مجلس الأمن يصوت الجمعة على طلب فلسطين الحصول على "العضوية"    اعتراض ثلاثي على تأجيل مباراة الهلال والأهلي في الدوري السعودي    الصين قادمة    لبنان.. 6 غارات جوية إسرائيلية وأكثر من 70 قذيفة مدفعية استهدفت مدينة الخيام    استمرار نمو مخزون النفط الخام في أمريكا    عاجل...كبير أوروبا يعود ويكسر شوكة مانشستر سيتي    إبراهيم سعيد يوجه رسالة نارية ل كولر    سيد معوض: الأهلي يعاني بسبب غياب ياسر إبراهيم والشناوي    أكثر من 50 مليونا.. صفقة نارية على رادار الزمالك    سامسونج تثير الجدل بإطلاق أسرع ذاكرة في العالم .. فما القصة؟    "راجع ألماني تالتة ثانوي من هنا".. مراجعات الثانوية العامة 2024    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الخميس 18/4/2024 على الصعيد المهني والعاطفي والصحي    منة عدلي القيعي: «حققت حلم حياتي بكتابة أغنية لعمرو دياب»    دعاء الرياح والعواصف.. «اللهم إني أسألك خيرها وخير مافيها»    الكشف على 1433 شخصاً في قافلة طبية ضمن «حياة كريمة» بكفر الشيخ    7 علامات بالجسم تنذر بأمراض خطيرة.. اذهب إلى الطبيب فورا    رشة من خليط سحري تخلصك من رواسب الغسالة في دقائق.. هترجع جديدة    طريقة عمل مربى الفراولة، زي الجاهزة للتوفير في الميزانية    البنك الدولي يعتزم توصيل خدمة الكهرباء ل 300 مليون إفريقي    مجموعة السبع: نشعر بالقلق إزاء الأزمة في غزة.. وندعو إلى إعادة الاستقرار في الشرق الأوسط    «البيت بيتى 2».. عودة بينو وكراكيرى    عيار 21 الآن بعد الانخفاض.. سعر الذهب في مصر اليوم الخميس 18 أبريل 2024    الأرصاد: الحرارة تتجاوز ال46 درجة الأيام المقبلة ووارد تعرض مصر إلى منخفض المطير الإماراتي (فيديو)    بعد 24 ساعة قاسية، حالة الطقس اليوم الخميس 18-04-2024 في مصر    مطار القاهرة يهيب وسائل الإعلام بتحري الدقة حول ما ينشر عن الرحلات الجوية    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق منزل في العياط    تعرف على موعد إجازة شم النسيم 2024.. 5 أيام متصلة مدفوعة الأجر    رئيس حزب الوفد ناعيا مواهب الشوربجي: مثالا للوطنية والوفدية الخالصة    بسبب منهج المثلية | بلاغ للنائب العام ضد مدرسة بالتجمع    مدير أعمال شيرين سيف النصر يكشف أسرار الفترة الأخيرة من حياتها قبل وفاتها.. فيديو    أنت لي.. روتانا تطرح أغنية ناتاشا الجديدة    فستان لافت| نسرين طافش تستعرض أناقتها في أحدث ظهور    الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على إيران    علي جمعة: الرحمة ليست للمسلمين بل للعالمين.. وهذه حقيقة الدين    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    استعدادا لمواجهة مازيمبي| بعثة الأهلي تصل فندق الإقامة بمدينة لوبومباشي بالكونغو    مفاجأة.. مارسيل كولر يدرس الرحيل عن الأهلي    بينهم 3 أطفال.. ارتفاع ضحايا القصف الإسرائيلي على رفح إلى 5 شهداء    شعبة الأجهزة الكهربائية: الأسعار انخفضت 10% خلال يومين وتراجع جديد الشهر المقبل (فيديو)    «معلومات الوزراء»: 1.38 تريليون دولار قيمة سوق التكنولوجيا الحيوية عالميًا عام 2023    ارسنال ومانشستر سيتى آخر ضحايا الدورى الإنجليزى فى أبطال أوروبا    حظك اليوم برج الميزان الخميس 18-4-2024.. «كن مبدعا»    طارق الشناوي: اللغة العامية لم تجرح «الحشاشين».. وأحمد عيد كسب الرهان    تراجع سعر كارتونة البيض (الأبيض والأحمر والبلدى) واستقرار الفراخ بالأسواق الخميس 18 ابريل 2024    مصرع طفل غرقًا بنهر النيل في المنيا    بحجه تأديبه.. التحقيق مع بائع لاتهامه بقتل ابنه ضربًا في أوسيم    أسباب نهي الرسول عن النوم وحيدا.. وقت انتشار الشياطين والفزع    لقد تشاجرت معه.. ميدو يحذر النادي الأهلي من رئيس مازيمبي    تراجع سعر الحديد الاستثماري وعز والأسمنت بسوق مواد البناء الخميس 18 ابريل 2024    موعد بدء التوقيت الصيفي 2024 في مصر (اضبط ساعتك)    الجامعة البريطانية في مصر تعقد المؤتمر السابع للإعلام    فلسطين.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يقتحم بلدة صوريف شمال الخليل    المتحدث الإعلامي للإخوان : الجماعة تجدد الدعوة إلى وقف الحرب في السودان    نشرة منتصف الليل| خفض سعر الرغيف الحر وتوجيه عاجل للحكومة بشأن الكلاب الضالة    "ضربها طلقتين في بيت أبوها".. قصة مقتل ممرضة على يد زوجها لطلبها الطلاق بعد الزفاف    إطلاق النسخة الأولى من المهرجان الثقافي السنوي للجامعة الأمريكية بالقاهرة    عدد أيام إجازة شم النسيم 2024 .. «5 بالعطلة الأسبوعية»    أبرز أدعية شفاء المريض.. تعرف عليها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأحزاب اليسارية تحتفل بمئوية «ثورة أكتوبر الاشتراكية».. المشاركون: أسقطت الرأسمالية.. وغيرت ملامح التاريخ
نشر في الأهالي يوم 22 - 11 - 2017

احتفل أحزاب التجمع والناصري والشيوعي والتحالف الشعبي، بمئوية ثورة أكتوبر الاشتراكية (1917 – 2017) والتي أقيمت على مدار ثلاثة أيام متتالية بمكتبة خالد محيى الدين بحزب التجمع، وشمل الاحتفال أربعة محاور «لماذا الاحتفال بثورة أكتوبر الاشتراكية 1917 ؟، وتأثيرها على حركة التحرر الوطني – مصر نموذجاً، تفكك الاتحاد السوفييتي وانتهاء تجربته الاشتراكية ودلالاته، وأخيراً تطور الفكر الاشتراكي منذ ماركس ولينين وحتى الآن.. بحضور أحمد بهاء شعبان، سيد عبد الغني، صلاح عدلي، محمد فرج، مدحت الزاهد، محمد الخولي، د. طه عبد العليم، د. محمد عبد الشفيع عيسى، نبيل زكي، فريدة النقاش، د. نورهان، وعدد كبير من الشخصيات السياسية والحزبية.. وفى البداية رحب سيد عبد العال ئيس حزب التجمع بالحضور، قائلاً: إن الاحتفال بثورة اكتوبر الاشتراكية روح جديدة تسرى فى أوصال قوة الثورة العالمية، فضلا عن وجود إصرار على استمرار النضال من أجل الاشتراكية بإعتبارها البديل الوحيد الممكن لإنقاذ العالم من البربرية وهمجية الرأسمالية فى مرحلة تطورها إلى العولمة المتوحشة.
