تابعت مثل آخرين الجدل الدائر حول اختفاء الفنان المصرية آمال ماهر وما شاب هذا من شكوك وتكهنات تتعلق بعلاقتها القديمة بثرى عربي شهير هو أيضا مسؤول عن ملف حيوي في دولة شقيقة . وفى البداية أحب أن أُذَكِر بعدة حقائق … أولا : أنا من الذين يرون أن الفنانة "آمال ماهر" قد ساهمت بيدها وعبر اختياراتها المرتبكة في مراحل حياتها في الوصول لذلك الوضع "المخجل " الذى لا تحسد عليه . وأنها لم تَصن موهبتها النضرة والاستثنائية بالقدر الكافي وأنها خذلت كل من منها لقب أم كلثوم العصر لأن سيدة الغناء العربي لم تكن مجرد صوت فذ لا مثيل له لكنها وفى المقام الأول كانت تدرك قيمة فنها وقيمة وطنها وبالتالي تعاملت وفقا لهذا وذات بينما خالفت "آمال ماهر " للأسف كل هذا ثانيا : تعرضت آمال ماهر لعمليه اغتيال فنى لم يسبق لها مثيل حين منعت كل أعمالها وحُرِمت من الغناء تماماً وغيبت عن عمد وغيب فنها الذى هو ملك للناس بعيداً عن ما يقال من حقوق الملكية الفكرية التي لا تجيز لأحد حرمان أمة من جزء من فنها مهما كانت الأسباب ولنا في تجربة الشيخ صالح كامل مثالاً حين قام بشراء تراث السينما المصرية لم يقدم على منع عرضه لا هو ولا غير فالنون حق الشعوب وملك الأمم . تعرضت آمال ماهر لعمليه اغتيال فنى تحت سمع وبصر كل المؤسسات الفنية وفى مقدمتها نقابة الموسيقيين في عهد "امير الأخلاق الحميدة "هانى شاكر الذى لم يجرؤ هو ومجلس المبجل على النطق بكلمة حق واحدة وهم يرون دماء الفن المصري تسيل وكرامة الأخت الكبرى تهدر .. لكن يبدو أن أزمة مطربى المهرجانات كانت الأهم لدى النقيب الهمام وأن فتحتات فساتين المطربات شغلت راعى الأخلاق القويمة أكثر من جريمة مكتملة الأركان ضحيتها فنانة مصرية . ثالثاً : وجب علينا أن نتذكر موقف لم يمر عليه الكثير وهو الأزمة الشهيرة التي نشبت بين الفنان محمد صبحى وبين الشيخ تركى آل شيخ وكان موقف الرأي العام – في معظمة – داعما لصبحى رغم تحفظات البعض إلا أن نقابة الممثلين أصدرت بيانا وبئس البيانات وخيم الصمت على الجميع باستثناء الفنان " باسم سمرة" الذى أعلن دعمة لصبحى فانهالت عليه العقوبات للحد الذى بالغ بعدها في الاعتذار عما فعل وكأنه توضأ باللبن والعياذ بالله كانت العقوبات قاسية على "سمرة " طالبت مستقبله الفني .. كل هذا والجماعة الفنية تتابع وتترقب في صمت مريب وفى ظل كل هذا خرجت علينا القوات المسلحة المصرية لتعلن تكريمها للفنان المصري محمد صبحى مما يعتبر رسالة دعم وبالإضافة إلى ذلك أعلنت الشركة المتحدة للإنتاج الفني عن تعاقدها مع النجم المصري لتقديم عدد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية والآن طفت أزمة آمال ماهر على السطح ولأن قوة مصر الناعمة في حالة استهداف قصوى من جانب أطراف خارجية يدعمها ويساعدها أصحاب المصلحة من الداخل فإنني لأ أنظر إلى أزمة آمال ماهر بشكل منفصل عن هذا السياق فهل هناك محاولات لإضعاف الفن والثقافة المصرية …. أعتقد نعم وهل تدرك الدولة … أو أطراف منها تلك المحاولات … أعتقد نعم ولهذا كانت خطوة تكريم صبحى ولهذا خرجت آمال ماهر وهى منهكة ومريضة عشية الاحتفال بثورة 30 يونيو وكأنها رسالة مقصودة المعنى والتوقيت وأخيرا لأ أعتقد أن استقالة هاني شاكر من موقعة بعيدة عن أزمة آمال ماهر خاصة وأن النقابة دخلت على الخط عبر بيان مثير للسخرية حين أعلنت "أنها تواصلت مع أسرة الفنانة وتأكدت أنها بخير " هذا ما دفع الناس للتساؤل بسخرية "طب فين آمال يا هاني ؟ وليه الأخت نادية مصطفى مكلمتهاش ؟ بعد هذا حدثت مشاجرة بين " حسن شاكوش "و شعبة الإيقاع بقيادة الفنان "سعيد ارتست" وهذا أمر عادى ويتكرر كل يوم ومنذ تولى أمير الفضيلة نقابة الموسيقيين وهى على هذا الحال . إذن لماذا استقال الأمير وبالثلاثة؟ السر هو آمال ماهر وأظن ولدى قدر كبير من الثقة في أن "هاني شاكر" لم ينجح خلال ولايته في حماية الموسيقى المصرية ولا الموسيقيين من هجمة شرسة يتعرض لها الفن المصري من الخارج وبدعم أطراف من الداخل وأن أزمة آمال ماهر وضعته في حرج شديد وكشفت عن هشاشة وضعف إرادة النقابة . أخيرا تذكروا أن تلك المحاولات قد بدأت في ساحات كرة القدم لكن جمهور الدرجة الثالثة الواعي استشعر الخطر وقاد حملة تصفيه معنوية أجبرت الجميع على التراجع والفرار في النهاية الانشغال بأزمة آمال ماهر ليس لأنها مطربة تمتلك موهبة عظيمة أهدرتها بالأخطاء الكبرى لكن لأن القضية تمثل – من وجهة نظري – حالة كاشفة لصراع قائم ومرشح للاستمرار .