتعقله ووطنه ووطنيته، ظلمه إذ ساقه إلي نضال مرير من أجل شعب مصر وانتهي به إلي سجن أشد مرارة. ودفعه وهو اليهودي المصري إلي أن يكون مصريا حقا فيعادي الصهيونية ويعادي دولة إسرائيل ويدين جرائم اسرائيل والصهيونية ويخوض في الوقت ذاته معركة الدفاع عن الفقراء والعمال والفلاحين، متمسكا بمبدأ لم يحد عنه ولم يكف عن التضحية في سبيله حتي آخر قطرات الحياة. عزيزتي بسمة من حقك أن تتباهي بأنك ابنة أم تخوض وباخلاص معارك الدفاع عن حقوق المرأة وأب يكرس قلمه وكتابته دفاعاً عن الوطن والناس . لكن من واجبك أن تتباهي وبافتخار بأنك حفيدة المناضل المصري الشجاع يوسف درويش، الذي عاش طوال حياته مخلصا ومضحيا في سبيل وطنه وفقراء شعبه . واجبك أن تتباهي به وواجبنا جميعا أن نتباهي به وبتاريخه ونضاله ومصريته ووطنيته. أما أفاعي التأسلم ودعاة الجهل الجهول، فمن حقهم أن ينعموا بجهلهم وجهالتهم.