تعلمنا ونحن صغار حكمة جميلة جدا وهي إذا فسدت الأخلاق فسد كل شيء في الحياة. وفساد الأخلاق لا يولد في الإنسان فجأة. ولكن بعدنا عن الدين وتعاليمه وعدم إيماننا بالله وضعف الوازع الديني لدي الكثير منا هو الذي أفسد أخلاقنا. وكان من الطبيعي نتيجة لفساد الأخلاق. شيوع كثير من الجرائم في مجتمعاتنا المحافظة والتي لم نسمع أو نري مثلها من قبل. فمنذ أيام قليلة قرأت خبرا نزل علي كالصاعقة. وهو القبض علي والد أحدي الفتيات كان يعاشرها جنسيا لمدة 10 سنوات وأنجبت منه طفلين. تخلص من الجنين في المرة الأولي. واجهضها في الحمل الثاني. جريمة بشعة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني. فعندما قرأت تفاصيل الحادثة تأزمت وشعرت بأنني أعيش في غابة مليئة بالحيوانات والوحوش. وأصابني إحساس بالقيء. من فظاعة هذه الجريمة النكراء التي تنفر منها النفس البشرية. فزنا المحارم زاد في الفترة الآخيرة بصورة كبيرة وأصبح واقعا نعيشه!! هذه الجرائم البشعة والمعاصي التي يرتكبها هؤلاء المجرمين. أعدها الله تعالي إفسادا في الأرض. قال تعالي: "ولاتفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين" والمعاصي السبب الرئيسي في فساد الأخلاق والأعمال والأرزاق كما قال الله تعالي: " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس". ألم يعلم هؤلاء المفسدون أن بمعاصيهم تهلك الزروع والثمار وتتلف وتقل البركة والرزق وهذا ما نعايشه الآن كما قال تعالي: "وإذا تولي سعي في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لايحب الفساد". أن الاعتداء علي دماء وأعراض المسلمين ليس من خلق المؤمن الصالح. وتزايد هذه الجرائم التي تتنافي مع العرف والدين والقانون. إنما بسبب ضعف العقوبة القانونية الرادعة لهذا الفعل الشنيع. والتي أعدها الشرع إفسادا في الأرض. ونحن في انتظار سن قوانين مغلظة تتعلق بجرائم الأخلاق حتي يرتدع من في قلبه مرض.ولنتذكر وصية رسول الله صلي الله عليه وسلم حينما خطب في الناس يوم النحر فقال "فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا".