يتميز معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام بكثرة الكتب المعروضة مع زيادة عدد الناشرين من مصر والعالم، وقد عملت الهيئة المصرية العامة للكتاب، المنظمة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، على تنفيذ توجيهات الدولة المصرية الثقافية، في صناعة النشر، والتزامًا بمراعاة أقصى درجات الجودة حتى يظهر المعرض هذا العام في المشهدين المحلي والدولي المشرف الذي يليق بمكانة مصر الدولية. وتشهد الدورة ال 54، زيادة في عدد دور النشر المشاركة هذا العام، لموافقة الهيئة على مشاركة جميع دور النشر التي تقدمت للاشتراك في المعرض، فضلًا عن تخصيص جناح في المعرض لدور النشر الصغيرة التي ليس لها إصدارات تناسب الاشتراك في معرض الكتاب 2023، وذلك تأكيدًا لدعم صناعة النشر.ويتميز المعرض هذا العام بحسن التنظيم في قاعاته المختلفة. والتي جهز لاستقبال دور النشر المصرية والعربية لتقدم لجمهورها من القراء إصداراتهم الجديدة من الكتب والمجلات والمطبوعات المختلفة. يأتي المعرض هذا العام في ظل تخوفات كبيرة من القراء بسبب ارتفاعات متوقعة في أسعار الكتب نظرا لارتفاع سعر الورق، ومع ذلك شهد المعرض حضورا قويا. وأقيمت في المعرض مجموعة من الندوات المهمة، منها عدد من الندوات التي تتمحور حول عميد الأدب العربي منها منهجية طه حسين، وقضايا الهوية، فضلا عن عدد من الندوات حول كل من شخصيتي المعرض صلاح جاهين وكامل كيلاني منها صلاح جاهين ودوره في شعر العامية، ومسرح الطفل في أعماله، صلاح جاهين وفن الكاريكاتير، فضلا عن أغانيه الوطنية، وأدب كامل كيلاني، وكذلك الأدب النسوي العربي.. إلى أين؟ وندوة عن د.صلاح فضل، وندوات عن مستقبل صناعة النشر في العالم العربي. كما أقيمت بالقاعة الدولية مجموعة من الندوات الفكرية والفنية لضيف الشرف المملكة الأردنية الهاشمية، من بينها ندوة العلاقات السياسية والدبلوماسية الأردنية المصرية، والأدب في روسيا مستقبل صناعة النشر في عالم ما بعد كورونا وغيرها. وهناك أيضا محور بعنوان "نحن والصناعات الثقافية، ونحن والتراث، ونحن والذكاء الاصطناعي، نحن والفنون، وغيرها. ومن ضمن الندوات أيضا لقاءات فكرية متنوعة منها لقاء مع الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف، والشاعر فاروق جويدة والفنانة يسرا، والشيخ ياسين التهامي.وأمسية خاصة للشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي. إصدارات متنوعة وقد حرصت كل دار نشر مشاركة فى معرض القاهرة للكتاب أن تقدم مجموعة من الأعمال الأدبية المختلفة التى تتناسب مع أذواق عشاق ومحبي القراءة المختلفة، فنرى فى معرض الكتاب أعمال فى الأدب والفن، السياسة والفكر والاقتصاد وغيره. وشهد المعرض صدور رواية "الكبرياء الصيني" للمخرج السينمائي خيري بشارة عن دار الشروق، وهي العمل الروائي الأول لبشارة في عالم الكتابة الأدبية. بعد تجارب سينمائية وتليفزيونية متنوعة ومتميزة. جدير بالذكر أن خيري بشارة من أكثر المخرجين الذين حولوا أعمالا روائية إلى أعمال فنية، مثل "الطوق والاسورة "عن رواية يحي الطاهر عبدالله ، "رغبة متوحشة"، ومسلسل بنت اسمها ذات،عن رواية صنع الله إبراهيم، أو