تناول الأدباء والشعراء المصريون والعرب نصر أكتوبر المجيد في أعمالهم الإبداعية المتنوعة مبينين قيمة الانتصار، ودوره في رفع الحالة المعنوية للشعب الذي أحس باستراداد كرامته بعد عودة أراضيه المغتصبة، فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، على حد تعبير الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. من القصائد المهمة التي أرَّخت للحدث قصيدة "رسالتان" للشاعر صلاح عبد الصبور، والتي يحمل عنوان رسالتها الأولى: "إلى أول جندي رفع العلم في سيناء" والتي يقول فيها: تمليناك حين أهل فوق الشاشة البيضاء وجهك يلثم العلما وترفعه يداك لكي يلحق مدار الشمس حر الخفق مقتحما وكان الوجه مبتسما ولكن هذا الوجه يظهر ثم يستخفي ولم ألمح سوى بسمتك الزهراء ولم تعلن الشاشة لنا نعتا لك ولا اسما ولكن كيف كان يسعك اسم يحتويك وأنت في لحظتك العظمى تحولت إلى معنى، كمعنى الخير معنى الحب، معنى المجد، معنى النور معنى القدرة الأسمى. وفي قصيدتها ترصد الشاعرة روحية القليني إحساس أم المقاتل على الجبهة، في قصيدتها "أم البطل" حيث تقول: أحضن المذياع يا ابني طول يومي كي يجيب بدموع القلب أدعو لك بالنصر القريب أسأل المذياع هلا من بيان عاجل يعلن الأنباء عن نصر مبين لا يغيب وعن الأبطال أبنائي بساحات الوغى لا يهابون المنايا لا يخافون الخطوب قد رواك النيل من صفو المعاني عزة وحبتك الأرض أقداما بواديك الخصيب عبر الماء جريئا في اقتحام جارف وأذاب الوهم (بارليف) وآكام الكئيب وسعى للنصر في سيناء مزهو الخطى يصرع الأعداء بالحرب ولا يخشى اللهيب تحية للعلم أما الشاعر محمد إبراهيم أبوسنة فيؤكد في قصيدته "خفقة العلم" على قيمة الفداء التي اتسم بها الشعب المصري وقت الحرب والتضحية بالغالي والثمين من أجل استرداد الأرض، فنراه يقول مخاطبا العلم المصري: أفديك يا سيناء وزغردت في قلبها السماء وانهمر الجنود يسابقون الريح والأحلام يقبلون كل ذرة من الرمال وترسم الدماء خرائط النهار والمساء على صحائف التاريخ والجبال في الماء كانت النجوم تعبر القناة وفي الرمال قالت المدرعات لا وفي ذؤابات الشجر ابتسم الحمام ثم فك قيده وطار للسحاب وفوق صخرة عالية الإباء رفرف أيها العلم. وفي قصيدته "وخرجت مصر عن صمتها" يتحدث الشاعر فاروق جويدة متمثلا صوت مصر المنتصرة التي تباهي العالم بنصرها ومجدها وبطولات شعبها التي لا تنتهي، فيقول: أنا مصر يا تاريخ منطلق الحضارة أنا مصر يا تاريخ في الدنيا منارة أنا قلعة الأمجاد في كل العصور العزم في الأحشاء عاش وظل في روحي يثور في كل جزء من ترابي تنبت الأرض النسور في كل جزء من ترابي تنبت الأرض الزهور. رواية الحرب وقد ظهرت بعض الروايات الخاصة بحرب أكتوبر مثل رواية "الحرب في بر مصر" ليوسف القعيد والتي تحولت إلى فيلم سينمائي، هو "المواطن مصري"، وكذلك رواية "نوبة رجوع" للروائي محمود الورداني ورواية "الرفاعي" للروائي جمال الغيطاني، ورواية "السمان يهاجر شرقا" للسيد نجم، ورواية "سرابيوم" لمحمود عرفات، ورواية رأس العش" لعبد العزيز موافي، كما ظهرت في عدد من القصص للأدباء محمد عبد الله الهادي وأحمد محمد عبده وحسن علبة ومأمون الحجاجي وعبد الحميد البسيوني وقاسم مسعد عليوة. ومن أهم الروايات في هذا الإطار رواية "إنهم يقيمون المتاريس" والتي صور فيها الكاتب مأساة حرب 1967، في حين جاءت رواية "الرفاعي" لجمال الغيطاني لترصد قصة حياة الشهيد "إبراهيم الرفاعي" مؤسس المجموعة 39 صاعقة، والتي قامت بتنفيذ مجموعة من العمليات البطولية حتى تم استشهاده في الأيام الأولى لحرب أكتوبر 1973م. أغاني النصر وفي مجال الأغنية ظهرت عشرات الأغنيات التي واكبت انتصار أكتوبر، من أولها أغنية "بسم الله" من كلمات عبد الرحيم منصور وتلحين بليغ حمدي الذي تفاعل مع النصر وقرر تنفيذ الأغنية فاصطحب الفنانة وردة إلى مبنى الإذاعة المصرية وبالفعل تم تنفيذ الأغنية رغم الصعوبات التي واجهها ومحاولة عامل المبني منع دخوله، وبعدها جاءت أغنية "وأنا ع الربابة بغني" من كلمات عبد الرحيم منصور وألحان بليغ حمدي وغناء وردة، ثم جاءت أغنية "عاش" غناء عبد الحليم حافظ وكلمات محمد حمزة وألحان بليغ حمدي، ثم جاءت أغنية "عبرنا الهزيمة مصر يا عظيمة" غناء شادية كلمات عبد الرحيم منصور وألحان بليغ حمدي. ومن الأغنيات المهمة في هذا الإطار أغنية "أم البطل" لشريفة فاضل والتي غنتها لابنها أحد شهداء حرب أكتوبر المجيدة. وفي الفن الشكيلي عبر كثير من الفنانين التشكيليين عن الحرب فتناول الفنان "السجيني" حرب أكتوبر في منحوتاته المهمة وربما يكون تمثاله عن العبور هو أهم المنحوتات التي صورت بطولات الحرب، كما ظهرت الحرب في كثير من رسومات الفنان أحمد نوار أحد مقاتلي هذه الحرب. كما ظهرت تجليات النصر المبارك في لوحات عز الدين نجيب وحامد عويس وتحية حليم وإنجي أفلاطون وغيرهم.