انهيار الرأسمالية
قال حسين عبد الرازق عضو المكتب السياسي بحزب التجمع، لقد استطاع «البلاشفة» فى 7 نوفمبر 1917، وبعد 20 عاماً من تأسيس «حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي»، إقامة أول دولة اشتراكية فى العالم فوق أراضي الإمبراطورية الروسية «القيصرية» السابقة.. دولة العمال والفلاحين والجنود.. ليبدأ تاريخ جديد لشعوب هذه «الإمبراطورية»، وللقارة الأوروبية وللبشرية جميعاً، مضيفاً، قد انقسم أثناء مؤتمر عام 1903 حول تكتيكات العمل الثوري إلى جناحين: الأكثرية «البلاشفة» والأقلية «المناشفة». وفى سبتمبر 1917 كان البلاشفة أو «الحزب الشيوعي» بزعامة «لينين» يقود لجان العمال والفلاحين والجنود الثوريين، يقود «السوفيتيات» للاستيلاء على السلطة وإعلان ثورة أكتوبر الاشتراكية. وقد أكتسب «الحزب الشيوعي السوفيتي» – حزب لينين العظيم – سمعة أسطورية هائلة استمرت أكثر من 70 عاماً، امتدت منذ لحظة الميلاد الثوري المجيد خلال شهر نوفمبر 1917 وحتى انقلاب أغسطس 1991..
السبق السوفيتى
أشار عبد الرازق، أنهم تابعوا الانجازات الكبيرة التي حققها الاتحاد السوفيتي، مثل دوره فى هزيمة النازية وصمود «ستالينجراد» ودخول الجيش السوفيتي إلى برلين، وملاحم التضحيات الخيالية للسوفييت فى «لينينجراد» أثناء الحصار والملايين الذين استشهدوا على الجبهات المختلفة، ومثل إطلاق صواريخ الفضاء السوفييتية ورحلة الكلبة لايكا فى الفضاء، ثم صعود «جاجارين» والسبق السوفييتي فى الفضاء.. ومثل المساندة النزيهة لحركات التحرر الوطني فى إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، والإنذار السوفيتي الشهير فى مواجهة العدوان الثلاثي على مصر 1956، وأزمة الصواريخ الكوبية ومساندة كاسترو والثورة الكوبية، وفيتينام وانجولا والجزائر.. واعتماد القادة الوطنيين لحركات التحرر على السلاح والدعم والتأييد السوفييتي فى مواجهة العدوان الامبريالي الأمريكي، وعلى القروض والمعونات السوفييتية فى التنمية وتحقيق الاستقلال الاقتصادي. وأوضح أنه كما قال «جمال عبد الناصر» فى ذلك الحين عام 1954.. «إننا نعتقد عن ثقة بأن الحركة الثورية القومية لشعوب آسيا وأفريقيا ضد الاستعمار والتخلف، تدين بانتصاراتها إلى حد كبير لوجود الاتحاد السوفييتي وعظمته، التي أصبحت عاملاً حقيقياً فى كبح جماح الاستعماريين، وفى خلق فرص حقيقية لقوى الثورة كي تلعب دوراً على نطاق واسع فى الكفاح من أجل الاستقلال والتقدم.
رجل أوروبا المريض
وكما كان النصر وتأسيس الدولة الاشتراكية الأولى «اتحاد الجمهوريات السوفييتية الاشتراكية» فى روسيا حدثاً تاريخياً أثر بقوة على البشرية وألهم شعوباً كثيرة وحقق انجازات مهمة، فإن هزيمة التجربة الاشتراكية الأولى وتفكك الاتحاد السوفيتي يقدم لنا دروساً فى غاية الأهمية.
وأوضح عضو المكتب السياسي بحزب التجمع، فى 19 و 20 أغسطس 1991 انقلبت الصورة تماماً، فقد وقع انقلاب عرف بانقلاب السبعة فى إشارة الى «لجنة الطوارئ» التي ضمت 7 من قيادات الدولة السوفييتية والحزب الشيوعي السوفييتي، أبعدت «جورباتشوف» عن السلطة وأعلنت حالة الطوارئ، ووقف العالم يشاهد مشهداً فريداً من نوعه.. حزباً حاكماً لمدة 72 عاماً قاد بلاده من التخلف والفقر باعتبارها رجل أوروبا المريض، لتصبح أكبر وأقوى دولة فى أوروبا، وأحد الدولتين العظمتين فى العالم، حزب وصلت عضويته عشية هذا الانقلاب إلى 15 مليون عضو، ويعمل فى جهازه 300 ألف حزبي وتنشر كوادره وتقود كل شيء، من رياض الأطفال إلى قوات الصواريخ الذرية الاستراتيجية، ويملك (5254) مقراً و3583 صحيفة ومجلة على المستوى القومي وفى الجمهوريات والمستويات المحلية، و 23 مستشفى ومصحة.. هذا الحزب العملاق يبدو وقد اختفى وانهار فى ساعات، أمام عشرات الألوف من الأفراد تظاهروا فى موسكو ولينينجراد، ومزقوا أعلام بلادهم الحمراء ذوات المنجل والمطرقة ورفعوا بدلاً منها إعلام روسيا القيصرية، وحولوا اسم «لينينجراد» إلى «سان بترسبرج» نسبة إلى القيصر «بيتر» الذي أسس المدينة.
نزوات نظرية
وأشار عبد الرازق، إلى أنه قد تتساند مجموعة من العوامل والأسباب لهزيمة التجربة الاشتراكية وزوال الاتحاد السوفيتي، أهمها غياب الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية، ومن ثم هيمنة الحزب الواحد. فى البداية ترك الحزب الواحد (الحزب الشيوعي السوفييتي) لأعضائه حرية التعبير والمبادرة السياسية، ثم حرمتهم «الاوليجاركية» الحاكمة تلك الحرية، وتحول احتكار الحزب الواحد تدريجياً إلى احتكار المجموعة (أو العصبة) المهيمنة على قيادة الحزب، ثم تحول حكم العصبة الواحدة – ورغم المقاومة العنيفة داخل الحزب – إلى حكم فرد هو زعيم هذه العصبة، وتم إفراغ الماركسية – أكثر العقائد نقدية وصرامة – من مضمونها، وتحولت إلى مجموعة من الطقوس شبه الدينية والسفسطة الجاهزة لتبرير كل إجراءات الزعيم والحاكم الفرد ونزواته «النظرية» وجرى إلغاء الفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، واحتكارها جميعاً فى يد «قيادة» الحزب الشيوعي السوفيتي.. وسقوط الاتحاد السوفيتي وزواله ونهاية تجربته الاشتراكية، لا يعني نهاية الأمل والحلم. وخلاف ما كان الحال عليه منذ ربع القرن – فى أعقاب انهيار النظام السوفييتي، والإعلان على أن «التاريخ قد انتهى» وأن «الديمقراطية الليبرالية» قد انتصرت – فإن الأمور تبدو مختلفة جداً اليوم. الحلم الأمريكي ميت رسمياً، والطبقة الحاكمة فى موقف الدفاع، كما فقد نظامها ومؤسساتها المصداقية. ويبحث الملايين اليوم عن بديل لسياسة الشركات والكارتلات، ولا يقبلون بادعاءات الطبقة الحاكمة.
لقد تدهور وضع الولايات المتحدة على المستوى الاقتصاد العولمي، الأمر الذي وجد أبرز تجلياته المباشرة فى انخفاض مستويات معيشة فئات واسعة من السكان. فوفق ما ورد فى تقرير حديث لخبراء الاقتصاد «توماس بكيتي – وايمانويل سايز – وغابرييل زوكمان»، فإن حصة النصف الأفقر من سكان الولايات المتحدة من الدخل، قبل حسم الضرائب، تراجعت من 20% عام 1980 إلى 12%، فى حين ارتفعت حصة الواحد فى المائة فى قمة الهرم السكاني، بشكل معاكس تماماً، من 12% إلى 20%. وخلال أربعة عقود من السنين، ظل دخل النصف الفقر من السكان على حاله فى حين ارتفع دخل نخبة الواحد فى المائة بمقدار 205%، فى حين تضاعف دخل فئة الواحد بالألف التي تحتل مكانة الذروة بنسبة 636%.