حتى الاشتراك مع روائيين في كتابة أفلامه مثل تجربة محمد المنسي قنديل في كتابة فيلم آيس كريم في جليم. تدور أحداث رواية خيري بشارة بين ثقافتين مختلفتين حيث بطل الرواية شاب صيني فقير الحال يهرب من قريته الصينية ويختار مصر للعيش فيها وبدء حياته، في سرد أدبي أقرب لتتبع رحلة صعود تبدأ في الصين وتنتهي في مصر. وقررت الهيئة العامة للكتاب، طباعة أشعار صلاح جاهين، في مجلد كامل يشمل ستة دواوين شعرية، وهي: قصاقيص ورق – أوراق سبتمبرية – كلمة سلام – موال عشان القنال – القمر والطين – رباعيات صلاح جاهين»، كما تجري طباعة باقي الأعمال التي نفدت في كتب منفردة. ويشارك الكاتب والأديب الكبير إبراهيم عبد المجيد فى معرض القاهرة للكتاب بعملين جديدين الأول كتاب " البيان الأخير ضد فيلم أحب الغلط " والصادر عن بيت الياسمين للنشر، والذى كتب على ظهر غلافه " أجد نفسي يائسا لكنني فجأة أضحك وأنا أتذكر سنة 1968 حين كنا في منظمة الشباب، وفي دورة من دوراتها الثقافية كنا في معسكر في حلوان منقسمين إلى مجموعات، وجاء إلينا باحث اجتماعي يناقش معنا شعاراتنا في الحياة. كان معنا ولد نحيل لا يزيد وزنه عن 50 كجم سأله عن شعاره في الحياة فقال له" الغلط" طبعا احنا بلمنا ومسكنا نفسنا من الضحك. سأله الباحث " يعني إيه؟" فالولد قال له "يافندم الدولة رافعة شعار التجربة والخطأ في كل اللي بتعمله. ليه انا اجرب واتعب علشان أوصل للخطأ. أنا أروح للخطأ على طول. أنا احب الغلط.." أما الكتاب الثانى فهو " حامل الصحف القديمة " والصادر عن دار الشروق، وعلق عليه الكاتب على حسابه بموقع التغريدات "تويتر" قائلا: " إنه انتهى من الرواية منذ عام تقريبا، قبل سفره إلى الخارج وبداية رحلة العلاج، مضيفا: "كنت ناسيها والله وكل ما أفتكرها أنساها، إلى أن أرسلتها لدار الشروق لكي أتخلص من النسيان". فى طبعة جديدة وغلاف جديد أيضا، يشارك الكاتب أشرف العشماوى فى معرض الكتاب 2023، بروايته " جمعية سرية للمواطنين " والصادرة عن الدار المصرية اللبنانية. تدور أحداث الرواية في إطار من المفارقة الفنية فأبطال هذه الرواية شخصيات غير تقليدية لكننا نصادفها كل يوم، يعيشون في المسافة الفاصلة بين الحقيقة والخيال، ظلوا صامتين حتى فك المؤلف عقدة لسانهم ليحكوا ما أرهقهم كتمانه عبر سنوات طويلة، ما أوجعهم وما أسعدهم، أحلامهم التي لا تحتاج إلى تفسير وطموحاتهم التي لا تُكلف الكثير. في روايته الجديدة يطرح أشرف العشماوي أسئلة مهمة حول قيمة الحقيقة وقوة تأثير الزيف على مواطنين مهمشين يحاولون الحياة. الرواية الأفريقية وصدر عن المجلس الأعلى للثقافة كتاب "أساليب السرد في الرواية الأفريقية" للناقد د. محمد السيد إسماعيل، وتناول الكتاب البعد السياسي وتأثيره على الرواية الأفريقية، فيرى المؤلف أن الفكرة السياسية اتخذت حيزا كبيرا في الرواية، خاصة رواية "ابنة بيرجر" لنادين جورديمر، فقضية الرواية الرئيسية هي محاربة نظام "الأبارتهايد"- وهذا ما يميز كتابات "نادين جورديمر" عموما فهي -على حد تعبير محمد السيد إسماعيل-: "كاتبة تعيش داخل آتون النار منذ بدأت علاقتها بالإبداع حتى الآن، سنوات طويلة تصدت فيها بقلمها لكل ما يدور في