بقلم الدكتور عبد الفتاح مطاوع/رئيس قطاع مياه النيل الأسبق على مدي يومى 30، 31 يوليو الماضى، عقد المؤتمر الوطنى السابع للشباب بالعاصمة الادارية، والذى كان أحد فعالياته المؤتمر الأول لمبادرة ” حياه كريمة”، حيث خلال جلسة ” اسأل الرئيس ” ذكرت صحيفة الأهرام صباح الأول من أغسطس الجارى فى صفحتها الأولى ما قاله السيد الرئيس/ عبدالفتاح السيسى أن دولة بحجم مصر تحتاج إلى موازنة لا تقل عن تريليون دولار، أي 18تريليون جنيه حتى نتمكن من حل المشكلات التى نعانيها، وهو نفس الخبر الذى تصدر الصفحة الأولى لجريدة المصرى اليوم وتفاصيله فى الصفحة الخامسة ان هذا المبلغ لحل مشاكل الدولة وهو أقل من المطلوب لذلك تتراكم المشاكل. فهمت مما دار فى الحوار أنه دعوة لكل المصريين أن يدلوا برأيهم فى كيفية تحقيق فكرة الحلم والمشروع المعجزة، وجال بخاطرى المثل الشهير ” مشوار الألف مليار يبدأ بخطوة”. وكنت اتوقع ان تنتقض الحكومة المصرية وتعقد اجتماعاً عاجلاً لمناقشة ما جاء على لسان السيد الرئيس خلال كلماته الافتتاحية والختامية للمؤتمر، وكذا مداخلاته أثناء جلسات المؤتمر، وعلى الأخص ما ذكره سيادته أثناء حواره قى جلسة ” إسأل الرئيس” عن موازنة الألف مليار دولار المطلوبة فى حين ان الاحتياطى النقدى بالدولار فى حدود 50 مليار دولار، وأن الميزانية السنوية لمصر فى حدود ما يعادل أكثر من 50 مليار دولار أخرى، وبذلك فإن مجموع الميزانية والإحتياطى النقدى يعادل 10% أو 15% من المبلغ المطلوب على أكثر تقدير مما يتمناه أو يحلم به السيد الرئيس. وأعتقد أن معظم وزراء الحكومة قالوا فى مخيلتهم: لقد أعددنا خطط وزاراتنا وفقاً لاستراتيجية التنمية المستدامة لمصر 2030 والسلام عليكم. وبعد هذه المقدمة يظل السؤال هو: هل نستطيع تحقيق فكرة الحلم والمشروع المعجزة؟ وكانت الاجابة نعم نستطيع تحقيق هذا الحلم، ولكن بشروط. ولكى أكون واضحاً ومحدداً، لن يتم تحقيق حلم السيد الرئيس إلا من خلال أفكار إضافية وجديدة من خارج صندوق الحكومة. وبكل تأكيد فإن تلك الأفكار الجديدة ستتضمن مشروعات ومبادرات وطنية، وكذا اقليمية ودولية، تكون مصر طرفاً رئيسياً فاعلاً فيها، وتشمل مشروعات للبنية الأساسية وأخرى تنموية وخدمية لوجستية وتكنولوجية وغيرها الكثير، لأن المجال مفتوح لكل المصريين وكذا لأصدقاء مصر من دول العالم للمساهمة فى تحقيق هذه المعجزة. ونظراً لأن الماء يقع على صدر قائمة أولويات ومتطلبات التنمية فى مصر، فيجب ان تشمل حزمة المشروعات والمبادرات المختلفة تدبير مصادر مائية إضافية جديدة ومتجددة تقدر بالمليارات من الأمتار المكعبة، لكى تتناسب ومتطلبات مشروعات تحقيق الموازنة السنوية المقدرة بألف مليار دولار. ومن جانبى ونظراً لتخصصى فى مجالات الادارة المتكاملة للموارد المائية، سأعرض هذه المرة قائمة جزئية بعناوين المشروعات الوطنية الممكن تنفيذها داخل مصر، والتى بكل تأكيد سيكون عائدها مجموعة من الخطوات “جمع خطوة” أو عدة مليارات من مشوار الألف مليار دولار، والتى سيتم عرض بعض منها بالتفصيل فى المرات القادمة، وبيانها كالتالى:- 1- إنشاء سد عالى جديد ببحيرة ناصر بمنطقة المضيقجنوب السد العالى بأسوان بحوالى 133 كيلومتر، لتوفير 2مليار متر مكعب من المياه المتبخرة من البحيرة والمقدرة ب 10 مليار متر مكعب فى المتوسط سنوياً. 2- إنشاء محطة طاقة كهرومائية جديدة بالسد الجديد لإضافة طاقة بقدرة 400 ميجاوات. 3- الاستفادة من السد الجديد والوضع الجديد ببحيرة ناصر لتنفيذ مشروعات عملاقة لتخزين الطاقة الفائضة بمصر ودول الجوار وأوروبا، من خلال مشروعات الربط الكهربى الحالية وتحت الإنشاء، لتصبح بحيرة ناصر أكبر مخزن للطاقة النظيفة بالعالم وإعادة تصديرها مرة اخرى. 4- مشروعات لحماية وتنمية الشواطئ الشمالية بساحل دلتا نهر النيل لمواجهة أثار التغيرات المناخية . 5- إنشاء مركز إقليمى لصناعة الأسمنت على احد فروع ترعة الشيخ زايد لمشروع تنمية جنوب الوادى بمنطقة توشكى، وتوصيل الغاز الطبيعى للمشروع. هذه هي فكرتنا الأولى التي نطرحها على طريق الألف ميل، ورؤيتنا بقائمة أولى ببعض المشروعات التي نقترح التفكير في إقامتها، على طريق تعظيم الموازنة العامة. وللحديث بقية حول عدد من المشروعات الوطنية الأخرى المقترحة من جانبنا، أو من جانب أهل الرأي والفكر، وكذا لبعض الشروط الواجب توافرها لتحقيق الفكرة الحلم والمشروع المعجزة.