وفى دراسة حديثة فى أوروبا، تبين أن ربع سكان أوروبا، أي 118 مليون نسمة يعاني من الفقر والإقصاء الاجتماعي، وفى إسبانيا وصلت نسبة الفقر إلى 6ر28%، فى حين بلغت هذه النسبة فى اليونان 7ر35%.
أشكال الاحتجاج
وكان هذان البلدان هدفاً لإجراءات تقشف فرضها الاتحاد الأوروبي والبنوك.. وقد ارتفع عدد العاطلين عن العمل من الشباب فى مختلف أرجاء العالم، ليصل إلى 71 مليونًا، وفى فنزويلا أدى فقر الجماهير والتضخم الحاد إلى اضطرابات طالب المتظاهرون خلالها بالطعام، وفى الصين تم التعبير عن النزعة النضالية المتنامية فى الطبقة العاملة على شكل تصعيد الإضرابات وأشكال أخرى للاحتجاج.
وفى روسيا أدت صدمة عودة الرأسمالية وما تلاها من تراجع معنويات الطبقة العاملة إلى تمهيد الطريق أمام تجديد النزعة النضالية، أن عدم المساواة الاجتماعية الشديدة والطابع الميال للنهب من نظام الرأسمالية بقيادة بوتن يواجه بتصاعد المعارضة، مؤكدة أن المعركة من أجل الحرية والمساواة والعدالة والاشتراكية تتجدد اليوم بقوة، وتتحمل الشعوب والأحزاب التي انحازت وعبّرت عن مصالح الطبقات الشعبية مسئوليته النضال من أجل تحقيق الحلم الاشتراكي وخلاص العالم من الاستغلال الرأسمالي.
مستقبل الأحزاب السياسية
وقال أحمد بهاء شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، إن الإجابة على سؤال لماذا الاحتفال بثورة أكتوبر الاشتراكية (1917) ترتبط ارتباطًا عميقاً بهموم ومستقبل الفكر والقوى والأحزاب الاشتراكية، فى كل بلدان العالم، ومصر فى قلبها كون أن مائة عام على تفجر الثورة الاشتراكية الكبرى، التى شهدتها روسيا، فى مثل هذا الشهر من سنة 1917، والتى قادها «حزب العمال الاشتراكى الديمقراطى» فى روسيا، أو «الحزب الشيوعى «، «البلشفى»، بقيادة زعيمه التاريخى الكبير «فلاديمير إيلتش لينين».. كان انفجار هذه الثورة إيذاناً باندلاع موجة عاصفة من التغييرات الثورية فى أرجاء العالم، وتأسس وفقاً لمبادئها، «الاتحاد السوفيتى»، الذى قاد منظومة الدول الاشتراكية، أو»المعسكر الشرقى»، مكوناً، بعد الانتصار فى الحرب العالمية الثانية، والدور المهم الذى لعبه فى دحر النازية، قطباً عنيدًا فى مواجهة المعسكر الغربى، أو المنظومة الرأسمالية، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.. وأضاف رئيس الحزب الاشتراكي المصري، كانت تجربة الدولة السوفيتية أول تجربة عملية متكاملة، تنطلق من الإقرار بالدور القيادى للبروليتاريا العمالية، وتمجد العمل، وتعادى رأس المال المستغل، وتدعو إلى وحدة عمال العالم وكادحيه.. وأضاف رئيس الحزب الاشتراكي المصري، كانت تجربة الدولة السوفيتية أول تجربة عملية متكاملة، تنطلق من الإقرار بالدور القيادى للبروليتاريا العمالية، وتمجد العمل، وتعادى رأس المال المستغل، وتدعو إلى وحدة عمال العالم وكادحيه، وترفع شعارات تحرير الإنسانية من العوز المادى والروحى، وتقدم حلولاً موضوعية لمسألة القوميات، وتقف ضد التطرف والشوفينية الوطنية، وتدعو للوئام الأممى، وتنحاز للشعوب المغلوبة على أمرها، وتنبذ استغلال الأمم والشعوب، وتدعم جهودها للتحرر من ربقة الاستعمار والإمبريالية، بل وتقدم لها مساعدات مادية، وعملية، ملموسة لكى تساعدها على النهوض والتطور، كما تنبت نشر العلم وإتاحته للملايين من البشر، وقاومت الأمية والتجهيل المتعمد للجماهير الكادحة، وعممت ثمار الإبداع والثقافة الإنسانية الراقية، كما كانت من أوائل الدول التى عملت على تحرير طاقة الإبداع الإنسانى والتقنيات المتقدمة، حتى اقتحمت أجواء الفضاء الكونى، للمرة الأولى فى التاريخ الانسانى.