جنوب أفريقيا من قوانين تعسف عنصري، فهناك نظام الأبارتهايد حيث يعيش الأبيض في أماكن بعيدة تماما عن الزنوج، وهو نظام غير موجود إلا في جنوب أفريقيا". وتلعب الرواية على فكرة التنامي والتصاعد الدرامي عبر تحولات الشخصية الرئيسية "روزا" من خلال استخدام "جورديمر" للبنية الدائرية في الرواية. التي تبدأ حياتها في جنوب أفريقيا ثم تنتقل بعد كمعاناة شديدة إلى فرنسا، ثم تعود بعد رحلة حياتية ونفسية قاسية أيضا إلى مكانها الأول في "جوهانسبرج". وقد أجاد محمد السيد إسماعيل في تحليل الرواية مع بيان "أسلوب البنية الدرامية"، مبينا تمايزها عبر التشكيل الجمالي، وليس فقط انحيازها لشكل الرواية السياسية. ولأن الرواية الأفريقية جاءت في أحد تجلياتها، خطابا موازيا ومضادا في نفس الوقت للخطاب الاستعماري الذي سيطر على القارة لسنوات طويلة، والقائم على الفكرة العنصرية، وعلى فرض السيطرة، لذلك يرى د. محمد السيد إسماعيل في كتابه أن بعض الروايات الأفريقية قامت على "أسلوب البنية الحجاجية" متخذا من رواية "أشياء تتداعى" لتشنوا أتشيبي نموذخا تحليليا، والتي كتبها معارضة لرواية قلب الظلام" لجوزيف كونراد، فقد ذكر "أتشيبي" أنه كتب روايته ردا عليها. كما أنه استقى عنوان روايته من مقطع شعري من قصيدة للشاعر الأيرلندي"وليم بتلر يتس" يقول فيه: "يدور الصقر في دوامات رحبة ويدور/ لا يسمع نداء صاحبه/ أشياء تتداعى/ المركز يفقد السيطرة/ فوضى عارمة تجتاح أنحاء العالم". ويرى محمد السيد إسماعيل أن "أتشيبي" يحقق في اقتباسه هذا سمة مميزة للكتاب الأفارقة المعاصرين، وهي "التعامل مع التراث الغربي" بنظرة إنسانية بعيدة عن النظرة العنصرية. كما يعزز فكرة "حجاجية الرواية" أن خطابها موجه للغرب، فالراوي لا يقدم شخصية بعينها في الرواية بل يقدم مجتمعا بأكمله بمعتقداته وموروثه الشعبي وتطلعاته المستقبلية أيضا. كما يرصد د. محمد السيد إسماعيل بعض ملامح الرواية التاريخية من خلال قراءة رواية "نصف شمس صفراء" للكاتبة النيجيرية "شماندا انجوزي أديتشي"، وهو يطلق على هذه الرواية "رواية تأريخية، والتي تنطلق من أحداث وقعت تاريخيا بالفعل لكن يتم إدخال العنصر الموضوعي بها ،، فتبدأ أحداث الرواية من الحرب الأهلية النيجيرية- البيافرية التي استمرت ثلاث سنوات حتى اعلان جمهورية بيافرا واتخذها لعلامة نصف شمس صفراء شعارا وعلما لها، وتأخذنا الرواية إلى أبعاد ذاتية فبطلة الرواية مات جداها في الحرب وسمعت عن تلك الحرب من جدتيها اللتين حكتا لها عن أهوال تلك الحرب. كما صدرت رواية "كل يوم تقريبًا"عن دار المحروسة، ويلعب فيها محمد عبدالنبي بألعاب الخيال والأشباح الأدبية، حيث بطل الرواية الذي يملك مشروعًا أدبيًا لكنه لا يكمله، ومن هنا تتسلل أشباحه اليومية التي تكمل له كتابة هذا المشروع. وتأتي هذه الرواية بعد روايته "في غرفة العنكبوت" والتي وصلت للقائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية. كما صدرت عن دار الكتب خان للكاتب محمد خير مجموعة قصصية بعنوان" تمشية قصيرة مع لولو" كما صدر عن دار صفصافة للنشر كتاب حدث في شارع الصحافة: أوراق ومعارك – للكاتب شهدي عطية و يتضمن الكتاب فصولاً متفرقة تحوي