الحل .. عاصمة جديدة لمصر د. عادل وديع فلسطين كان هذا العنوان لمقال لكاتب هذه السطور نشر في الأهالي يوم 5 ابريل 2006 وأعيد التذكرة به مرة أخرى وأهديه لهؤلاء المعارضين لهذا المشروع . جاء في هذا المقال : أصبحت مدينة القاهرة مدينة لا تصلح للإقامة .. الزحام في الشوارع وعلى الأرصفة ، طوابير السيارات تسير في مواكب بطيئة كأنها تشيع الزمن الجميل ، زمن الهدوء والراحة ، أما عن التلوث بسبب التكدس وعوادم السيارات فقد فاق كل معدلات الأمان خاصة من السيارات ذوات المواتير التي تنبعث منها غازات غير كاملة الاحتراق مثل أول أكسيد أكسيد الكربون السام والنيتروجين والرصاص ، ولنا أن نتصور تأثير هذه الملوثات على صحة الأطفال والكهول خاصة مرضى الجهاز التنفسي والربو . ولو أهتم المسئولون في السابق بالدراسات العلمية المستقبلية لكان الحال قد تغير ، فقد كان لابد من تقدير نسب الزيادة في عدد السكان والمركبات ، وتقنين تراخيص هذه المركبات بحيث تتلاءم مع القدرة الاستيعابية للشوارع والكباري ، وكان لابد من الحد في إقامة البنايات الشامخة وسط المدينة مثل بناية وزارة الاستثمار في طريق صلاح سالم ، وإقامة المولات المتلاصقة. وحول الحديث عن إخلاء مجمع التحرير فيطرح التساؤل عن الأماكن التي سيتم نقل المصالح والهيئات الحكومية إليها .. هل ستزرع في مدينة نصر أو المهندسين أو القاهرة الجديدة لتستمر الكارثة ؟ . وبعد أن وقعت الواقعة ووصلت القاهرة إلى هذا الحد من الاختناق فالحل الوحيد المتاح هو إنشاء عاصمة جديدة لمصر وقد سبقتنا في ذلك الدول التي أجتاحها الفيضان البشري وقامت بنقل العاصمة أو إقامة عاصمة بديلة تستوعب الأنشطة الرسمية كمجلس الوزراء والسفارات والمجالس النيابية ، مع تشييد مركز كبير للمؤتمرات الاقليمية والعالمية ويلحق به مطار خاص . ومن أمثلة الدول التي سارعت بإقامة عواصم جديدة : بنين ( بورتو نوفر ) العاصمة الرسمية وكوتونو مقر الحكومة . بوليفيا ( لاباز ) مقر الحكومة وسوكر مقر للقضاء والتشريع . كازخستان انتقلت الحكومة من الماتي إلى أستانا . نيجيريا انتقلت العاصة الرسمية لاجوس إلى أبوجا تنزانيا العاصمة دار السلام ونقلت إلى دودوما حيث انتقل إليها النشاط الحكومي والنيابي . ساحل العاج ياماد سكوكرو ، وهي العاصمة الرسمية لكن أبيوجا هو مركز التجارة والإدارة . جنوب افريقيا العاصمة بريتوريا لكن كيب تاون مقر التشريع وبلومو فونتين المركز القضائي . سيرلانكا العاصمة كولومبو وسري كوت مقر التشريع . سوازيلاند العاصمة ميابين ولوبامبا المقر الملكي والتشريعي . الغريب أن المشاكل التي تواجهنا معروفة وكذلك الحلول ، لكن هناك نوع من التراخي والتسويق وخلل في التنسيق والتخطيط . هل وضع القاهرة الان يريح المسئولين .. إنه بالتأكيد لا يرضي عدوا ولا حبيبا . كانت هذه هي المقالة بالحرف الواحد وكانت هذه رؤيتنا منذ خمسة عشر عاما.