غيرت التاريخ
وفى السياق ذاته قال سيد عبد الغني رئيس الحزب الناصري، لا شك أن الثورة الروسية بقيادة فلاديمير لينين كانت ثورة هزت العالم وغيرت وجه التاريخ.. ثورة على سيطرة الرأسمالية الغربية حيث كانت روسيا القيصرية تشهد حالة من التدهور فى أوضاع الفلاحين والعمال فى تورط روسيا مع الحرب العالمية الأولى وعجز حكومتها عن احتواء الغضب الشعبي لدى العمال والفلاحين والطبقة الوسطى فكانت الثورة البلشفية تعبيراً عن نظرية جديدة فى بناء مجتمع اشتراكي يسوده العدل والمساواة فى دولة اشتراكية.
طريق الحرية
وأوضح، أن الفكر الانساني لا يقف عند حدود جغرافية وإنما يمتد تأثيرها عبر الزمان والمكان، فالاشتراكية بمدارسها المختلفة وجدليتها وتفاعلها أعطت المجتمعات المختلفة القدرة على تطويرها بخصائص هذه المجتمعات وهو ما عبر عنه الزعيم جمال عبد الناصر بالتطبيق العربي للاشتراكية وعبرت عنه الصين بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية. مشيراً أن الفكر الاشتراكي سيظل هو الوعاء الجامع للطبقات الشعبية من عمال وفلاحين ومثقفين ومفكرين ورأسمالية وطنية فى قدرتهم على التغيير فى مواجهة الرأسمالية المتوحشة التي فشلت فى إقامة مجتمعاتها بل إن الكثير من تلك المجتمعات نقل عن الاشتراكية ما يؤخر من عمليات الغضب عليهم.
وتابع، ستظل أعلام الاشتراكية وشعارات العدالة الاجتماعية ما بقيت الشعوب والحياة وستظل أحلام العدالة الاجتماعية والاشتراكية هي طريق الحرية والاستقلال للشعوب المستضعفة.
الرأسمالية العالمية
وفى سياق متصل، قالت الكاتبة الصحفية فريدة النقاش، يغري عنوان «الاحتفال بثورة أكتوبر» بالدراسة المتأنية والشاملة لتطور الفكر الاشتراكي خاصة بعدما يزيد على ربع القرن من سقوط المعسكر الاشتراكي، ثم انفراد الرأسمالية بالساحة العالمية كلها وهو ما أغرى أحد مفكري الامبريالية الكبار بإعلان نهاية التاريخ، إذ أصبحت علاقات الإنتاج الرأسمالية سائدة وكانت كل من ثورة أكتوبر الإشتراكية وثورة الصين الاشتراكية قد أدت إلى زعزعتها وشرعت الأبواب على البدائل سواء أمام حركة التحرر الوطني أو الأحزاب الاشتراكية والاحزاب الشيوعية فى بلدان أوروبا وأمريكا، وتراكمت أدبيات كل من حركة التحرر الوطني ودولة الرفاه الاجتماعي وهي تطرح أسئلة جديدة على الاشتراكية.. وأكدت، رغم أن الفصل بين النظرية والممارسة هو إجراء غير علمي ترفضه الماركسية فإنه يبدو هنا ضروريًا إلى حد ما كعمل إجرائي يسهل التقاط الأفكار والملامح الرئيسية للتطور الفكري بعد إضافات كل من لينين وماوتس تونج والقائمة الطويلة من الآباء المؤسسين للنظرية بتفرعاتها وميادين اشتغالها، ثم حصاد التجربة الواقعية للاتحاد السوفيتي والصين بعد ربع قرن من سقوط التجربة الأولى لبناء الاشتراكية وتجاوز الرأسمالية فى كل المعسكر الاشتراكي والصين، وهو ما أسماه «سمير أمين» بالاشتراكية الواقعية، أو مازلت أسميه أنا البروفة الأولى لبناء الاشتراكية بعد خمسة قرون من سيادة الرأسمالية.
