هاجم خبراء الإعلام عدم التزام وسائل الإعلام والقائمين عليها بمواثيق الشرف المهنية .. وحذروا من ضياع القيم واشتعال نار الفتنة في جسد الوطن إذا استمر الوضع الحالي الذي يحمل في طياته عوامل هدم المجتمع وتدميره .. وطالبوا بتوجيه الإعلام الي المشروعات القومية الجادة للنهوض بالمجتمع وجعله يتعافي من مشكلاته المزمنة قالت الدكتورة جيلان شرف. أستاذ الإعلام بالجامعة الحديثة : في حقيقة الأمر لدي الكثير من التحفظ علي الشكل والمحتوي الاعلامي الذي نحن بصدده هذه الأيام فهو إعلام غير تنموي من قريب أو بعيد وليس هذا فحسب بل انه يحمل في طياته عوامل هدم المجتمع وزعزعته لأنه يستفز الناس بكل الطرق خاصة برامج التوك شو التي تعد أكثر البرامج مشاهدة والتي أصبحت شكلا من أشكال الاستفزاز للناس بسبب الجرعة السلبية التي تبثها طوال الوقت في عقل وقلب المشاهد .وهذا الشكل الاعلامي علي العكس تماما مما كان عليه إعلام التسعينات الذي كان تنمويا لدرجة كبيرة ويعمل جاهدا لتطوير المجتمع. وأضافت: من المفترض أن يظهر الإعلام الصورة بشكل واضح ومتكامل الايجابي منها والسلبي ويرشد لحل المشكلات التي يعرضها ويبث التفاؤل في نفوس الناس لكنه للأسف الشديد لا يفعل ذلك وهذا يعتبر خلل إعلامي كبير لا يمكن غض الطرف عنه وأنا كإعلامية في مجال أكاديمي عزفت تماما عن مشاهدة البرامج واتجهت الي القراءة بكل حواسي للتحقق من المعلومات والتأكد من الأخبار وهذا هو حال معظم الخبراء والمتخصصين لكن المشاهد البسيط مازال أسيرا للإعلام يفعل به ما يشاء لذا شعرت الغالبية العظمي من الناس بالإحباط بسبب الجرعة السلبية التي تبث ليل نهار في وسائل الإعلام المختلفة .. كفاية برنامج واستطردت :اري انه كفاية كلام عن الإخوان وما فعلوه بمصر ويكفي برنامج واحد بدلا من أن تتكلم كل البرامج عنهم في وقت واحد . فهذا مضيعة للوقت وغير مفيد علي الإطلاق لأننا نحتاج الي البناء والتطوير كما نحتاج لإشعار المواطن البسيط أن ثمة تغير قد حدثت في المجتمع فمثلا نخصص حلقات عن الفساد الإداري الذي هو بحق آفة المجتمع وسبب انهياره .كما يجب أن نتطرق لمشكلة البطالة المتفاقمة في المجتمع ونوجد الحلول الحقيقية لها وأن نسلط الضوء علي المشكلات الاقتصادية المختلفة ونرسخ قيمة العمل في المجتمع فهذا أفضل وأكثر إفادة للجميع. وحذرت الدكتورة جيلان اذا استمر الإعلام علي هذا المنوال سوف يعزف الناس عنه وينقلبون عليه في القريب العاجل لأنه لا يلبي مطالبهم ولا يتحدث بلسانهم وإنما له دور كبير في تغييب عقول الناس والسخرية منهم وهذا لن يحقق الانضباط في المجتمع كما نريد. وأشارت دكتورة جيلان . إلي أنه طالما كان للتمويل اليد العليا وهو المسيطر علي أغلب وسائل الإعلام فلن يتحقق التغيير بسهولة. هذا فيما يتعلق بالإعلام الخاص أما الإعلام الرسمي فحدث ولا حرج لأنه يحاول جاهدا التغيير ولكنه لا ينجح في ذلك لأنه يعجز عن جذب الناس إليه التي عزفت عنه وهجرته لفقدان الثقة به وهو اليوم يحاول استعادة هذه الثقة لكن دون جدوي وأثنت علي محطة البرنامج العام التي تعتز بها وتراها متوازنة لدرجة كبيرة ولما استطلعت رأي بعض الطلبة فيها وجدت لديهم آراء سلبية نحوها وعدم قابليتهم في تغيير هذه الآراء ولهذا طالبت بضرورة عودة الصحافة الاستقصائية لدورها الكبير في التعرف علي المشكلات الحقيقية وطرق الحل. أوضح الدكتور جمال النجار أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر أن الإعلام اليوم يكرس لما قبل الثورة لكنه يشدد علي أن عقلية الجماهير قد تغيرت وأصبحت تمتلك من الوعي والجرأة ما يمكنها من لفظ هذا الشكل المتدني من الإعلام جملة وتفصيلا فالناس لن تصبر كثيرا علي هؤلاء الإعلاميين الذين يزيفون الواقع ويغيرون الحقائق ولا شك ان هذه القنوات تعمل لصالح أفراد وجهات بعينها ولا تعمل لصالح الوطن لذا لن تستمر طويلا وسيكتشف الجميع زيفها وخداعها له. وأضاف النجار :إن هذا التضليل الاعلامي الذي نراه علي شاشات الفضائيات لن يستمر طويلا لأنه يهدم نفسه بنفسه ويسطر شهادة وفاته بيده ولهذا لابد من إيجاد أجندة لدي كل قناة تنطلق من المصلحة الوطنية وتنحي الخلافات والمصالح الشخصية جانبا إذا أردنا فعلا إعلاء قيمة الوطن والعمل علي بنائه ونهضته. هدف قومي طالبت الدكتورة مايا أحمد. الأستاذ بقسم الإذاعة والتليفزيون بالجامعة الحديثة. أن يكون للإعلام هدف قومي يتبناه ليكون أكثر فاعلية في بناء مصر الجديدة ويكون أكثر عمقا وموضوعية في طرحه للقضايا والمشكلات المختلفة وأن يتبني القضايا القومية التي تهم جميع أبناء الشعب المصري كقضية سد النهضة وغيرها من القضايا القومية التي تساعد علي خلق رأي عام ايجابي وواعي ومواطن مشارك ومساعد للحكومة لابد أن يحفز الناس علي العمل والبناء ويقوي الانتماء لهذا الوطن لكن عزوف القنوات الخاصة والرسمية عن مثل هذه القضايا ومناقشة الأمور السطحية فهذا لن يفيد بل إن ضرره سيكون أكبر مما يتوقعون. وأضافت دكتورة مايا: للأسف الشديد الإعلام لدينا إما رأسماليا يسعي بكل قوة الي الربح ولا يهمه سوي المال وأما حكومي يفتقد ثقة الناس به ولن نستطيع تغيير هذين النمطين لكن يمكننا إعادة رسم الخريطة البرامجية ووضع برامج هادفة وبناءة تتبني مشاكل قومية وتزيد من وعي المواطن البسيط وتشركه في اتخاذ القرار ليصبح قوة ايجابية داخل المجتمع تبني ولا تهدم. مأزق أخلاقي أكد الدكتور جمال محمود سيد أستاذ الأدب والنقد بجامعة الأزهر . أن الإعلام المصري سواء الخاص أو العام في مأزق أخلاقي ومهني غير مسبوق حيث انعدمت منه الشفافية واختفت الموضوعية وضاعت المصداقية فهو لا يكف عن بث أخبار متضاربة ولا يكلف خاطره لتحري الصدق فيما بعرضه علي الناس ولا يعير أي اهتمام لما قد يترتب علي بث مثل هذه الأخبار المغلوطة وهو بهذا ينحدر بالمجتمع لأقصي درجات الدونية ويعود بنا الي مجتمع ما قبل الثورة الذي يجمل مل شيء من حوله والناس تعاني الأمرين وهو في غفلة عنها ولاشك أن هذا النوع من الإعلام الكاذب والمضلل لن يفلح في إقناع أحد وسيكتشف الجميع كذبه ونفاقه في اقرب وقت لأن الناس أصبحت تمتلك من الوعي ما يمكنها من فهم ما يدور حولها وتساءل: لمصلحة من يتم تغييب عقول الناس بهذا الشكل أين الضمير في العمل ؟وأين حب الوطن الذي حثنا عليه النبي صلي الله عليه وسلم ؟هل هؤلاء الإعلاميون الذين يصبون البنزين فوق النار يحبون وطنهم ويعملون لمصلحته ؟ أشك في هذا. وطالب بالالتزام بالمعايير المهنية ومعاقبة كل من يخالفها حفاظا علي امن واستقرار المجتمع.