كل يوم حدث فني مهم ،ولا أثر له علي شاشات التليفزيون،من مهرجان دار الاوبرا بالاسكندرية ودمنهور،الي مهرجان الموسيقي والغناء بالقلعة ،وقبله مهرجان المسرح القومي المصري ،ولا يخبرك تنبيه أو (برومو) واحد انهم سينقلون لنا هذا الحدث او ذاك،وايضا لايفاجئونك بهذا،وتظل تبحث في القنوات التي نقلت سابقا،القناة الثقافية ،والقناة الثانية ،قد تجد فقرة -بعد الافتتاح بساعات- من حفل الافتتاح نفسه،ولكن ليس الحدث بترتيبه وطقوسه،وتكريماته وفنونه فهل نتقدم أم نتأخر في تعاملنا مع ثرواتنا الناعمة ؟ ومع احداث ثقافية وفنية تقيمها الدولة نفسها من خلال وزارة الثقافة، وماتتبعها من مؤسسات مهمة وعريقة كالمسرح القومي ودار الاوبرا المصرية وتشارك فيها وزارات أخري كالسياحة والآثار من خلال اهتمام ينمو،ولابد ان يحدث هذا،من خلال الجمهور المصري العاشق للفنون ،والذي ملأ مدرجات المسرح اليوناني الروماني بالاسكندرية كما ملأ قاعة مسرح(سيد درويش)،وهذا الجمهور نفسه هو الذي ملأ حفلات دار أوبرا مدينة دمنهور عاصمة محافظة البحيرة،والذي يقبل علي اي حدث فني ،سواء كان مسرحا اوسينما او غناء، ولكنه بالطبع ليس كل الجمهور العاشق لهذه الفنون وانما بعضه الذي تمكنه ظروفه من الذهاب للمسرح،او الحفل الغنائي ،وحجز تذكرة، او مقعد،،الغالبية من الجمهور اعتاد التليفزيون المصري بعد انطلاقه ان يذهب اليه في البيوت من خلال نقل حفلات (أضواء المدينة )التي بدأتها الاذاعة المصرية،ثم أضاف اليها التليفزيون حفلات( ليالي التليفزيون ) لنجوم الغناء المصري ،والعربي،علي مدار العام ،وهكذا أضاف هذا التليفزيون للمستمع الذي اعطته الاذاعة الكثير قبله،وتمكن ،بلغة الصورة من عرض المسرحيات والأفلام بعد ان كان الوصف هو اُسلوب الاذاعة،وبالطبع أقبل المستمع-الذي تحول الي مشاهد- علي حفلات الغناء المرئية،وبرامجه،وعلي أجيال جديدة من صناع الفن ومبدعيه،وكان برنامج مثل(الموسيقي العربية)هو اهم برامج الخميس لملايين الناس لقدرة مقدمته الدكتورة رتيبة الحفني وفريقه علي تقديم اختيارات مهمة. ورائعة تجمع بين اجمل الألحان والأصوات المصرية والعربية التي غنت في مصر،الان تضاعف الجمهور عددا،وزاد احتياجه للفن الجميل وللموسيقي العربية ،والعالمية ايضا،ولكن لا توجد استجابة ،فتليفزيون الدولة لا ينقل حفلاتها علي الهواء،ولا القنوات الخاصة تفعلها،وهي تفضل اعادة عرض مسلسلاتها القديمة علي الانتقال للقلعة،او الاوبرا،(وليس دمنهور) لتقديم حدث حقيقي،او الاحتفاء بأجيال من المبدعين يستحقون التكريم ،او مولد اجيال جديدة من صناع الفن،نعم هذا هو المبدأ الان،فما يحتاجه الجمهور الكبير المفترض لهذه الشاشات لم تعد له أهمية بالنسبة لما يقدم من برامج وأعمال فنية معادة،أغلبها لم يعد صالحا علي مستوي الصورة،وحين يشتاق اي مشاهد للغناء،فلن يجده إلا علي قنوات (روتانا)السعودية التي استطاعت ان تكون داعما قويا للغناء الخليجي من خلال قناة لا تتوقف عن بث حفلات الغناء 24ساعةً ،،طوال العام ،غير بقية قنوات الشبكة التي يزداد تقدمها ناحية بث الدراما والبرامج الخليجية،وهذا حقها،بجانب قنواتها للافلام المصرية،وحفلات ام كلثوم،للاسف الغناء المنتظم فقط موجود علي روتانا،صحيح ان قناة(ماسبيرو زمان)تعرض بعض حفلات نجوم الغناء المصري زمان،ولكنها تحتفي بالماضي فقط،،ويبقي علي اي مواطن او مواطنة مصرية البحث عن أغنية او ترفيه بطريقته،وفِي شهر نوڤمبر القادم سوف يهل علينا مهرجان الاوبرا السنوي الكبير ،اهم مهرجان للموسيقي العربية في المنطقة،وسوف يخطف بعض عشاقه تذاكره كالعادة،وتبقي الاغلبية بعيدة عنه،رغما عنها،لانه لا توجد قناة مصرية،تدرك أهميته وتسعي لعرض حفلاته علي الملايين الذين ينتظرون،او قد توجد ،ولكن لا تقدر،لا أستطيع تقبل فكرة عجز قنوات مصر كلها عن ادراك أهمية وقيمة الموسيقي والغناء في حياة الكتلة الأعرض من الجمهور،،واتمني ان يخيب ظني.