عددًا من المعارك الشرسة والمواقف الفارقة في أرشيف الصحافة في مصر، هذا الرصد التاريخي يكشف عن آليات تعامل الصحافة مع قضايا اجتماعية مهمة، كما يقدم قراءة تاريخية لعدد من المعارك الصحافية خاضها سلامة موسى وعبدالقادر المازني ودرية شفيق ومحمد التابعي والشيخ الباقوري وأبو العيون وموسى صبري وعلي أمين، وآخرين، وهي وثيقة مهمة تطلعنا على كواليس الصحافة المصرية في محطات تاريخية مختلفة. يشارك الكاتب والروائى عادل عصمت فى معرض الكتاب 2023، بالمجموعة القصصية " أيام عادية " والصادرة عن دار الكتب خان للنشر والتوزيع، حكايات عن الناس وحياتهم، بقدرات تصويرية تجعل القراء سُمّار ليل حول حطب مشتعل، زادُهم الخيال والدفء وتلك التفاصيل الحميمة التي تقف درعًا أمام الوحدة القاتلة. عن دار المحروسة للنشر صدرت رواية "النهايات السعيدة" لأحمد ناجي. وفي جناح أخبار اليوم تعرض كتب مصطفى محمود ومصطفى أمين وكذلك كتاب "سنوات الخماسين لياسر رزق. أما الكاتب عزت القمحاوي في كتابه الجديد"الطاهي يقتل الكاتب ينتحر" الصادر عن الدار المصرية اللبنانية، فيقدم لنا تجربة جديدة في كتاباته السردية. أما المفكر د.محمد أبو الغار يقدم للقراء بحثًا تاريخيًا مهمًا عن قضية مظلمة في تاريخ الفلاحين المصريين أثناء الحرب العالمية الأولى من خلال كتابه "الفيلق المصري" والصادر عن دار الشروق. كما يصادف الذاهب للمعرض مجموعة من كتب تحقيق التراث منها سيرة الملك سيف بن ذي يزن، تم التحقيق بواسطة عمرو عبد العزيز منير، دار أفيروس للنشر والتوزيع. وسيرة فارس العراق، تمت الدراسة والتحقيق بواسطة عمرو عبد العزيز منير، دار أفيروس للنشر والتوزيع. ترجمات أدبية ومن الكتب المترجمة ديفيد كوبر فيلد، تشارلز ديكنز، تمت الترجمة بواسطة زينب محمد عبد الحميد، دار آفاق للنشر والتوزيع فيزياء الكم والمعرفة الإنسانية لنيلز بور، تمت الترجمة بواسطة مصطفي العدوي، دار آفاق للنشر والتوزيع. وعن دار الشروق صدرت ترجمة لرواية "ليالي الوباء" للكاتب التركي أورهان باموق والتي يعود فيها إلى أيام حكم السلطان عبدالحميد في ربيع عام 1901، وهي السنة التي ظهرت فيها بوادر وباء الطاعون. تتبع الرواية أبطال هم جنود مجهولة في الحجر الصحي الذي واجه المصابين بالطاعون كأنهم أطباء في ساحة حرب. إنها رواية عن الحب القوي والموت المخيف، وقد قام بالترجمة جهاد الأماسي. أما دار العين فتشارك بمجموعة من الكتب والروايات والمجموعات القصصية منها المجموعة القصصية "الليلة الأولى من دونك" للكاتبة أريج جمال. كما يوجد مجموعة كتب تعليمية للأطفال دون السادسة ولطلاب المدارس من كتب تفاعلية وأدوات مدرسية. وقد شهد المعرض تخفيضات على الكتب بنسب مختلفة، تتراوح بين 15% إلى 30% وحتى أكثر من 70%، في بعض دور النشر، مما يسهل كذلك شراء ما يريده الجمهور خلال أيام المعرض. وتعمل الهيئة المصرية العامة للكتاب، المنظمة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، على تنفيذ توجيهات الدولة المصرية الثقافية، في صناعة النشر، والتزامًا بمراعاة أقصى درجات الجودة حتى يظهر المعرض هذا العام في المشهد المحلي والدولي المشرف الذي يليق بمكانة مصر الدولية.