كتب عماد وديع غطاس : إلى أى مدى سوف تظل مصر تربي وتعلم وفى النهاية يهجرها أبناؤها وإلى أى حد سوف يكون عدم الاهتمام بالمتميزين وإهمالهم وتعمد إخفاء مواهبهم من خلال مرؤسيهم الأقل كفاءة وعدم إتاحة الفرصة للبحث والابداع والتطوير وهجرة العقول تؤدى لحرمان الدولة من تحقيق نقلة نوعية سواء على المستوى السياسى أو الاقتصادى أو الاجتماعى،وقد أشارت الدراسات إلى وجود أكثر من 450 ألف كفاءة وعبقرية علمية فى المجالات كافة للبحث العلمى بالخارج،وقد أكدت الدراسات التى صدرت عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمى أن هناك ما يقرب من 54 الف عالم وخبير مصرى بالخارج يعملون فى مختلف التخصصات العلمية ونجد على سبيل المثال 11 ألفًا فى تخصصات نادرة و 94 عالماً فى الهندسة النووية و36 فى الطبيعة الذرية و 98 فى الأحياء الدقيقة و 193 فى الألكترونيات والحاسبات والاتصالات، ومن بين الإحصاءات أظهرت أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تحظى بالنصيب الأكبر من الكفاءات والعقول المصرية المهاجرة بنسبة 39 % وتليها كندا بنسبة 13.3 % وإيطاليا 10.9 % واليونان 7.3 % واستراليا 8.5% وهولندا 4.9 وأسبانيا فى المؤخرة بنسبة 1.5 % ومن ذلك نجد أن العقول المهاجرة تتسبب فى الخسارة لمصر بأكثر من 54 مليار دولار سنوياً فى الوقت الذى تتجه فيه مصر لاستيراد الخبرات الخارجية بأموال باهظة. نماذج وهناك نماذج عديدة لهجرة العقول وعدم تمكنهم من ايجاد الفرصة فى بلدهم ومنهم الراحل الدكتور أحمد زويل الحائز على جائزة نوبل فى الكيمياء 1999 نظراً لابحاثه فى مجال الفيمتو ثانية،والبروفسير مجدى يعقوب جراح القلب ويحمل الجنسية البريطانية،والدكتور محمد عبده أستاذ الفيزياء ومجالى الهندسة والعلوم التطبيقية، والمهندس فاروق الباز عالم مصرى فى وكالة ناسا، والدكتور هانى عازر مهندس مصرى يحمل الجنسية الألمانية، وقد أشرف على بناء محطة قطارات برلين عام 2001 ضمن استعدادات ألمانيا لاستضافة كأس العالم 2006،والدكتور عصام حجى عالم فضاء مصرى ليعمل فى معمل محركات الدفع الصاروخى بوكالة ناسا والدكتور مصطفى السيد أول مصرى يحصل على قلادة العلوم الوطنية الأمريكية لإنجازاته فى الناتو تكنولوجى والدكتور شريف الصفتى عالم كيميائى مصرى وأستاذ بجامعة واسيدا اليابانية. التشخيص والحل وتعليقا على ذلك وحول أسباب ودوافع هجرة العقول للخارج قال د. طه أبو الحسن أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس إن للهجرة دوافع مادية حيث إن الباحث ليس له ما يكفيه من نفقات هو واسرته ولا يعيش عيشة كريمة هو وأولاده، وهناك أيضاً دوافع فنية وفيها عدم الاهتمام بصاحب الفكرة أو البحث وعدم توفير الأدوات اللازمة لبحثه ولتنفيذ فكرته،مشيرا الى ان ميزانية البحث العلمى أنخفضت إلى 2 % ولا توجد مقارنة بينها وبين البحث العلمى فى أوربا وأمريكا، فى حين نجد أن إسرائيل وفرت 6 % من الميزانية للبحث العلمى..وطالب د.طه من الحكومة أن تحترم أصحاب العقول التى تعمل فى مجال البحث العلمى فى شتى المجالات والأفكار ولا يصح الاهتمام بتخصص دون الآخر بالاضافة إلى توفير النفقات للباحث ليكون له القدرة على استخدام الأدوات والوسائل المساعدة فى البحث العلمى مع توفير الغطاء المحترم للبحث العلمى ليكون الباحث متفرغا ولا يضطر لاعطاء دروس خصوصية أو يذهب إلى ندوات للحصول على أموال لرعاية نفسه وبحثه.