بقلم : مرفت رجب حين شاهدت "ميس محمد" لأول مرة غمرتني بدهشة وسرور عجيبين ، ما كل هذه الحلاوة والطلاوة ، إن في طلتها أو في نطقها للغة العربية، تمكنها بتجاوز حدود تقديم نشرة الأخبار ، فالبراعة تتجلى حين تحاور ضيفين متشاكسين ، تضبط إيقاع كل حلقة تقدمها من البرنامج اليومي " إسأل أكثر " على مبدأ الموازنة الفاهمة لأبعاد وخلفيات موضوع الحلقة ، وبفضلها صرت أتابع ما تقدمه قناة روسيا اليوم لأتبين أن ل"ميس" زميلات وزملاء ينسجون في قلوبنا عروشاً لهم لا ينافسهم أحد فيها، وإن جاهد في ذلك المتنافسون. إذا تتابعت الأسئلة فلعل أولها، من أين أتوا بهذه الباقة النابهة من الشباب ، ريمي معلوف ومحمد بدين وعلى علوبة، وخالد الرشد والمخضرم سلام مسافر أذكرهم على سبيل المثال لا الحصر ومعهم فريق من المراسلين كأريج محمد وسيرجي هدايت وأيهم القاضي، إلى شبكة العلماء والمتخصصين من العرب والروس أينما كانوا على خريطة العواصم وكيفما كانت توجهاتهم الفكرية فمن الدكتور سعيد دودين في المانيا إلى د. داوود خير الله من جامعة جورج وشنجطن إلى سرب المحللين والخبراء من كل حدب وصوب". وإذا كانت قناة روسيا اليوم العربية تحتفل هذا العام بمرور عشر سنوات على بداية عمليات التخطيط والإعداد وكم عقلا شارك في غزل هذا الثراء البشري المبهر؟! . من حظ المشاهدين أن برامج روسيا اليوم لها إعادات في أوقات مختلفة على مدى الساعات الأربع والعشرين، فأنت إن فاتك البث الأول لبرنامج أسأل أكثر في الثامنة مساء بتوقيت القاهرة ، تستطيع أن تدركه في أوقات أخرى نهار اليوم التالي كالرابعة من بعد الظهر مثلا، وإن فاتتك أول إذاعة لبرنامج " من الذاكرة" في العاشرة والنصف من مساء الأربعاء فستجده في أوقات أخرى ومنها السابعة والنصف من مساء الخميس . أما إذا سأل سائل عن كل هذا الحماس من جانبي لقناة تليفزيونية أجنبية لدرجة الإشارة إلى مواعيد بث البرامج في دعابة صريحة لها، فإن إجابتي هي أنني أعتبر هذا من حقي كما وأنه من واجبي ، فمن حقي بعد سنوات طويلة كرستها للعمل في إذاعة صوت العرب والتليفزيون المصري أن أنعم بما وجدته في هذه القناة من مستويات في الأداء أضناني البحث عنها على قنواتنا ، ومن واجبي أن ألفت الانتباه إليها ، فنحن حين نتحدث عن احترام المذيع لنفسه واحترامه للمشاهد فنحن لا نطلب المستحيل ، وحين نجد اللغة العربية تزدان على ألسنة الناطقين بها على هذه الشاشة فلهم علينا ما يستحقونه من تقدير وإكبار ، وقبل كل ذلك وبعده حين نتأكد بمرور الأيام ومداومة المتابعة أن كل ما يٌبث على القناة يضيف خطا يبلور صورة روسيا الصاعدة لتحتل ما يليق بها من مكانة على مستوى العالم وما يليق بشعبها الطيب الجاد، كما وأنها موجهة للناطقين بالعربية في أنحاء العالم وفي منطقتنا على وجه الخصوص عن إدراك واضح لتاريخهم وقيمة كفاحهم على مر العصور.