وأشارت فريدة النقاش، إلى أن غالبية الآباء المؤسسين، وكل من جاء بعدهم من المفكرين الماركسيين على امتداد المعمورة، مناضلين سياسيين ويعرفون جيدا بطبيعة الحال أن النظرية تأتي عادة بعد الممارسة، وأن الإشتراكية هي نتيجة الصراع الذي يجري للوصول إليها، إذ أن كل تطور اجتماعي يقوم على الصراع، ولهذا احتفظت اسهاماتهم النظرية بروح الممارسة، وبينوا كيف أن الفكر النظري هو حصيلة سيرورة اجتماعية متمثلة فى التملك المعرفى للواقع بمجملة.
بوادر الأزمة
وتابعت النقاش، أختار من هذه القارة الشاسعة من الأفكار والرؤي التي انطلقت من الماركسية فى القرنين العشرين والواحد والعشرين وحتى بعد سقوط التجرية الأولى للاشتراكية، ثم التحولات العاصفة التي حدثت فى كل من الصين وفيتنام، والإصلاحات الواسعة التي أجرتها الأحزاب الشيوعية فى منطلقاتها وبنيتها وآليات عملها، أختار كل من « انطونيو جرامشي « الذي رغم أنه عاصر الثورة البلشفية فما تزال عملية إحياء لأفكاره ورؤاه جارية على قدم وساق وملهمة لملايين المناضلين من أجل الاشتراكية على امتداد المعمورة.. وقد وجدت أفكاره رواجًا هائلاً منذ نهاية الستينيات حين أخذت بوادر الأزمة فى المعسكر الاشتراكي تظهر، «جرامشي» هو منظر الهيمنة والكتلة التاريخية، منظر التحول الاشتراكي فى ظروف حرب المواقع، وديمقراطية المنتجين وسلطتهم أو ما سماه بسلطة المجالس، وأدوار المثقفين، وقضايا الفلاحين، ومفهوم المثقف العضوي والهيمنة فى تراث جرامشي هو مشروع تحول اشتراكي ينطلق من المجتمع المدني سلميا بالأساس وداخل كتلة تاريخية جديدة تلعب فيها الطبقة العاملة دورا محوريا لكنها ليست وحدها وتتأكد فيها وحدة القاعدة والبني الفوقية بفعل وساطة المثقفين والحزب الذي هو مثقف جماعي، وقدم «جرامشي» انتقاداته الواسعة ضد الستالينية والبيروقراطية والإصلاحية مقدما المفهوم الأعمق للديمقراطية.
العمال والفلاحون
وقال صلاح عدلي، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، إن ثورة أكتوبر الاشتراكية حولت الامبراطورية الروسية مترامية الاطراف «سجن الشعوب» التي عاشت فيها الشعوب بأكملها تحت الاسترقاق والقنانة والاقطاع، إلى دولة عصرية شغلت العالم طيلة القرن الماضي، وأقامت أول دولة للعمال والفلاحين، وصارت محط أنظار الدولة الفتية وأحزابها التحررية الساعية إلى التحرر من الاستعمار من جهة، وصارت فى نفس الوقت محط مراقبة ونشاط مخططات أقطاب الرأسمال الأحتكاري العالمي التي سعت إلى وأدها وإجهاضها وتحطيمها منذ نجاحها.. وأضاف أن تقييم هذه الثورة لا يمكن أن يكون موضوعياً إلا إذا درست وحسبت أبعادها فى زمانها وظروفها الوطنية الداخلية، وظروفها العالمية آنذاك. وهي لا تقل أهمية عن الثورة الفرنسية العظمى بل تزيد لأسباب سيلي ذكرها. وأنها ورغم الأخطاء التي اقترفتها والتي لا يخلو منها أي تغيير هائل إلا أنها كانت التطبيق الخلاق الأول للفكر الماركسي فى زمن انتصارها مطلع القرن العشرين.
