بقلم عاطف المغاورى: يأتى علينا يوم الثامن من ابريل/نيسان ليعيد الى الذاكرة جرائم لاتنسى للعدوالصهيوامريكى، والتى لم يعاقب عليها،بل مازال مستمرا فى سجله الاجرامى من عنصريته الصهيونية التى يدعى بموجبها أنه شعب الله المختار،والذى بنى مقولته الضالة والمضللة(شعب بلا ارض لأرض بلا شعب)،وتدعمه كافة التيارات والقوى المتصهينة،والتى تردد ذات الخطاب العنصرى ،وتتماهى معه من خلال سياساته وأجراءاته لاقامة دولته اليهودية النقية،والتى تمارس كل انواع سياسات الفصل العنصرى سواءمن خلال جدارالعار(جدارالفصل العنصرى)وتقطيع اوصال الاراضى الفلسطينية ليعيش الشعب الفلسطينى بين كانتونات،ومعازل بالاضافة الى ممارسة كل انواع الحصار،والعقوبات،والهدم ،والقتل، والاعتقال،مع ممارسة كل انواع البلطجة والاجرام الصهيونى ضد الشعب العربى فى دول الجوارسواءفى العراق،سورية،لبنان. ويأتى يوم الثامن من ابريل/نيسان كقاسم مشترك على مدى بداية الصراع مع الاجرام الصهيونى المدعوم من قبل القوى الاستعمارية الغربية،والتى ساندت،ومهددت بل واعترفت بالكيان الصهيونى فور اعلانه فى مايو1948. ففى 8 ابريل/نيسان1948 ارتكبت العصابات الصهيونية مذبحة دير ياسين،وبحق الشعب الفلسطينى لنشرالدمار،والفزع،والارهاب بهدف تفريغ الاراضى الفلسطينية من ابناءها تمهيدا لأقامة الكيان المزعوم،وتتمكن العصابات الاجرامية وبدعم من القوى الاستعمارية وتخاذل الموقف العربى الذى لم يحول دون تنفيذ المخطط الذى من جرائه تم تشريد الشعب الفلسطينى الى اللجوء والشتات منذ73 عاما،ومازالت الجريمة ماثلة.بل جاءت الايام بما يزيد من وقع الجريمة عندما يحصل على المكانة الدولية ويمنحوا جوائز السلام. وقبل ان يمضى (22)عاما هلى النكبةالجريمة الام،ومذبحة ديرياسين ترتكب الألة الحربية الصهيونية للدولة الغاصبة للحق الفلسطينى..عندما أغارات الطائرات الفانتوم الامريكية التى تحمل نجمة داؤد فى الثامن من ابريل/نيسان1970على مدرسة بحر البقر الابتدائية،والتى انشئت حديثا بثلاثة فصول(الاول،الثانى،الثالث) فى احدى الابنية التابعة للجهاز التنفيذى لقطاع صان الحجر(احد مؤسسات الاصلاح الزراعى)والذى يضم 45 الف فدان اراضى مستصلحة حديثا،وسلمت للمنتفعين سنة1968بطلب على عرضحال دمغة فقط،واستشهد فى هذة الجريمة19تلميذا،13من العاملين بغير الاصابات التى اورثت العجز الدائم للمصابين،وجاءت الجريمة لتلحق بسابقتها التى ارتكبت قبلها بأقل من شهرين عندما اغارت نفس الطائرات يوم السابع عشر لشهر فبراير/شباط1970على عمال ابو زعبل اثناء تبادل الورادى صباح ذات اليوم،ومن بعد ذلك على مجمع الالومنيوم بنجع حماد بجنوب مصر، وكل ذلك فى محاولة للنيل من صلابة الجبهة الداخلية وتماسكها خلف قواتها المسلحة التى تخوض حرب الاستنزاف على خطوط المواجهة بمنطقة القناة،والتى اذاقت قوات العدو مرارة الألم والاحساس بالهزيمة بعد نشوة النصر الزائف فى الخامس من يونيو/حزيران1967. ويكتمل سجل الجرائم للعدو الصهيوامريكى وتأتى من قبل الراعى الحصرى للأجرام الصهيونى الولاياتالمتحدةالامريكية،وذلك من خلال ضرب وتدمير كل مراكز القوى العربية التى تمثل تهديدا ولو محتملا للعدو الصهيونى.