ترجمة: أمل خليفة تجري فى كواليس الدبلوماسية الأمريكيةوكوريا الشمالية الترتيبات اللازمة للقاء القمة التاريخي بين زعيم كوريا الشمالية " كيم جونغ أون" والرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" برعاية أوروبية. سافر وزير خارجية كوريا الشمالية"ري يونج هو"، إلى السويد عبر بكين، ليبحث مع نظيرته السويدية "مارجوت وولستروم التمثيل الدبلوماسي السويدي للولايات المتحدة وكندا واستراليا فى "بيونج يانج". ورصدت صحيفة الواشنطن بوست على صفحاتها آراء وتوقعات عدد من السياسيين والدبلوماسيين والباحثين وغيرهم من الشخصيات الامريكية البارزة عبر صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" حول الإعلان المفاجئ والمثير الذي أذاعه البيت الأبيض والذي وافق فيه ترامب على مقابلة زعيم كوريا الشمالية "كيم جونغ أون" فى مكان ووقت سيتم تحديده. وحول هذا اللقاء المرتقب، أشاد دعاة نزع السلاح النووي.الذين شجعوا منذ فترة طويلة على اجراء محادثات مباشرة بين الحكومة الأمريكيةوكوريا الشمالية، بقرار الرئيس بينما طرحوا أسئلة حو التفاصيل. وصف "ويليام بيري" الذي قاد محادثات مع كوريا الشمالية فى أواخر التسعينيات، بعدما شغل منصب وزير الدفاع فى عهد الرئيس "بيل كلينتون"، ومنذ ذلك الحين وهو يعرف كواحد من كبار دعاة الولاياتالمتحدة، لنزع السلاح النووي، هذه الخطوة بانها مشجعة للغاية وتعد تحسنا كبيرا من الدبلوماسية التي تعتمد على الصراخ وتوجيه الاهانات من كلا الجانبين"، ولكنه حذر من ألا تستند المحادثات إلى توقعات واقعية لما يمكن التفاوض عليه، وما يمكن التحقق منه، وأضاف بيري قائلا: هناك سبب وجيه للتحدث مع كوريا الشمالية، ولكن فى حدود التحدث عن شيء يستحق القيام به، ويمكن التحقق منه بشكل معقول- وإلا نضع أنفسنا فى حالة فشل دبلوماسي. شروط أمريكية علي الجانب الآخر، حذر المتشككون من أن تعطي واشنطن شرعية "لكيم" بعقد قمة كبري مع الرئيس الأمريكي"زاعمون أن هذه القمة سعي إليها كيم واسلافه منذ فترة طويلة" دون أن تتخلي كوريا عن شيء مهم، رغم موافقة كوريا بالفعل على تعليق التجارب الصاروخية والنووية اثناء استمرار المحادثات. وأضاف "إبرهام دنمارك" مسئول سابق كبير فى البنتاجون متخصص فى الشأن الاسيوي خلال إدارة الرئيس السابق "براك اوباما" قائلا: إن الولاياتالمتحدة قد تطالب ببعض الإجراءات قبل تنظيم القمة. بالطبع قد يتغير الكثير بين الحين والآخر ولكن السؤال الرئيسي هو ما الذي يجب على كوريا الشمالية أن تفعله لتجعل من هذه القمة حقيقة فى الواقع؟ هل ستعلن عن عزمها نزع السلاح النووي؟ أم ستوافق على دخول المفتشيين؟ أم ستتوقف عن اجراء الأختبارات على أسلحتها النووية؟. ولقد آثار "جيفري لويس" أحد دعاة مكافحة الأسلحة النووية فى معهد "ميدلبوري" للدراسات الدولية فى "مونتيري" مخاوف مماثلة. وأضاف لويس قائلاً: نحن نحتاج إلى التحدث مع كوريا الشمالية، ولكن ليكون واضحا أن "كيم" لم يدعو "ترامب" ليسلمه أسلحة كوريا الشمالية، بل دعاه لإثبات إن استثماره فى القدرات النووية والصاروخية، أجبر الولاياتالمتحدة على معاملته على قدم المساواة. وقد صرح "جون بولتون" سفير جمهوري سابق للولايات المتحدة، بإن تحرك ترامب كان بالتأكيد صدمة ودهشة دبلوماسية" وسبق لجون أن لخص حل مشكلة الولاياتالمتحدة مع كوريا الشمالية بتوجيه ضربات عسكرية إلى الأخيرة!. وأضاف بولتون قائلاً: إن ترامب وضع خطة قصيرة للتحقق من قدرة كوريا الشمالية على ضرب الولاياتالمتحدة بسلاح نووي، واستمرار المفاوضات لأشهر يمكن أن يصرف انتباه الحكومة الأمريكية قبل إصدار إعلان رسمي حول التحقق من هذه القدرة. ويتصور"بولتون" اللقاء بين كيم وترامب فرصة لتوجيه تهديد عسكري إلى كوريا، ويعتقد أن هذه الجلسة بين الزعيمين يمكن أن تكون قصيرة إلى حد ما حيث يقول ترامب لكيم "أخبرني إنك بدأت فى نزع السلاح النووي بالكامل لأنه لن يكون لدينا مفاوضات مطولة، يمكنك أخباري الآن أو سنبدأ نفكر فى شيء آخر. التلاعب عبر المفاوضات كما أصدر السيناتور "ليندسي جرهام" بيانًا حول كوريا الشمالية، أشار فيه إلى ان الولاياتالمتحدة ستخوض حربا ضد كوريا إذا حاول كيم التلاعب بترامب عن طريق المفاوضات. وقالت "سوزان ديماجيو" مسئولة كبيرة فى مركز الابحاث الفكرية "نيو أمريكا" والتي قادت التواصل بين كوريا الشمالية وممثلي مراكز الابحاث. كثير من أعضاء لجنة التحكيم لا يعرفون إذا ما كانت فكرة الاجتماع جيدة أم لا،رغم ان هناك احتمالات ايجابية، وتؤكد ان الامر يتوقف على الطريقة التي سيدير بها المسئولون الامريكيون العملية، ويعرفون بدقة ما هي التنازلات التي سيحصلون عليها وفى أي نوع من الوثائق واي نوع من المتابعة. ومن زاوية مختلفة أضاف "فيكتور تشا"مسئول سابق فى إدارة "جورج دبليو بوش"والذي تم اختياره من قبل إدارة ترامب للعمل سفيرا لدي كوريا الشمالية قبل إنسحابه منها. قائلاً: كوريا الشمالية وافقت على تجميد الأختبار، وتسمح بإجراء مناورات عسكرية بين كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة والالتقاء بالرئيس الأمريكي. وأضاف "تشا" قائلاً: السؤال الكبير هو ما الذي تعتزم الولاياتالمتحدة تقديمه فى المقابل؟. وتظاهر "مايك هاكابي" حاكم ولاية "اركنسو" السابق الذي تشغل ابنته "سارة هاكابي" منصب السكرتير الصحفى للبيت الأبيض، بنوبة قلبية عبر تويتر قائلاً: قدم العديد من مؤيدي ترامب الاجتماع على أنه إنفراج ونجحوا فى الثناء المخفف على الديمقراطيين الذين طالما دعوا إلى إجراء محادثات مباشرة مع كوريا الشمالية، وهذا نهجا للبلاد لا ينطوي على ضربة استباقية. وأخيرًا رحب نجم كرة السلة "دنيس رودمان" الذي زار كوريا الشمالية، بخطوة ترامب وصرح "رودمان لصحيفة "واشنطن بوست" قائلاً: إن ترامب فى طريقه إلى اجتماع تاريخي لم يقم به أي رئيس للولايات المتحدة، وقال إنه يتطلع إلى جلب المزيد من دبلوماسية كرة السلة إلى كوريا الشمالية فى الأشهر المقبلة، وطلب من ترامب أن يرسل تحياته "لكيم" وعائلته!.