وأوضح رئيس الحزب الاشتراكي المصري، أننا نحتفل بهذه الثورة كونها غيرت مجرى التاريخ بتأثيرها وأفكارها وانجازاتها واخفاقاتها، فضلا عن أنها صبغت القرن العشرين كله بطابعها حيث كان الصراع الرئيسي فيه هو الصراع بين النظام الاشتراكي العالمي والنظام الرأسمالي العالمي.
إلى جانب، أنها أول ثورة قامت باختراق للقوى السياسية العالمية فى مرحلة الامبريالية وفى أكثر قلاعها رجعية الإمبراطورية الروسية، مؤكدا أنها أول ثورة فى التاريخ مكنت الطبقات المقهورة «العمال والفلاحين» من السيطرة على السلطة والامساك بزمام الامور إذ أن كل الثورات التاريخية السابقة رغم اهميتها كان يتم بها استبدال علاقات إنتاج استغلالية بأخرى بينما ثورة أكتوبر قامت لأول مرة بدك قدس الاقداس.
سايكس وبيكو
فى حين أوضح دكتور محمد عبد الشفيع عيسى أستاذ معهد التخطيط القومي بالقاهرة، أن أكتشاف أمريكا والطريق البحري حول شواطئ إفريقيا قدم للبرجوازية الصاعدة ميداناً جديداً للعمل.. حيث أسواق الهند والصين، واستعمار أمريكا، والتبادل مع المستعمرات وتدفق السلع بوجه عام.. وانطلاقا من إشعاع ثورة أكتوبر الأشتراكية عام 1971، طفقت تتشكل مجموعات على هيئة أحزاب شيوعية فى البدان العربية بعد عام 1920، خاصة فى مصر وفلسطين وسوريا ولبنان، فى المشرق العربي عموما والشرق الادنى خصوصا.
وأضاف لقد تأججت آنئذ التناقضات الناجمة عن استغلال «النواه العمالية» الناشئة وخاصة فى مصر فى العشرينيات من القرن المنصرم، وعن المشروع الصهيوني فى فلسطين انطلاقا من وعد بلفور عام 1917، وعن مشروع التجزئة الذي رعاه الوزيران سايكس وبيكو فى اتفاق عام 1916 والذي أذاعته قيادة ثورة أكتوبر الأشتراكية بعد انتصارها، ضمن ما أذاعت من وثائق سرية لمجموعة الدول الحليفة بزعامة بريطاني وفرنسا فى الحرب العالمية الأولى.
أنطونيو جرامشي
بينما قال محمد فرج الأمين العام المساعد لحزب التجمع، إن التعبيرات التي أطلقها المناضل والمفكر الايطالي أنطونيو جرامشي، الذي اسس الحزب الشيوعي الايطالي، حول الاشتراكية مازالت مادة خصبة للحوار بين الفرق والمدارس الفكرية الاشتراكية والثورية فى العالم، خاصة بعد انهيار وتفكك الاتحاد السوفيتي السابق، وتفكك المنظومة «الاشتراكية» وتجارب بناء اشتراكية القرن العشرين. مؤكدا ان هذا الانهيار والسقوط المدوي بينما يحول هذه الانتكاسات إلى فرصة لانطلاق صيحات نهاية التاريخ والانتصار النهائي للرأسمالية، تحول هذا الانهيار نفسه إلى فرصة مختلفة وأرض موضوعية لحوارات جديدة ونقاشات جديدة تستهدف تجديد الفكر الاشتراكي، وفتح باب الاجتهاد فيه، بعد أن كان قد أغلقة كهنة الماركسية السائدة وبارونات الهيمنة الثقافية والتفكير والتخوين الثوري.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.