حيث تحرص الادارة الامريكية على التفوق العسكرى للكيان الصهيونى من فى مواجهة كافة الدول العربية من جانب آخر،وقد كان حصار وتدمير العراق ثم العدوان عليه فى 19مارس/آذار2003.حتى كان يوم التاسع من ابريل/نيسان حيث تمكنت القوات الامريكية والمتحالفة معها من دخول بغداد للإحتلالها بعد صمود اسطورى استمر لما يقارب ثلاثة اسابيع رغم بشاعة الحرب التى تعرض لها الشعب العراقى اعلاميا،ونفسيا،وعسكريا حيث كان يوم الثامن من ابريل/نيسان وهو اليوم السابق على احتلال بغداد ،والذى شهد استخدام كل انواع الاسلحة فتكا وتدمىراوخاصة فى محيط مطاربغداد،وبعد تدميرالمنصات العلامية فى محاولة لأخفاء الجريمة وطمس أدلتها ،وقد كان الهدف من هذة الجريمة هو تفريغ المحيط العربى ودول الطوق للعدو الصهيونى من كل القوى العربية التى تؤثر فى مجريات الصراع الذى تحرص الولاياتالمتحدة القيام به كما حدث اثناء الجولة العربية مع العدو الصهيونى حرب اكتوبر1973عندما تدخلت وبشكل مباشر للحيلولة دون الحاق الهزيمةبربيبتها اسرائيل،وحرمان القوى العربية على جبهتى سيناء والجولان من تحقيق المصالح العربية وتحرير الارض المحتلة من الكيان الصهيونى. وللحفاظ على ديمومة الصراع تأتى مهمة حماية الذاكرة الوطنية والقوميةمن الحفاظ على وعى الامة،وقدرتها على الصمود،وعدم التسليم او الاستسلام لكل دعاوى التطبيع،والتسليم بشروط العدو الذى لم يجنح للسلم كما يدعى البعض من مروجى الهزيمة لكسر ارادة الصمود لدى الامة،وتنفيذ مايخطط له من تمكين الكيان الصهيونى من الهيمنة والسيطرة على مقادير المنطقة،واقامة الدولة اليهودية النقية على قاعدة الصهيونية العنصرية. ان الثامن من ابريل/نيسان يؤكد على مدى التطابق والتماهى مع العدو الصهيونى من قبل الادارة الامريكية..منذ تصريح بلفور1917حتى قرار ترامب2017بأن القدس الموحدة عاصمة للكيان الصهيونى،والاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على الجولان العربى المحتل،ومؤخراوعد ترامب او خطة ترامب(صفقة القرن)والتى تستهدف تصفية القضية الفلسطينية،وشطب الحق الفلسطينى. وكما قيل فى اعقاب مذبحة بحر البقرانتهى الدرس لموا الكراريس،وكما اعلن الشعب المصرى فى اعقاب التوقيع على اول اتفاقية تنهى حالة الحرب بين الكيان الصهيونى واكبر دولة عربية(مصر)قاطعوا مغتصبى الارض وسفاحى ديرياسين وبحر البقر وقتلة ابناؤنا فى ابو زعبل،وجيل ورا جيل بنكرهك يااسرائيل،وفى 2003هتف الشعب المصرى فى الميادين (اللى يضرب فى بغداد بكرة يضرب فى الوراق)،ورفعت الشعارات ومنها(تدميرالعراق=اسرائيل الكبرى). هذا الربط الشعبى،والعبقرى الفطرى ذو الحس التاريجى،والوعى الجمعى الذى يستحيل معه النفى اوالتزيف بأن الادارة الامريكية ستظل عدو للمصالح العربية،وخصم لايخفى خصومته لمستقبل الامة العربية،وان الكيان الصهيونى هو رأس الحربةوالجسر لتنفيذ المخطط الصهيوامريكى لتدمير امكانيات وقدرات الامة،وتمزيقها الى كيانات متصارعة،واطلاق يد العدو الصهيونى لأغتصاب المزيد من الحقوق الفلسطينية.أن خطر الصهيونية اكثر خطورة من خطر وباء كورونا