عقدت اللجنة المنظمة للمسابقة العالمية الثانية والعشرين بوزارة الأوقاف محاضرة عن القيم الأخلاقية في القرآن الكريم . وافتتحت الجلسة بكلمة للشيخ محمد عز الدين عبد الستار وكيل الوزارة لشئون الدعوة . حيث أكد أن ديننا الإسلامي الحنيف يحتوي علي منظومة أخلاقية عليا افتتحت بصاحب الرسالة حيث وصفه ربه عز وجل في القرآن الكريم بقوله: "وإنك لعلي خلق عظيم". والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم قال متحدثًا عن نفسه: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". كما أوضح فضيلته أن الدين الإسلامي الحنيف هو دين العدل والمساواة وهو دين التسامح والعفو.. قال تعالي: "خذ العفو وامر بالعرف وأعرض عن الجاهلين".. كما تتجلي عظمة القرآن الكريم وسماحته في الدعوة بالرفق واللين. ولا أدل علي ذلك من أمر الله تعالي لموسي وهارون "عليهما السلام" بالترفق في دعوة فرعون الطاغية المتجبر. قال تعالي: "اذهبا إلي فرعون إنه طغي فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشي ". إن مثل هذه الأخلاق ينبغي أن تفعل في وقتنا الحاضر التي تبين أن الإسلام دين الرفق والرحمة لا دين العنف والغلظة والتطرف. ومن جانبه تحدث الشيخ محمد زروال الزياني محكم من دولة المغرب موضحا ان الله سبحانه وتعالي خلق الزمان وخلق المكان وخلق الإنسان ليعيش الزمان والمكان. والأزمنة تتفاضل كشهر رمضان ويوم الجمعة وليلة القدر. والأمكنة تتفاضل كالمسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصي. والناس تتفاضل عند الله ولقد وضع القرآن الكريم ميزانًا يرتفع ويسمو من خلاله المسلم وهو ميزان الأخلاق قال تعالي: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير". كما أكد أن أفضل ما يتنافس فيه المتنافسون بعد حفظ كتاب الله تعالي هو فهم أخلاقه وخاصة في الوقت الحاضر الذي ابتليت فيه الأمة بأناس لم يتدبروا كتاب ربهم وغلب عليهم الغلظة وقسوة القلب مع أن الله تعالي قال: "الله نزل أحسن الحديث كتابًا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلي ذكر الله .." فما أحوجنا اليوم أن نتنافس في تأثير القرآن الكريم في قلوبنا وأعمالنا وأخلاقنا . ومن جانبه أعرب الشيخ خادم أحمد لوح المحكم السنغالي عن شكره لمصر بحكومتها وشعبها علي إتاحة الفرصة لهذا التواصل الفكري والديني بين أبناء الأمة الإسلامية . كما أشار إلي أنه تعلم بالأزهر الشريف منذ عام 1989م ونهل من معين الأزهر الصافي وعلي الرغم من طول المدة لكن أواصر المحبة لم تنقطع أبدًا ولن تنقطع بإذن الله. كما أكد فضيلته علي إضافة أسئلة المعاني الأخلاقية جعلها تعطي لونا جديداً. فنحن وبخاصة في هذا العصر نحتاج إلي تجسيد هذه المعاني الأخلاقية في حياتنا اليومية . وهذا تعميقًا للأخوة التي حثنا عليها القرآن الكريم كالتعارف وكف الأذي ونشر السلام. ومن جانبه قدّم الشيخ وليد حسن محكم من دولة البحرين الشكر لمصر حكومة وشعبًا لجهودهم في خدمة القرآن الكريم ونشر صحيح الدين. مؤكدًا أن الله تعالي أنزل القرآن الكريم ليتدبره الناس. ففي فهم أخلاقه ومعانيه ما يجمّع الناس ولا يفرقهم. وهذا يؤكد أن الإسلام دين يجمع ولا يفرق. يبني ويعمر لا يهدم .